TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل مازال الغــــرب يحمـــل مفاتيح المســتقبــل العـربــي؟

هل مازال الغــــرب يحمـــل مفاتيح المســتقبــل العـربــي؟

نشر في: 28 فبراير, 2010: 05:40 م

شاكر النابلسي صحيح أن الاستعمار بدأ فعلياً التجزئة العربية بعد الحرب العالمية الأولى، من خلال اتفاقيتي سايكس- بيكو 1916 ، وسان ريمو 1920 . فالأولى قسَّمت سوريا الطبيعية إلى فلسطين وشرق الأردن، والثانية قسَّمتها إلى سوريا ولبنان.
 ولكن النُظم السياسية العربية التي سادت منذ ذلك الوقت وإلى الآن، كرَّست هذه التجزئة وهذه الفُرقة، وحالت في كثير من الأوقات دون قيـام أي شكل من أشكال الوحدة العربية، أو حتى التكامل الاقتصادي، أو التعليمي، أو غير ذلك. فهذه النُظم تتحمل مسؤولية استمرار وإعاقة التكامل الاقتصادي، والتوحيد السياسي.فعلها الغرب.. ولكنّا زدنا الطين بلّة!فلا شك أن الغرب كما تبين من استطلاع الرأي العام العربي حول مسألة الوحدة في العام 1980، لعب دوراً في إعاقة  قيام الوحدة العربية الجزئية، أو الشاملة. وقد تساءل بعضهم في هذه المرحلة عن أسباب هذه الإعاقة، فكان الجواب أن واحداً من الأسباب يعود إلى انخراط القوميين العرب أحزاباً وأنظمة قومية – والتي رفعت شعارات قومية في معارك الحرب الباردة – في استخدام مفردات وتحليلات سوفيتية في الرد على العدوانية الأمريكية، مما برر هذه العدوانية، ورفع وتيرتها، نتيجة لتأثير الخطاب العربي في العالم الثالث. فغدت أمريكا ترى في العرب خطراً على مصالحها، ليس في الوطن العربي فحسب، بل في العالم أجمع. وقد امتد أثر هذا التبنّي للقاموس السياسي السوفيتي من قبل القوميين العرب في مسألة الوحدة، وفي المسائل القومية الأخرى، إلى انقسام واضح داخل العالم العربي بين يمين ويسار.فاليمين الغني يقف ضد مفردات هذا القاموس ودلالته. واليسار الفقير يتبنّى مفردات هذا القاموس ودلالته، ويهدد اليمين، ومصالحه ومستقبله بها.rnموقف الغرب من الوحدة العربيةمن ناحية أخرى، كان بعض الباحثين السياسيين العـرب يعتقد في النصف الثاني من القرن العشرين – وربما ما زال هذا الاعتقاد وارداً حتى الآن - أن الغرب كله ضد الوحدة العربية، وأن لا أحد يريد للعالم العربي أن يتوحد.والسؤال هنا:- إذا كان هذا الافتراض موجوداً، فلماذا لا يريد أحد في الغرب أن نتوحد؟هل لأن هذه الوحدة تضرُّ بمصالحه؟إننا نتعامل الآن مع عالم غربي عقلاني، وليس مع عـالم غربي عبارة عن قراصنة بحار، أو قُطَّاع طرق، أو قبائل غازية لطرق التجـارة.إننا نتعامل الآن مع عالم غربي مختلف عما كان عليه مطلع القرن العشرين.عالم يحكمه رأي عام، وتحكمه صحافة حرة، ويحكمه حكام ديمقراطيون معرضـون للنقد والملامة حين الخطأ. كما نتعامل مع مجتمع راقٍ، ومتعلم، ومتحضر.rnأسباب معارضة الغرب للوحدة العربيةفتعالوا لنرَ ما هي الأسباب التي تجعل الغـرب على وجه الخصوص، يقف ضد وحدتنا - فيما لو أردناها- علماً بأنه إذا قامت وحدة في العالم العربي – وهي تبدو الآن كأمل إبليس في الجنة، أو من المستحيلات السبعة - فيجب أن يكون قيامها ليس لمصلحة العـالم العربي فقط، ولكن لمصلحة ومنفعة البشرية عموماً، ولمنفعة العالم الذي نشاركه الحياة والمصير على سطح هذه الكرة الأرضية.لقد أُشيع في الأدبيات السياسية العربية، خلال النصف الثاني من القرن العشرين - وهي مرحلة "الطوفان الوحدوي" الذي لم يأتِ بزرع أخضر، بقدر ما أثمر حنظلاً، وعلقماً، وخلافات سياسية، وحروب أهلية، ونزاعات حدودية - من أن الغرب ضد الوحدة العربية للأسباب التالية:1- أن السياسة الدولية بوجه عام وعلى مر العصـور كانت تكره قيام الكيانات الضخمة الكبيرة، فما قام منها إنما قام إمـا بحد السيف، وإما لتوافر ظروف مساعدة.وجوابنا أن هذا حق في واقع الأمر، ولكن ذلك كان فيما مضى. والآن أصبح العصر عصر الكيانات الكبيرة. ولأنه غدا عصـر منطق الكيانات الكبيرة، فلذا، نسمع في كل يوم أنباء شركات عالمية في شتى المجالات المالية والصناعية والمواصلات والاتصالات والخدمات، من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، تندمج مع بعضها لتكوين كيانات كبيرة. والعالم كله يرحب بهذا. لقد أصبحت الكيانات الكبيرة هي لغة العصر التجاريـة والاقتصادية، وامتد ذلك إلى اليابان أيضاً كبلد متقدم. وفي زعمي، أن قيام التكتلات السياسية والاقتصادية الكبيرة في القرن الثامن عشر (الولايات المتحدة الأمريكية) وفي القرن العشرين (الاتحاد السوفيتي والوحدة الأوروبية) إضافة إلى التكتلات البنكيـة والصناعيـة والخدماتية، ومنها التكتل الهائل الذي تمَّ في مجــال الاتصالات  في نهاية العام 1999  حيث قام أكبر تكتل ودمج بين الشركات في مجال الاتصالات الدولية بين الشركتين الأمريكيتين العملاقتينSprint :  و MCI  وبين الشركة الثالثة البريطانية العملاقة .World Com ، وبرأسمال يزيد على 125 مليار دولار. وهذا التكتل وغيره يعتبر أكثر أهميـة وخطـورة من التكتلات السياسية.  وقد غيّر هذا التكتل وغيره من التكتلات والاندماجات الاقتصادية الأخرى منطق العصر، شرط أن لا تكون في هذه التكتلات مضرة بالآخرين.2- نحن نعلم، من أن خوف الغرب الأول والأخير من قيام الوحدة العربيـة هو تحكّم العرب في بترولهم، واستعماله

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram