وديع غزوانكانت السمة البارزة في إقليم كردستان وما زالت العمل على ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي المشترك بين القوميات والاديان والمذاهب في كردستان , والتعامل مع الجميع في مجال الحقوق والواجبات على اساس المواطنة وسيادته على اي مفهوم آخر .
وحرصت جميع المكونات المتآخية في الإقليم على التعامل مع هذا الامر بعيداً عن كل ما قد تجلبه منافسات القوى السياسية وسجالاتها من ظواهر قد تنعكس سلباً على ما ميز المجتمع الكردي من إلفة ومحبة .ولايوجد على مر التاريخ ما يخدش هذه الصورة الناصعة , بل يمكن القول بثقة بان بعض الحوادث التي سجلت في بعض فترات التريخ الماضي لاتعدو ان يكون مرجعها تدخل عامل خارجي او حوادث فردية لاتمت بصلة للنظرات التعصبية التي سببت الويلات للمجتمعات التي ابتلي افرادها بها . التسامح والالفة وروح المحبة قيم متجذرة في المجتمع الكردستاني لذا فان هنالك ادراكاً شعبياً قبل ان يكون رسمياً باهمية المحافظة عليها .. في المقابل لم يكن التعامل مع هذه القضية من قبل الجهات المعنية في كردستان شكلياً او لتحقيق اغراض سياسية خاصة بعد نيسان 2003, وما طبع ساحة العمل السياسي في العراق من دعوات غريبة على قيمه , اسوؤها تغليف الخطاب السياسي بدعوات طائفية ومذهبية وقومية متعصبة , فكان الموقف الحاسم بترسيخ روح المواطنة الذي نأى بإقليم كردستان عن كل هذه النظرات ضيقة الافق . بهذا التوجه احتضنت مدن الإقليم العشرات بل المئات من العرب من مختلف الاديان والمذاهب وفتحت قلبها قبل ابوابها لهم , كما ان عدداً غير قليل من المسيحيين وجدوا الامان الذي فقدوه في مدنهم هنا في احضان كردستان . ومما يؤسف له ان البعض من القوى والمكونات السياسية قد اتخذت من محاولة تشويه صورة الإقليم نهجاً في عملها يتصاعد عند كل حملة انتخابية , متوهمة ان هذا قد يكسبها اصوات الناخبين او اطرافاً منهم دون ان تدرك ان المواطن لم تعد تنطلي عليه مثل هكذا اساليب وهو يحكم بمقدار ما لمسه من عمل مثمر وجدي لخدمة العراق وشعبه , وبات قادراً اكثر من اي وقت على فرز الغث والسمين , لذا فقد كان الاجدى بهذا البعض بدلاً من كيل الاتهامات الى الكرد باستهداف المسيحيين في نينوى , ان يعملوا على وفق نهج صحيح ووطني والحوار بنيات صادقة لحل نقاط الخلاف مع قائمة نينوى المتآخية , نهج يفوت الفرصة على كل من يتخذ روح المدنيين العراقيين سواء كانوا مسيحيين اوغيرهم اسلوباً لتحقيق مآربه الخبيثة . لانملك هنا الا ان نكرر دعوة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قبل ايام عندما تمنى لهؤلاء بان يلتفتوا الى وضع الخطط لتحسين الخدمات في مدنهم , بدلاً من اتخاذ منهج العداء للكرد عنواناً لخطابهم السياسي غير المقبول .. فالاكراد شاءوا ام ابوا من ابرز ارقام معادلة العملية السياسية في العراق .
كردستانيات :قيم ومواقف
نشر في: 1 مارس, 2010: 06:28 م