حازم مبيضين فتح العقيد الليبي معمر القذافي باباً جديداً وواسعاً للجهاد ضد سويسرا، واصفاً إياها بالكافرة الفاجرة، وطالبنا بوصفنا مسلمين بمقاطعتها على مختلف الصعد، وأخرجنا من ملة الاسلام واتهمنا بمعاداة الله والرسول إن لم ننفذ تعليماته، وشدد ولو متأخراً على أنه لن يتخلى عن الجهاد لأنه فريضة دفاع عن النفس وعن الدين،
وأعلن أنه سيطرح على القمة الإسلامية القادمة في مصر تصوراً جديداً لتحويل العالم الإسلامي إلى اتحاد وقوة اقتصادية وعسكرية وأمنية وسياسية واجتماعية. نذكر فقط الذين سيتنادون لتلبية دعوات القذافي – على قلة عددهم ، أو انعدامهم – أن العلاقات الليبية السويسرية تدهورت منتصف العام 2008 بعد اعتقال الأمن السويسري ابن نجل القذافي المسمى هانيبال، بفندق في جنيف بتهمة الإساءة إلى خدمه، ويومها هددت الجماهيرية بوقف تصدير النفط الليبي إلى سويسرا التي رفضت التهديد لالتزامها بالدفاع عن حقوق الخادم المغربي لهانيبال، وازدادت تلك العلاقة سوءاً مؤخراً بعد أن وضعت سويسرا 188 مسؤولاً ليبياً بينهم القذافي نفسه على "القائمة السوداء" الممنوعة من دخول منطقة شنغن التي تضم 25 دولة، ورد قائد الثورة الخضراء على ذلك بوقف منح تأشيرات الدخول لجميع مواطني الاتحاد الأوروبي باستثناء بريطانيا. ملك ملوك إفريقيا وبشكل مكشوف، يضع مقدرات الليبيين ومصالحهم، وعلاقاتهم مع العالم، وخصوصاً الجيران الأوروبيين، في الكفة الموازية لمزاج إبنه في ضرب خدمه في عقر دار دولة تفخر باحترام حقوق الإنسان، ويمنع الاوروبيين كافة من دخول الجنة الليبية، لأن سويسرا منعته من زيارتها والتمتع بجمال مناظرها الطبيعية، ومنعت معه أقرب المقربين إليه، وهو بذلك يؤكد المفهوم السائد والمحرك لتفكير كل دكتاتور بأنه شخصياً الدولة كلها بشعبها وثرواتها ومستقبلها، وبغض النظر عن ما يمكن لذلك أن يجر من ويلات، خصوصاً مع رجل متقلب المزاج كالقذافي الذي تخلى مكرهاً عن طموح توحيد العالم العربي ليتجه إلى توحيد إفريقيا، ثم ليبشرنا بدعوته الجديدة لتوحيد العالم الإسلامي، وهو هنا ربما يطمح بلقب خليفة المسلمين ليضيفه إلى القائمة الطويلة والمملة من الالقاب التي يفخر بحملها. إذا كان هانيبال القذافي اعتاد على ضرب خدمه في جماهيرية والده، التي لا تعترف بالحقوق الإنسانية خارج حدود العائلة الحاكمة والدائرين في فلكها، فان المفترض أن يكون على دراية بأنه خارج الحدود، وخصوصاً في دولة أوروبية كسويسرا التي اكتشف والده اليوم أنها كافرة فاجرة، ليس هناك فرق بينه وبين خداميه في ملف حقوق الإنسان، ويقيناً أن من حق كل مواطن ليبي سيتضرر من قرارات العقيد الاخيرة أن يسأل لماذا يصطحب نجل القائد جيشاً من الخدم وهو يتمتع بزيارة سويسرا؟ ولماذا يزورها أصلاً ؟ وما هي الوظيفة التي تدر عليه أموالاً تؤهله لتوظيف كل هؤلاء؟ واعتبارهم عبيداً يستحقون الجلد والاهانة إن ارتكبوا هفوة لاتتناسب ومزاج سيدهم. جماهيرية القذافي تحكمها الجماهير في المعلن، وهي في واقع الحال بلد متعوس بحكم فرد متقلب المزاج، لم يحسن تربية أبنائه، فكيف له أن يحسن قيادة شعبه إلا إلى الهاوية؟؟
خارج الحدود :دعوة للجهاد
نشر في: 1 مارس, 2010: 06:00 م