عبدالله السكوتي يحكى أن احدهم يبالغ في حديثه ، لكنه اغلب الاحيان ينسى مايقول ، والمفروض ان من يكذب يتذكر كذبه حيث قالوا : (اذا كنت كذابا فلاتكن نسايا ) ، لكن صاحبنا وفي إحدى جلساته التي تثنى بها الوسادة له ، وحين رأى ان جماعة يتبارون في ان كل منهم وفي كل مباراة لكرة القدم يحرز ثلاثة اهداف ،
فتحمس صاحبنا وبدأ بقوله: انه في مباراة واحدة أحرز 20 هدفا وانه لايقبل اقل من هذا العدد في كل مباراة، وراح يقص عليهم ماذا فعل بالشِباك حيث قال :(اكوّل في كل مباراة ، واملي الشبج طوبات ، طوبه باثر طوبه ) ، هنا قُرع باب الدار ، فانقطع الحديث ، ومن ثم استأنف صاحبنا حديثه وهو يقول : ( وين وصلنه ) ، فقالوا 🙁 مليت الشبج )، حينها قال 🙁 او جذبته وذاك السمج ليلوك لهاي الحلوك) . وقديما قالوا (الجذب المصفط أحسن من الصدك المخربط ) ، لكن اصحابنا حتى لم (يصفطوا ) شيئا ولذا فكذبهم مكشوف واضح ، وينسونه بين ليلة وضحاها ، هؤلاء يسيطرون على الساحة لانه للأسف هنالك أذان تصغي وتروج لهم دعاياتهم ، في حين يصمت من له الحق في القول لكنه وللأسف أيضا يمتلك الصدق لكنه ليس على هذه القاعدة ولا يؤمن بهذا القول ، فصدقه مهمش ومحكوم بعدم وجود الدعاية والترويج ، ناهيك عن كثرة الأعداء والمتربصين، الذين يحاولون تشويه اللوحة، ليفوزوا بالسلطة والجاه والنعمة كما يسمونها ؛ كثير من المرشحين ينحون منحى جديدا في دعاياتهم الانتخابية وهو أسلوب يعتمدون فيه تسقيط الآخر وتعداد عيوبه مع غض النظر عن انجازه الوطني ؛ يقولون نصف الحقيقة التي في صالحهم وينسون النصف الآخر متعمدين كي يخفوا محاسن من يهاجمونه ، لينالوا من شخصيات وأفكار وطنية كانت لها اليد الطولى في تثقيف الشباب وفتح عيونهم على الثورة ورفض الطغيان والتعسف ، لكن للآسف هؤلاء تعرض تاريخهم للخذلان والنسيان أيضا ، لأنهم لا يمتلكون من يكذب لهم كذبا ( مصفط ) ، وقديما قالوا ( أعذب القول أكذبه ) لكنهم من المؤكد لا يقصدون المرشحين بل قصدوا الشعراء ، ومثال كذب الشعراء في أعذب القول وأكذبه قول الشاعر : لاموا على صبّ الدموع كأنهم لا يعرفون صبابتي وخضوعي فأجبتهم وعد الحبيب بزورة أفلا ارش طريقه بدموعي في الماضي كانوا يعددون مآثر اعدائهم ، ولايغمطون حقهم في قول الحقيقة ، لأنهم في هذا يكونون قد تغلبوا على عدو قوي وليس عدوا ضعيفا يسهل التغلب عليه ؛ احدهم يخرج من على الفضائيات يتبجح بأنه سيعمد الى جعل العراق قطعة من الجنة وهو نائب متغيب عن جلسات البرلمان مع سبق الإصرار ، لم يحضر إقرار قانون ولا مناقشة مشروع ، هذا الأخ دعايته الانتخابية الهجوم على الآخرين ، يهجم على الجالسين في القصور الرئاسية في حين يجلس هو في أرقاها ، وحين يحاجج يقول : انه يدفع إيجارا ، والاخرون يا سيادة النائب ألم يدفعوا؟ يتهم الاخرين بتمويل دعاياتهم الانتخابية من المال العام ، وحين تسأله من اين تمول دعايتك انت؟ يقول : مجموعة مستثمرين ، يهزأ بالعمامة ويرتديها ، ويسخر من المتدينين وهو احدهم ويحسب نفسه منهم ، يهاجم العلمانيين ويقف في صفهم ، ويدعي انه صاحب مشروع العلمانية في العراق ، وفعلا كما قالوا ( الجذب المصفط أحسن من صدك المخربط ) .
هواء فـي شبك :(الجذب المصفط والصدك المخربط )
نشر في: 26 فبراير, 2010: 07:14 م