كوبنهاغن/ رعد العراقيبرغم مضي فترة أكثر من أسبوعين على خروج منتخبنا من غمار منافسات آسيا لكرة اليد التي جرت في لبنان، ما زالت الجماهير تستغرب الأداء الهزيل الذي ظهر عليه منتخبنا في البطولة حتى أصبح ممراً سهلا لفريقي اليابان والبحرين بإعلان استسلامه وهزيمته بفارق كبير من الأهداف.
الغرابة ممزوجة بالحسرة لم تأت من فراغ وانما تولدت بعد التصريحات النارية لأهل اللعبة من ان منتخبنا سيكون مفاجأة البطولة ! وبالعودة الى مراحل الاستعداد التي توفرت لهم من معسكر تدريبي في تركيا تبعها في تونس وخوضه عدداً كبيراً من المباريات الاستعدادية التي كانت نتائجها تأخذ طابع التضخيم والتهويل حتى بانت الحقيقة وانكشف الأمر وأصبحنا فريسة سهلة لا تقوى على ان تكون نداً تحفظ به ماء وجه كرة اليد العراقية وتعيد بعض تألقها في أيام زمنها الجميل!لقد اخذ الاتحاد المذكور يغطي فشله من خلال الادعاء ببناء فرق للمستقبل وهي أحاديث أصبحت مملة ولا تمت للواقع بصلة، لان من يريد ان يبني عليه ان يقوي الأسس ويجعلها سليمة وحديثة وان من شاهد منتخبنا لا يستطيع ان يتفاءل له بمستقبل كبير بعد ان تبين انتهاجه اللعب البدائي الذي غادرته الدول الباحثة عن التطور، بمعنى آخر فان خسارة المنتخب لم يكن سببها فارق الخبرة، بل كانت الجهل بطرق اللعب الحديثة وهو ما يعني ان من يتعكز على أسباب الإخفاق انما هي أعذار آنية لأجل امتصاص نقمة الجماهير. ان على الجميع إدراك حقيقة انه يمثل العراق خارجيا وان تكرار إخفاقه يضعه أمام مسؤولية تحمل النتائج وخاصة بعد ان تكررت من قبل عند مشاركة ناديي الكرخ والجيش في بطولة الأندية الآسيوية وحصلنا فيها على المراكز الأخيرة وهذا يؤكد ان هناك خللا إدارياً في إدارة شؤون اللعبة وعجزاً في انتشالها من واقعها نحو الحداثة والتطور، وبالمقابل فأن المسؤولية نفسها تقع على عاتق اللجنة الاولمبية العراقية في تشخيص الخلل ووضع المقصرين أمام طاولة واحدة في الحساب لعدم تقديمهم ما يشفع لهم الاستمرار في مهامهم الإدارية والإسراع في الاستفادة من الخبرات العراقية في الداخل والخارج للإسهام في تغيير شامل في أساليب اللعب الحديث والمتطور مع الاطلاع على تجارب دول شقيقة لها ثقلها حاليا في الساحة الدولية. نحن استبقنا الامر قبل رؤية ما سيكون عليه من إجراءات بعد فشل منتخبنا بكرة اليد في بلوغ الدور الثاني من البطولة وهو لم يأت، جزافاً، بل جاء نتيجة ما لاحظناه من صمت على إخفاقات سابقة مرت من دون ان نسمع اي تحرك جدي لانتشال اللعبة من واقعها المرير وفي الوقت نفسه هي صرخة مليئة بالحزن والأسى عسى ان توقظ أهل اللعبة من سباتهم العميق!
من يوقظ أسرة كرة اليد من سباتها العميق؟
نشر في: 2 مارس, 2010: 04:36 م