اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > حين يصبح السكوت من فضة والكلام من ذهب

حين يصبح السكوت من فضة والكلام من ذهب

نشر في: 2 مارس, 2010: 05:59 م

د.فاتن الجراح لطالما آمنت أن السكوت ذهبا والتزمته ترفعا , ولكن ضمن العلاقات الاجتماعية المرتبكة السائدة اليوم, أجدني مضطرة للتخلص من عقدة أبطال تشيخوف الذين يعانون بصمت ثم ينفجرون ولا ينقلبون، وما غير صمتهم شيئا وظلوا يراوحون في مواقعهم.
وكغيري من العراقيين أعيش الواقع والوعود, ومللت الاثنين, فهل لي أن أتمرد؟  أصغيت كثيرا لمن يسمونهم كتلا صغيرة (بعضها يمتلك تاريخا متجذرا في وجدان الشعب) وهي في السنوات السابقة للتجربة الديمقراطية لم تتبوأ مواقع كبيرة لكي تنكشف صدق نواياها أعجبني   أن هذه الكتل المسماة بالصغيرة قد كسرت حاجز الصمت محاولة فرض نفسها في الساحة ولو بطرق بسيطة ومؤدبة. ترى هل سبب إعجابي بهم هو أني اشترك معهم في كوننا أبطال تشيخوفيين ؟ أم اننا نكسر جدار الصمت بمعاول صغيرة ولكنها نقية كدواخل الصغار.لقد عنفت ذاتي لأني سكت كثيرا وليس بماض بعيد سكت حين تفاجئنا جميعا بعد أن أقامت دار ثقافة الأطفال مهرجانها الأول لمسرح الدمى فجيرت بعض الفضائيات المنجز لأستاذ في كلية الفنون الجميلة متناسين جهد المدير العام ومعاونه مرورا بعاملين في الدار في قسم العلاقات والفنون الدرامية وأصبح الأستاذ متفضلا على الدار بمساهمته تلك وحمدت الله حينها أن تاريخ مسرح الدمى العالمي ونشوئه لم ينسب إليه أيضا.يفترض بالعاملين في مجال تعليم وثقافة الطفل أن يكونوا طيبين كجمهورهم لذا تقبلوا أمر طمس جهدهم ولو على مضض.من بين العاملات في الدار طالبة في معهد الفنون الجميلة أعجبها المهرجان فتقدمت إلى مشرفيها بفكرة أن تنجز أطروحتها في مسرح الدمى وبدون التماس إداري من قبل معهد الفنون تطوع كادر المركز الثقافي لانجاز العمل مع زميلتهم تلك ومادامت الدار شجرة طيبة ففروعها أيضا طيبة، وإذ بدأنا في تنفيذ العمل نتهيأ لاستقبال استغفالنا مرة أخرى فحين سترى هذه الأطروحة النور سنكتشف أن الإشراف العلمي لمعهد الفنون قد بذل جهودا استثنائية في رحلة تاريخية حول مسرح الدمى وتقنياته.انه لهاث لتصدر وريادة ظواهر سبقتنا الدول في تشكيلها.ما حدث لنا يحدث يوميا في كل الأوساط  سياسية, ثقافية, علمية واقتصادية, دائما يقفز البهلوانات ليتسلقوا أكتاف من ينبذوا التحذلق والتملق حينها يتطابق المثل العراقي الشعبي وهذه الحالة (يكد أبو كلاش وياكل أبو جزمة) ولأني قلبت المثل الأول في العنوان انبذ أن اقلب المثل الثاني فما تعودت أن آكل من كد غيري ولأن أبو جزمة لا يحسن الانجاز  ولأني اعتبر اسطري هذه تحررا من عقدة الصمت فسوف لن اسكت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram