سيئول/ اف بحذرت كوريا الشمالية امس الثلاثاء من ان المناورات الحربية التي تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هذا الشهر ستنسف جهود ازالة الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، متوعدة بتقوية ترسانتها النووية اذا لزم الامر.
ورغم التوترات بسبب المناورات، الا ان الكوريتين اكملتا المحادثات بشان سبل تسهيل التجارة في مصانع منطقة كايسونغ المشتركة والتي تعد مصدر دخل ثمين لكوريا الشمالية التي تعاني من العقوبات. وتاتي المناورات العسكرية التي تجري في الفترة من 8-18 اذار «في الوقت الذي تتزايد الاصوات الدولية اكثر من اي وقت مضى في الدعوة الى تسوية المسالة النووية»، حسب وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية. وقالت الوكالة انه «من الواضح ان هذه المناورات هي محاولة متعمدة لعرقلة السلام في شبه الجزيرة ونسف عملية ازالة الاسلحة النووية منها». وتتكثف الجهود الدبلوماسية لاحياء المحادثات السداسية لنزع الاسلحة والتي تخلت عنها كوريا الشمالية في نيسان الماضي قبل شهر من اجرائها ثاني تجربة نووية. وقد وضعت كوريا الشمالية شرطين للعودة الى طاولة المفاوضات التي انسحبت منها في نيسان/ابريل الماضي قبل شهر من اجراء تجربتها النووية الثانية.فهي تدعو الى رفع العقوبات الدولية عنها كما تريد التزاما اميركيا ببحث معاهدة سلام رسمية تحل محل اتفاقية الهدنة التي انهت الحرب الكورية بين 1950-1953.وعادة ما تصف كوريا الشمالية المناورات العسكرية التي تجري في كوريا الجنوبية بانها مقدمة لغزو، فيما تقول سيول وحليفتها واشنطن ان الهدف منها دفاعي بحت. ويشارك في المناورات نحو عشرة الاف جندي اميركي متمركزين في كوريا الجنوبية اضافة الى ثمانية الاف من الخارج وعدد غير محدد من القوات الكورية الجنوبية.وقالت الوكالة ان مثل هذه المناورات سوف تدفع «عملية ازالة الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية الى الانهيار». واضافت ان «الواقع يثبت اهمية التوصل الى معاهدة سلام وانهاء العلاقات العدائية من اجل التوصل الى حل للمسالة النووية في شبه الجزيرة». وتابعت ان نزع الاسلحة «لا يمكن ان يتقدم ولو خطوة واحدة» طالما بقيت كوريا الشمالية والولايات المتحدة في حالة حرب من الناحية الفنية وطالما بقي تهديد النزاع النووي قائما. واكدت الوكالة انه «اذا واصلت الولايات المتحدة في تصرفاتها غير الواقعية لخنق (كوريا الشمالية) متجاهلة اقتراحها الواقعي، فان ذلك لن يؤدي سوى الى اجبارها الى تعزيز ردعها النووي». والاسبوع الماضي اتهم الجيش القوات الكورية الجنوبية والاميركية بالتخطيط لشن هجوم مفاجئ بحجة اجراء مناورات محذرا من انه قد يرد باستخدام اسلحة نووية. واعلنت الدولة الشيوعية كذلك انها تحتجز اربعة كوريين جنوبيين لدخولهم اراضيها بشكل غير مشروع، الا انها لم تكشف عن تفاصيل. وقال ناشط كوري جنوبي ان الاربعة دخلوا الشمال من الصين. والتقى مسؤولون من الكوريتيين شمال الحدود حيث يعمل 42 الف كوري شمالي في 110 مصنعا تمولها كوريا الجنوبية. وذكرت وزارة التوحيد ان المناقشات جرت في «جو عملي» الا انها رفضت الكشف عن ما اذا كانت كوريا الشمالية قبلت طلب سيول بالكشف عن هوية الكوريين المحتجزين الاربعة. وانهت المحادثات السابقة بشان هذه المصانع دون التوصل الى اتفاق بعد ان طالبت كوريا الشمالية بان تكون زيادة الرواتب هي الاولوية بدلا من تخفيف القيود. وترغب سيول في ان يسمح للموظفين الكوريين الجنوبيين في كايسونغ باستخدام الهواتف النقالة والانترنت، وكذلك السماح لهم بالدخول الى الموقع على مدار الساعة. وانهى الجانبان محادثات الثلاثاء دون التوصل الى اتفاق، الا انهما قالا انهما سيواصلان المناقشات في موعد اخر، حسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.