خليل جليل خلال الأيام الماضية تحدث البعض عن النتائج المخيبة التي تمخضت عنها مشاركات عراقية لعدد من المنتخبات في مناسبات خارجية كان من بينها مشاركة اليد في البطولة الآسيوية وتلتها أحاديث عن وجود ممثلي الطائرة العراقية ناديي الشرطة والصناعة في بطولة الأندية العربية
المتواصلة في العاصمة المصرية القاهرة وغيرها من المشاركات واللاحقة التي تنتظر منتخباتنا لتكون فيما بعد تحت نظر التقييم وفي دائرة النقد وهدف الاتهامات التي تطال منتخباتنا بسبب هذه المشاركات المتواضعة في مجمل معطياتها. وهناك من يجد سهولة في توجيه أصابع الاتهام الى هذا الاتحاد او المدرب واللاعبين ويحصرهم في زاوية التقصير نتيجة عدم الظهور المشرف والمناسب في تلك المحافل وهذا أمر طبيعي ومنطقي يفترض ان تتعاطى معه تلك الأطراف بروح رياضية وان تفتح صدرها لكلام النقد وان تستوعبه وتدركه جيدا طالما ينطلق من مضمون المصلحة الحقيقية للرياضة العراقية. لكن ما يثر الاستغراب أحياناً ان هذا البعض الذي يتناول مشاركاتنا الخارجية وما تسفر عنه رحلات فرقنا الى البطولات والمسابقات ذات الطابع العربي او الآسيوي او الإقليمي يتعمد الابتعاد عن التوقف عند الأسباب الرئيسة والعوامل التي ما زالت تؤدي الى تراجع الرياضة العراقية ولأسباب معروفة. إن الحديث عن الرياضة العراقية وانجازاتها كما يحلو للبعض ان يطلق كلمة انجازات ولا نعرف على أية مقاييس يعتمدون في ذلك، صار واحدا من الأحاديث المثيرة للجدل والنقاش العقيم متناسين ان رياضتنا ما زالت راكدة في مكانها ولا يمكن ان نعد بطولة محلية او مسابقة تقام في هذه المحافظة او تلك انجازا واضحا بقدر ما هو نشاط محلي أساساً يفتقر الى التدريب والإعداد الصحيح، إذاً كيف سيكون شكل المشاركات الخارجية التي يذهب اليها رياضيونا من دون مراكز تدريبية متخصصة وبرامج علمية للإعداد تسهم فيها على نحو مباشر اللجنة الاولمبية العراقية التي ما زالت غير قادرة على افتتاح مركز تدريبي واحد جديد بدلا من ان تتكدس المنتخبات والفرق في قاعة الشعب المغلقة المتنفس الوحيد لهذه الفرق والمنتخبات!؟إن كل منصف لابد ألا يضع أمام الاتحادات والمدربين واللاعبين كل أسباب التقصير والاتهامات، بل يفترض ان تشهر بوجه المؤسسة الرياضية الوحيدة التي يفترض ان تؤمن كل مستلزمات التطور وتأمين الخبرة الأجنبية التدريبية وان تلتفت الى المدربين لإيجاد فرص التطوير أمامهم عبر دورات طويلة الأمد وان تبحث عن مناهج الإعداد العلمي السليم للاعبين وان تؤمن دعما ماليا للرياضيين وان تتاح أمامهم مراكز حديثة للتدريب طالما أن هناك إمكانات مالية يتحدث عنها عادة المسؤولون في المؤسسات الرياضية ومنها الحكومية. فاذا كانت وزارة الشباب والرياضة تحدثت كثيراً عن مبادرات لإنشاء قاعات مكشوفة او مغطاة وتتحدث عن سيل من المشاريع وقدرتها على تحقيقها برغم ما تتطلب من قدرات مالية ضخمة ومثلها اللجنة الاولمبية تحدثت هي الأخرى وعلى لسان المسؤولين فيها عن مشاريع مماثلة تصب في مصلحة الرياضة العراقية كما يفترض،إذاً لماذا لم يلتفت هؤلاء المسوؤلون الى التراجع الخطير والتداعي الواضح لمنتخباتنا في مشاركاتها الخارجية وتلك المشاركات هي المحك الحقيقي للاختبار ومعرفة حجم التطور ليس لنا فقط، بل لكل البلدان التي تعتبر مشاركاتها الخارجية دليل تفوقها او تراجعها في النتائج والمستويات؟ فهل يعقل ان تختار منتخباتنا وتتم تسمياتها في ضوء ما يتحقق في البطولات المحلية عندما تتبع اتحاداتنا الرياضية هذا الامر بعد ما عجزت عن إيجاد سبل حديثة للتدريب والتطوير، فخلال أيام او أسابيع يكون مصير المنتخب هذا او ذاك مرهونا في بطولة محلية تحدد نتائجها ملامح الرياضيين ليصار الى اختيارهم وزجهم في تلك المشاركات التي تصبح في ما بعد وبالا على رياضتنا العراقية وكانت فترات المعسكرات التدريبية التي تمتد أحياناً الى شهر تكاد تكون كافية لتحقيق النتائج المناسبة. ان غياب البنى التحتية الرياضية الحديثة وعدم استعداد المؤسسة الرياضية وعدم قدرتها على إنشاء هذه البنى واستمرار عدم الاهتمام بالمدربين والرياضيين ماليا وفنيا سيكون ذلك كفيلا لتواصل التراجع الخطير والتداعي المريب للرياضة العراقية التي تستفيد اليوم من المليارات والتي يبقى السؤال عن أهميتها وجدية فائدتها للتطوير الرياضي. نعتقد بأن ما ينفق على الرياضة في العراق الآن يوازي، بل أكثر ما ينفق في دول أخرى تقف الان في واجهة الأحداث الرياضية ومنصات الانجازات، اما لماذا؟ فهذا السؤال يترك للخبراء الرياضيين والأكاديميين العاملين في اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة.
وجهة نظر: يتحدثون عن الرياضة والانجاز
نشر في: 2 مارس, 2010: 04:39 م