محمد مزيدالنجاحات التي حققتها قوات التحالف الدولية في ضرب طالبان افغانستان في مناطق هلمند شديدة الوعورة ، تؤكد سعي هذه القوات لفرض ارادتها في سبيل القضاء على مكامن الشر العالمي الذي استفحل شروره ، والذي بات من غير المجدي السكوت عنه ، او التماهل فيه ،
بخاصة اذا عرفنا ان عناصر طالبان المتشددين مازالوا ينهلون افكارهم الظلامية من القاعدة التي اعلنت الحرب على الاسلام قبل ان تصبح محاربة للكفر كما تزعم . تقول الانباء من ساحات القتال ، ان ضربات موجعة تلقتها هذه الشرذمة وهي تحاول الان ان تجد خلال اختبائها في الجبال والكهوف مكانا اكثر عتمة لدفن رؤوسها في الرمال والصخور ، وان اعدادا منهم اخذت تستسلم وتلقي بالسلاح ، بعد ان اكتشفت عدم جدوى مواجهة الارادة الدولية وهي تتعاظم ، من اجل القضاء على الظلامية المتمثلة بافكارها التي امست اضحوكة المسلمين في كل انحاء العالم . شجع الانسحاق الميداني والفكري الذي تمر به قوات طالبان ان تدفع بقوات التحالف الى ايجاد خطط جديدة لشن هجوم واسع النطاق على مناطق قندهار المتاخمة لحدود باكستان ، حيث يختبئ فيها « فرسان « الشر العالمي بن لادن والظواهري وغيرهما من عصابة السوء .. المثير في مسألة الخطط الجديدة التي ستعلنها قوات التحالف ، ان الاهالي وقبائل تلك المناطق بدأوا يساعدون جنود التحالف في العثور على الاماكن المنزوية التي يختبئ بها عناصر طالبان ، وهذا الامر ، كان مثار غبطة لقادة الحملة العسكرية في المضي قدما الى تحقيق اهدافهم في الوصول الى ابعد ما يمكنهم الوصول اليه لسحق رؤوس الشر . تقارير المراقبين اكدت من جهتها النجاحات التي تحققت في ساحة المعركة ، ونقلت شواهد لاقوال الناس بضرورة ان تستمر الحملة حتى يمكن لهذه البلاد ان ترى النور بعد ان اعلن الطالبانيون انهم الى الظلام ساعون وانهم بالظلام يعيشون ، وان اهدافهم تحقيق اعلى مستوى من الظلام . نعتقد ان الحملة الجديدة التي ستشنها قوات التحالف في مناطق قندهار ستؤتي ثمارها بعد ان اثبتت حملة هلمند وبمساندة الاهالي والقبائل نجاح القوة النارية شديدة البأس والخطط التكتيكية في انزال اقسى الضربات في صميم تلك الجماعات المسلحة . وهذه المسألة اشارت اليها تقارير خبراء في الشأن العسكري ومراكز بحوث اكاديمية ، واستطاعت تزويد القادة العسكريين بمضامينها لاجل ضخ الروح المعنوية العالية في صفوفها. لقد اشارت القراءات المعمقة للشأن الافغاني الى ان تراجعا حادا للشبان ، وقد كان من الصعب على القاعدة وطالبان التغرير بهم ، و بينت واوضحت في عدم وجود الرغبة بانضوائهم الى مجاميع الشر واقتناعهم اخيرا بأن ذلك لايجدي نفعا ، وانه يجلب المساوئ على حياتهم وذويهم وهذا التراجع يكشف مرة ثانية عن زيف تلك الافكار التي يبثها قادة الظلام المنزوون في جحور الجبال ، ويعطي درسا بليغا بأن الاسلام الذي يدعواليه قادة الظلام ، اسلاماً زائفا ، واكتشف هؤلاء الشبان ان الاسلام الحقيقي هو الاسلام السمح الذي يقول « وجادلهم هي احسن « وليس اسلام بن لادن الذي يقول « فجر نفسك بالمفخخات و الاحزمة الناسفة كي تقتل اكبر عدد ممكن من الابرياء « !!
نافذة على العالم :طالبان .. بين هلمند وقندهار
نشر في: 28 فبراير, 2010: 07:10 م