إياد الصالحي لم يكن القرار الحكومي الاخير بفك ارتباط الاندية الرياضية من وزارة الشباب والرياضة وإلحاقها باللجنة الاولمبية الوطنية مفاجئاً لمن واكب مسيرة الاندية طوال العقود الماضية وما رافقها من مصاعب جمّة ذاقت الأمرين منها لاسيما المعضلات المادية وقنوات الدعم المغلقة التي اوقفت انشطة عدة بسبب فوضى العلاقة بين الاندية نفسها والمؤسسات العائدة لها .
قرار صائب يمكن ان يسهم في تصحيح حركة الاندية الرياضية التي تعرّج مسارها البياني في حقول النتائج والبنى التحتية وحتى على مستوى الافراد سواء مسؤولي الادارات ام عناصر الفرق الرياضية ، هؤلاء جلهم يسعون لغطاء قانوني يحميهم من التيه والعوز وعدم القدرة على تأمين مستقبل افضل على صعيد رياضة البلد او الحياة الاجتماعية والاسرية .اعتقد ان منعطف قرار فك الاندية من وزارة الشباب والرياضة جاء في وقت تعاني الوزارة ضغوطات كبيرة في المشهد الرياضي المضطرب ، بيد انها لم تتوان من تحمل مسؤولية ثقيلة جراء تخلي مؤسسات ذات علاقة ببعض الاندية عن توفير مقومات دعمها ماديا ومعنويا الامر الذي دفع الوزارة الى مساعدتها ببعض المنح والمخصصات التي لا تكفي احيانا لتغطية عقد ثلاثة لاعبين شباب وليس لاعب سوبر واحداً.ولا شك في ان وزارة الشباب والرياضة ستكون عونا للجنة الاولمبية في تنظيم مسودة تعاون مثالية تضمن حقوق الجميع وتخلص الوسط الرياضي من تبعات اقامة اندية رياضية وهمية افصح عنها وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر اكثر من مرة خلال خوضه في هموم الاندية وما نجم عن وجود تلك (الطحالب) ان صح التعبير وسط نهر الرياضة النقي من اتهامات وتلاعب بالمال ومشاركات على الورق فقط ،ما ادى الى زعزعة ثقة الوزارة بالقائمين على شؤون الاندية ونظرتها اليهم بريبة  وتوجس من واقع تعاطيهم الحراك الرياضي اسوة ببقية الاتحادات المطالبة هي الاخرى بمراقبة منظومة الالعاب الخاصة بها التي تمارس في هذا النادي او ذاك وفق مناهج لا يمكن العبث بها.حقيقة ان دور اللجنة الاولمبية الوطنية كان سلطويا اكثر منه فنياً في مسألة محاسبة وتنظيم احوال الاندية وضبط ستراتيجياتها والاشراف على الاداء الاداري منذ الاول من تشرين الاول 1987 يوم الغيت وزارة الشباب وتسلمت الاولمبية جميع ملفاتها ، وفي 20 آب 2002 استحدثت هيئة الشباب والرياضة رُبطت بها اندية المؤسسات قبل ان تعود الصلاحية الكاملة لوزارة الشباب والرياضة بالاشراف والرعاية على الاندية في ايار 2004 .يكفي ان اللجنة الاولمبية استعادت حقها الطبيعي من خلال هذا القرارحيث كان لها دور فاعل بتشكيل اللجان وتعميم مسابقات الاندية على عموم محافظات البلاد مثلما اصدرت قرارها الشهير عام 1971 بإخراج بطولة دوري الكرة من نطاق بغداد بعد مداولات مع اثنين من اركان اتحاد الكرة هما جواد الميرة ومؤيد البدري ، فبطولة الدوري المحلي تشكل عصب حياة الاندية وعمرها يمتد منذ عام 1923 حيث كانت بطولة كأس كاجولز اول بطولة رسمية لكرة القدم في العراق واستمرت البطولات المتتالية حتى وصلنا الموسم الحالي ، أي مضى 87 عاما على تباري فرقنا في اطار مسابقة الدوري بمختلف الظروف والانقلابات التي شهدتها الكرة العراقية ( كما جاء في موسوعة كرة القدم العراقية) للمؤرخ الرياضي د. ضياء المنشىء.هذه التحولات "السياسية في الاصل" دفعت بسببها الاندية اثمانا باهظة ولم تكن معظمها موافقة ومطابقة لشروط ومواصفات الاندية المتحضرة من ناحية البناء والاستثمار والفكر الاحترافي .. ومن المؤسف ان يدخل العراق الالفية الثالثة وانديته الرياضية مازالت تعيش زمن التخلف بكل شيء له صلة بالتنمية الرياضية .وسيكون الدورالاولمبي مؤثراً جداً في ما يخص تطوير الالعاب واعادة تدفق الحيوية في شرايينها اذ بقيت طوال الفترة السابقة من دون رقيب ولم يبال رؤساء الاندية بغير كرة القدم وتناسوا واجباتهم  إزاء تنشئة جيل جديد لبقية الالعاب ، وهنا تكمن متابعة الاولمبية وفق جداول زيارة شهرية وسنوية لفضح المتكاسلين وإنفاق المال الحكومي في المشاريع المثمرة التي تجلب الازدهار لرياضة العراق وتدفع بأكثر من بطل مغمور في الاندية يكون مؤهلا لتسلق المجد الاولمبي.Ey_salhi@yahoo.com