وديع غزوان مازالت القوات الايرانية تعاود قصفها المتكرر للقرى والمناطق العراقية في إقليم كردستان , رغم المواقف الحكيمة التي اتخذتها القيادة الكردستانيةازاء هذه الاعمال العدوانية وغيرها واعتماد اسلوب الحوارالدبلوماسي لمعا لجة هذه القضية مع ما رافق ذلك من حرص على تمتين العلاقات مع إيران وتوسيعها لتشمل المجالات كافة .
وقبل يومين ورد خبران الاول يشير بحسب مسؤول في ناحية زاراوة عن قيام القوات الايرانية بقصف قرى الناحية التابعة الى قلعة دزة وآخر يشير الىازدياد قيمة التبادل التجاري بين إيران وإقليم كردستان الى 800 مليون دولار , وشتان بين الخبرين , فالاول نتيجته الدمار والتخريب وإلحاق الضرر والاخر يهدف الى منافع وفوائد جمة للطرفين . مانتمناه على الجانب الايراني ان يتصور تبعات استمرار قصف قواتهم لقرى نائية الميزة الغالبة لسكانها البساطة فهم يعتاشون على الزراعة وتربية الحيوانات , ولهم ان يقدروا حجم الذعرالكبير الذي يتنافى وكل القيم الا نسانية ومنها تعاليم ومبادىء الدين الاسلامي الحنيف لهؤلاء الابرياء . وهل يكفي ان نعيد الى مسامع المسؤولين في إيران ماقاله المواطن خضر صالح لكي يتصوروا حجم الضرر النفسي قبل المادي الذي تلحقه مثل هكذا اعمال بمواطنين عزل ابرياء ؟ فقد قال هذا المواطن انهم كانوا يشاركون في حفلة عرس خارج القرية عندما عاودت القوات الايرانية قصفها لقريتهم وقد اضطروا الى العودة الى مساكنهم يتملكهم الخوف من اصابة احدهم بنيران طائشة . . المؤلم اكثر ان مطالبات رسمية سبقت هذا القصف للجهات الايرانية ذات العلاقة بايقاف مثل هذه العمليات بسبب قساوة الطقس في فصل الشتاء وتعذر جلاء سكان القرى عن مناطقهم وقراهم ومع ذلك , وكما يقول المسؤول المحلي ما زال القصف مستمراً . نحن على ثقة بان المعنيين في طهران يدركون قبل غيرهم ان كل الكلمات مهما بلغت من شاعرية لايمكن ان تعطي صورة حية وواقعية لترويع ام اواب شيخ ينتظر يوم زفاف ولده بفارغ الصبر , ولا بصورة طفل في منطقة نائية ينتظر مثل هكذا مناسبة ليمارس حقه في المرح واللعب واكل الحلوى واذا بهم , وفي يوم يفترض ان تسوده مظاهر الفرح والبهجة , يفاجأون بمثل هذا القصف غير المبررالذي احال لحظات سعادة يسرقونها من زمنهم الصعب الى بكاء وذعر وحزن وما نملك ونحن نعيش هذه اللحظات المؤلمة الا ان ندعوبصدق اشقاء الدين في الجارة إيران الى ان يبحثوا عن فرص افضل من العمليات العسكرية لحل كل ما قد يسهم في تعكير صفو العلاقات , فليس افضل من لغة الحوار والتفاهم وما يتخللها من مصالح مشتركة سبيلاً لاستتباب الامن والاستقرار . وعلينا جميعاً الاستفادة من دروس الماضي وويلاته التي دفعنا جميعاً ثمناً باهظاً ازاءه كان يمكن تلافيه بالتعقل والحكمة فهما الكفيلان باجتراح الحلول لأعقد المشاكل اذا ما توفرت النيات الحسنة .
كردستانيات :قصف إيراني غير مبرر
نشر في: 28 فبراير, 2010: 06:29 م