عبدالله السكوتي واللكة تناول الماء بطرف اللسان ، وغالبا ما يطلق على طريقة شرب الماء، حيث قالوا :البحر غمر الماء في العيان و القط يروى منه باللسانويحكى أن منسوب النهر قد ارتفع ، وتجمهر الناس على الشاطئ ليمتعوا أنظارهم بمشاهدة المياه المتدفقة ، وحدث أن بشروا الثعلب بزيادة منسوب النهر ،
وسألوه هل شاهدته فقال : كلا ، فقالوا : لم لا تذهب لرؤيته ، فأجاب ( إن زاد لكّه ، وان نكص لكّه ) ، والأمر برمته لا يتعدى (اللطعه او اللكّه ) ، وهذا المسكين لاتهمه زيادة منسوب النهر او نقصانه، لأنه في كل الأحوال لا يأخذ من الماء سوى (لكه) والأمر هذه المرة أيضا لا يتعداها مع كثرة الوعود وأفعال المرشحين.المأساة ما قالته أمانة بغداد من أن مرشحين قاموا باستنساخ أوراق ثبوتية لمساكين وأعطوهم وعودا بأنهم سيوزعون عليهم قطع أراض سكنية بعد أن طلبوا منهم أن يصوتوا لهم بعد اخذ تواقيعهم؛ ونظرة بسيطة نقوم بوضع الأمور في نصابها تجعل منا نقول: لا تصدقوا فنحن مثل هذا الثعلب المسكين، سنبقى نخاف من المطر ونرتجف لهطوله لأنه سيأتي بتهجيرنا من بيوتنا ولأنه يعطي الكهرباء استراحة طويلة، وهي إن زادت وان نقصت لا تعنينا بشيء فالوعود كثيرة والمرشحون يريدون أصواتا، ليصبحوا تجارا بدلا من أن يكونوا مدافعين عن الشعب، والقائمة تطول من الحاجات الشعبية لتقابلها وعود المرشحين الكاذبة.وكلنا يعلم أن ما بني على خطأ فهو خطأ، وهؤلاء المرشحون لا يمتلكون أبسط مقومات الترشيح لهكذا منصب مهم، ويجب علينا أن نشملهم بقانون المساءلة والعدالة، لأن هؤلاء اخطر واجتثاثهم أكثر أهمية من اجتثاث غيرهم.ثمانون ملياراً سبقتها ست وسبعون، أرقام مهولة وشعب جائع فقير، يدفع ضريبة الجوع والقتل والانهيار ولسان حاله يقول:(إن زاد والا نكص واللا غلا او رخصشيفيد بعد الحجي آنه انتهيت وخلصقصة ابحياتي انتهت مو مثل باقي القصص).نعم هكذا نحن ما قبل التغيير نطحن النخالة ونوى التمر؛ وحاليا نعمل لنعيش فقط وان كان القرص ابيض، فثمة معكرات لصفو حياتنا الذي لم يبدأ بعد، المرشحون الذين يتنافسون على أصواتنا استغلوا ضعفنا وعوزنا وفاقتنا، ولذا بدأوا بمهاجمتنا من مناطق الضعف فينا؛ أناس تسكن المقابر والمزابل وبيوت من الصفيح والطين، عندما ما ينهال المطر عليها تجري معه وتترك المساكين بلا مأوى، وصدق من قال:(أتعلمين أي حزن يبعث المطر) ؟!فعلاً حزن البيوت الطينية التي تتهاوى تحت وقع حباته الجميلة صديقة الشعراء والفنانين، لكنها أصبحت عدوا للفقراء لأنها تعبث بهم، وكأن قوة خفية تسخر منهم وتتمتع بهرجهم ومرجهم، وحيرتهم أمام الرذاذ المتساقط على بيوتهم المتهاوية؛ لماذا يلجأ المرشحون الى هكذا أساليب؟ لأن البلد مليء بالفقراء، وأي واحد يعدهم (بلفة كباب) او بطانية او جهاز (موبايل) يهرعون اليه ويعرضون أصواتهم للبيع؛ صار كل شيء للبيع حتى الأصوات في بلادي باتت للبيع.
هواء فـي شبك: (إن زاد لكّه ، وإن نكص لكّه )
نشر في: 28 فبراير, 2010: 04:38 م