عبد الزهرة المنشداويظاهرة الاستعانة بالمدرس الخصوصي في مدارسنا الاعدادية باتت تظهر للسطح منذ تسعينيات القرن الماضي عندما اهملت الدولة انذاك قطاع التعليم الى درجة بات فيها المعلم والمدرس يضطر الى بيع الخضار في الاسواق من اجل لقمة العيش.
 احد الطلبة ذكر لي ان الدرس الذي يلقيه عليه المدرس في الصف يختلف جذريا عند المدرس الخصوصي ما يعني ذلك بصورة عامة انه، أي المدرس، لا يكون جادا في درسه داخل الصف ولكنه يدخر خبرته واسلوبه في ايصال المادة للتلميذ الذي (يدفع) للدرس الخصوصي. الدروس العلمية في الصفوف المنتهية للدراسة المتوسطة والاعدادية ليست بالدروس التي يمكن اجتيازها بسهولة كما هو معروف في مواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات. مدرس هذه المواد العلمية لابد وان يكون من ذوي الخبرة في تدريسها اضافة الى وجود الطالب الجاد الذي يمكن ان يستفيد الاستفادة القصوى من اختبارات الصف وتقدير هذا النوع من المدرسين من خلال التفاعل معهم واحترام جهودهم. هذا النوع من المدرسين نفتقده في مدارسنا اليوم ،وان وجد فأنه يرى نفسه بين نسبة كبيرة من الطلبة التي لا تقدر له الجهود او ان جهوده تذهب ادراج الرياح فيصاب بخيبة امل. كنا نسمع عن مدارس اهلية خاصة لابناء الذوات والتي تتعهد لاولياء امور الطلبة بجعل ابنائهم يجتازون امتحاناتهم النهائية بيسر مع حصولهم على درجات يمكن ان تؤهلهم لكليات في الجامعة لايمكن دخولها الا بمعدلات عالية ككليات الهندسة والطب. في هذا الوقت نعتقد بأنه يمكن للمدرس الذي يرى نفسه غير فاعل في الصف او انه لايمكنه توصيل المادة المطلوبة بالصورة الصحيحة ولاسباب عديدة منها الاعداد الكبيرة في الصف الواحد اضافة الى تصرفات البعض من الطلبة السلبية تجاه المدرس تجعله غير متحمس او قل غير متأكد من جهوده سوف تثمرلذا لايعير اهمية لاعداد الطالب في درسه الاعداد الذي يمكنه اجتياز الامتحانات النهائية. ما ذكرناه من اسباب ومسببات جعل المدرس الكفوء ينحو بتدريس الطلبة الدروس الخصوصية لأنه من خلالها يستفيد استفادة مزدوجة الاولى الارتقاء بمستواه المعيشي والثانية تأهيل طلبة يمكن له ان يعدهم اعدادا كافيا لاجتياز الامتحان وبذلك يضمن التقدير والشهرة.لذلك نرى ان الامر يستدعي اعادة النظر في مدارسنا ومن زوايا عديدة منها المدرس المؤهل وعدد الطلبة في الصف الواحد واعداد المدارس النموذجية التي اتينا على ذكرها والا فأن الشهادة الدراسية في الاعدادية ستجير لمن يدفع للمدرس الخصوصي.