عامر القيسي واحدة من محاسن الدعايات الانتخابية وتحديدا الفلكسات والبوسترات التي غزت واحتلت اعمدة الكهرباء والمجسرات وجدران البنايات واشجار الجزرات الوسطية، انها انقذتنا من الضجر والملل وهما يركبان رؤوسنا في التقاطعات والجسور والطرق التي تغلق على حين غرة كما يقال ، وبدلا من التأفف ولعن السبب والمسببين والروس واليابانيين،
وجدنا انفسنا امام علاقات من نوع جديد لاناس وشخصيات لانعرفهم ولم يسبق لنا التعرف عليهم سابقا ، نراهم الآن امامنا بوجوه باشة مستقبلة أو بنظرات حادة واعدة وملابس من كل حدب وصوب من السموكن الامريكي الى العقال البصراوي والبعض بملابس العمل مثل الاطباء الذين يوحون لك بأن الدواء بيدهم لمريض اسمه العراق، وآخرون في ميادين البناء ليقولوا لك نحن الذين نبني ونعمر، والبعض الآخر اختار الزي الفولكلوري ليشير لملته بانه لن يتخلى عنهم ابدا وانه معهم الى آخر المحطة ونزول كل الركاب. اشعر احيانا ان حوارا داخليا يدور ما بين ركاب السيارات وسواقها العامة منها والخاصة وما بين هذه الشخصيات الغريبة . من المواطنين أو المشاهدين من ركاب السيارات أتوقع ان احدا منهم يقول على سبيل المثال "الحجي ماكو اسهل منه" وربما يقول البعض الآخر "الكراسي عادة ما تغير الاهداف "واعتقد ان احدا يتساءل ان كان فلان من فخذ العشيرة الفلانية او انه "من اي عمام؟" اما اصحاب الطموحات والاحلام الرومانسية فقد تذهب بهم الاحلام الى نقاط بعيدة فيتصورون انفسم بدل احدى الشخصيات ليفوز بمقعد من مقاعد مجلس النواب فيتغير من حال الى حال، الخدم والحشم والحمايات لتكف أم العيال عن النق والنقيق على" الرايحه والجايه "فيرتاح من وجع الرأس وبلاوي السوق، تتبخر احلام هؤلاء مع صوت اول منبه للسيارة التي خلفه، ومن المؤكد ان من امثالي من الذين يدسون انفهم في الطحين فيعطسوا ويزعجوا الآخرين سيسأل عن اموال الدعايات وهو سؤال خبيث بطبيعة الحال ولكنه في كل الاحوال ليس سؤالا حسودا على الاطلاق ! الاستعراضات الدعائية لبعض المرشحات كانت حقيقة الاكثر تناقضا ، فحسب بعض الأرصاد فان بعض الاحزاب الدينية استخدمت مرشحات سافرات بابتسامات عريضة ليغمزن من طرف خفي لشريحة من النساء بأن هذا الحزب ليس مغلقا وغالقا كما يصوره البعض من الاحزاب العلمانية وانما هو منفتح على الرياح من طرفيها فيما تلقت احداهن تعليقا ساخرا ولاذعا من داخل سيارة كيا،التي تعج عادة بالتعليقات الشعبية، من امراة ملفعة بالسواد ولا احد يدري ماهي مصيبتها" يمه وهاي شراح تسوي "للدلالة على ان الآخرين الذين سبقوها من كلا الجنسين لم يفعلوا شيئا.أردت ان اقحم جاري ابو محمد بمثل هذه التسلية اليومية الصباحية منها والمسائية ، فقلت له وهو في أوج تنظيراته عن الانتخابات واحتمالات التزوير"عمي ابو محمد لو انت مرشح وفزت شراح تسوي "وكعادته المزعجة يصفن ويفكر ويقلب مسبحته ويتأفف، و"يشلع الكلب" ليبدأ الكلام. استاذ ما اريد اجذب عليك بس اكلك اذ فزت من صدك الا اطلع ضيم الله كله اللي صار بحالي"!
انتخبوا وغيّروا .. لو أصبحت نائبا..
نشر في: 1 مارس, 2010: 07:53 م