TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة المواطن: حالة مدانة

نافذة المواطن: حالة مدانة

نشر في: 1 مارس, 2010: 05:50 م

سها الشيخلي لدى زيارتي مقر السجن الكائن قرب ملعب الشعب الدولي ( دائرة الاصلاح العراقي)  شاهدت  مظاهرة قامت بها  مجموعة من منتسبي السجن المذكور وبعد الاستفسار علمت ان هؤلاء المتظاهرين هم من منتسبي السجن  وقد تم نقلهم الى سجن المطار
 وهم بعدد 120 منتسبا الا ان ادارة سجن المطار رفضت قبولهم في الدوام لديها وتمت اعادتهم، الا ان ادارة السجن رفضت  عودتهم مجددا، حسبما أشار عدد من المتظاهرين ، وحالما علم المتظاهرون بمهمتي تحلقوا حولي واخذوا يشكون تلك الاجراءات التعسفية من قبل ادارة  السجن خاصة أنهم يرزحون تحت اعباء ثقيلة من المسؤوليات التي تتلخص في الاسرة والاولاد والايجار ، مع العلم انهم لم يتقاضوا منذ شهرين رواتبهم ما يجعلهم في موقف صعب للغاية ، وطالبوا بعرض قضيتهم على الصحافة لايجاد حل لمـأساتهم ، كنت استمع اليهم والى شكاواهم باعتباري صحفية تمثل الراي العام، وهؤلاء مواطنون يشعرون بالغبن والحيف ،  ثم اخرجت كاميرتي وصورت تلك المظاهرة السلمية حيث كانت خالية من العنف ومن الشعارات بل كانت تطالب بلقاء المدير العام للسجن لاطلاعه على قضيتهم وايجاد حل لمشكلتهم، وما ان اكملت التقاط صورتين فقط حتى تقدم نحوي ، اربعة رجال اثنان منهم بالزي العسكري والآخران بالزي المدني واخذوا يصرخون بوجهي بطريقة خالية من الذوق والادب وهم يطالبون بتسليمهم الكاميرا وعندما اخبرتهم انني صحفية وان مهمتي هي العرض فقط  دون التعليق على الحدث قالوا وبكل خشونة ان ذلك ليس من شاني واقتادوني الى مسؤول الاستعلامات الذي قال لي انه سوف يلقيني في السجن بتهمة التحريض على الاضراب والتقاط صور للتظاهرة،  وعندما اخبرته انني لم اعرف عن امر التظاهرة شيئاً وأنني امثل جريدة معروفة ومؤسسة ثقافية واعلامية كبيرة اخذ يصرخ بوجهي ويطالبني بالكاميرا، وجاء رجل لياخذ من يدي الكاميرا وبقوة  ولم تكن بيدي حيلة سوى ان اتخلى عن الكاميرا والصورتين اللتين التقطتهما عن التظاهرة بعد تلك المشادة، وذلك الاسلوب الخالي من الذوق وكانهم من جلاوزة النظام المقبور، فقد استولوا على الكاميرا بقوة من اجل حذف الصورتين الخاصتين بالتظاهرة فقط دون مساس ببقية الصور، وعند لقائي بمدير السجن شرحت له ما قام  به رجال الحراسات والامن والاستعلامات و كيف تصرفوا بطريقة غير لائقة ولكنه لم يعلق بشيء، وعند انتهاء زيارتي للسجن تم تسليمي الكاميرا وقد فوجئت بأن الشخص المكلف بمسح الصور الخاصة بالتظاهرة  قام بمسح جميع ما كان فيها من الصور وهي خاصة بمواضيع عديدة كنت قد خزنتها لاقدمها مع مواضيع التحقيقات ما شكل لي احراجا كبيرا في عملي،  وختاما لا يسعني الا ان أتساءل لماذا لا يتم اعطاء محاضرات تتناول سبل التعامل مع الضيوف عامة و النساء خاصة ؟  لجميع ر جال الحراسات والمسؤولين عن القضايا الامنية ومسؤولي الاستعلامات في الدوائر كافة وخاصة الأمنية منها، ذلك لانهم يعكسون الوجه الحقيقي لتلك الدائرة وان اي اجراء يقومون به انما يعطي انطباعا اكيدا لا يقبل النقاش عن مستوى التعامل داخل تلك المؤسسات وان الاجراءات الفردية المتخذة من قبل رجال الامن والاستعلامات قد تشوه عمل تلك الدائرة وبدون قصد بالتاكيد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram