 بغداد/ المدىادخلت السلطات الامنية استخدام الكلاب البوليسية  في الكشف عن المتفجرات في نقاط التفتيش كبديل عن جهاز "العصا السحرية" الذي اثبت عدم فاعليته في اداء مهامه.ويقول العميد محمد مصحب، مدير وحدة الكلاب البوليسية التي يطلق عليها (كي 9) في كلية الشرطة في بغداد "لدينا 47 كلبا مدربا للعثور على المتفجرات".
ويواجه مصحب الذي تدرب لخمسة اعوام في كلية الطب البيطري في بغداد قبل ان ينضم الى وحدة كلاب الشرطة في عام 1986، مهمة صعبة. واوضح الضابط الذي يرتدي زيا يحمل شارة الشيبرد الالماني بحسب فرانس برس "نحن بحاجة الى 1000 كلب حتى تغطي البلد باكمله، وذلك يستغرق وقتا لكننا وضعنا خطة لذلك".والكلاب المستخدمة في العراق هي من فصيلة الشيبرد الالمانية، والبلجيكية (مالينويز) واللابرادور والتي يبلغ عمرها عاما واحدا وتبلغ كلفة كل منها ما بين 8000 الى 9000 دولار وتصل من الولايات المتحدة او هولندا مدربة تدريبا كاملا وامامها عشر سنوات متوقعة من العمل. وتعد اسعار الكلاب بسيطة مقابل سعر جهاز كشف المتفجرات الذي يطلق عليه "العصا السحرية" حيث تصل تكلفته ما بين 16500 دولار الى 60 الف دولار.ووضعت السلطات الامنية خطة تقضي بنشر ستة كلاب في 18 حاجز تفتيش رئيسيا حول العاصمة بغداد في نهاية 2011، بالاضافة الى نشر عشرين كلبا في مراكز الشرطة الواقعة في شرق وغرب المدينة، وعدد اخر في المحافظات الـ17 المتبقية.ويستغرق الكلب دقيقتين ونصف لتفتيش سيارة بحسب مصادر امنية، غير ان هذا الامر لا يبدو منطقيا مع كثرة السيارات المتواجدة عند نقاط التفتيش.وكيل وزارة الحوار الوطني وعضو اللجنة الحكومية المكلفة بالتحقيق في ملف استيراد اجهزة السونار سعد المطلبي اكد في تصريح صحفي أن الحكومة ستقيم دعوى على الشركة التي قامت ببيع هذه الأجهزة للعراق. لكن مديرية مكافحة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية لا تزال تصر على فاعلية هذه الأجهزة وكفاءتها، ويؤكد معاون مدير المديرية العقيد ستار جبار أنهم يواصلون استخدام هذه الأجهزة في الحواجز الأمنية وستستخدم أيضا خلال فترة الانتخابات. إلا أن عضو مجلس النواب عبد الكريم السامرائي نائب رئيس لجنة الأمن أكد أن النتائج أثبتت عدم فاعلية نسبة كبيرة من هذه الأجهزة بسبب استيرادها من مناشىء غير أصلية.العميد ستار جبار يوضح أن فعالية هذا الجهاز تعتمد على طريقة استخدامه بشكل صحيح، لافتا إلى أن البعض من رجال الشرطة والأمن لا يجيدون استعمال تلك الأجهزة. وبحسب بيان صدر عن الناطق الرسمي بإسم الحكومة علي الدباغ فأن الجزء الأكبر من تلك الأجهزة هي من مناشئ أصلية وصالحة للاستعمال وفاعلة، وجزء منها مقلد وغير فاعل وغير صالح للاستخدام. وأكد أنه سيتم إحالة الأشخاص الذين شاركوا في التعاقد وإستيراد وإستلام الأجهزة المقلدة وغير الصالحة للتحقيق ومقاضاة وملاحقة الشركة المصنعة لهذه الأجهزة.واعلنت الشرطة البريطانية في وقت سابق من الشهر الماضي توقيف رجل الاعمال جيم ماكورنيك (53 عاما) مدير شركة "ايه تي اس سي" بتهمة الاحتيال بالتزامن مع اصدار قرار يمنع تصدير منتجات هذه الشركة من اجهزة الكشف عن المتفجرات.من جانبها اكدت القوات الاميركية ان الاختبارات التي اجراها خبراء اميركيون على جهاز كشف المتفجرات المعروف بالسونار اثبتت عدم صلاحيته. وقال البريغارير رالف بيكر نائب قائد القوات الاميركية لدعم الامن في بغداد والانبار ان عدة مختبرات علمية تابعة للجيش الاميركي والقطاع الخاص في الولايات المتحدة قامت باختبار جهاز الكشف عن المتفجرات وجميعها اكدت عدم صلاحية الجهاز.  تفاصيل ص2