جلال حسنيمكن القول ، وفي كل الاحوال، إن حياة جديدة بدأت تطرأعلى احوال المواطنين في البلاد, بمعنى هناك تغيير ملموسا في الحياة اليومية. واذا ما يبدو من ثمة تذمر او شكوى من قبل البعض ومن الذين لا يروق لهم التجديد او ما تفرضه عقارب الزمن بدقاتها المستعجلة والتي لا تنتظر احدا قابعا في مكانه ،
لكن التغيير واقع حال ولا يمكن ايقافه، وتغيرت ايقاعات الحياة العراقية، وتنوعت في مجالاتها خلال الاعوام السبعة الاخيرة. هذا التغيير الواضح والسريع جاء نتيجة لتقلبات وتغيرات سياسية كبيرة، قلبت موازين القناعات والافكار والتصورات، وقلبت راكد الزمن بدرجات عكسية ومنفرجة وقائمة وحادة احيانا. لا يمكن ان يتصور من عاصر حكم سبعة رؤساء للعراق ان واقع الحياة كسر النمطية بهذا الشكل السريع والقافز، ولا يمكن ان يتصور كذلك تخلصه من اخر حاكم عسكري خنق البلاد وجثم كابوسا مرعبا وظلاما دامسا سنوات طوال. إن شهيق الحياة الجديدة من الديمقراطية الناشئة والوليدة وبغض النظر عن مشاكلها و أصالتها وحقيقتها وتطبيقها، لكنها رسمت خطا بيانيا واضحا، ولبنة قوية في اسس بناء الوطن, ومهما يقال عن الديمقراطية في طروحات الظلاميين واعداء البلاد، لكنها بالنتيجة النهائية ضامنة للحقوق والحريات والامان والدستور. ان بلدا كالعراق بحاجة ماسة وملحة الى نظام تربوي في القيم والسلوك والتنوع والاختلاط والمواطنة والتعايش السلمي وتوحيد المشاعر الوطنية والانفتاح على العالم . ان التغييرات كحقيقة هي نتاج طبيعي بدأ من تغيير نوع الحكم الدكتاتوري واستبداله بآخر جديد، ما ألقى ظلاله على حياة الناس، وكشف قيما جديدة بالتعامل والتخاطب والعادات، وبالتالي ايجاد منظومة سلوكية نحو تأسيس انساق من العلاقات الاجتماعية . تجربة سبعة اعوام هزت الحياة من اساسها وكانت حافلة بالتحولات والتغييرات وفي مختلف مجالات الحياة. ولعل اهم من يقف ازاء التغيير هو يوم الانتخابات، لانه محك حقيقي في ان ننتخب حياة اخرى مغايرة، وضامنة لمستقبل اطفالنا من اجل ايجاد الافضل والاصلح والنزيه، ولا سبيل للمواطنين الا ممارسة هذا الحق الطبيعي من اجل درء المخاطر. الانتخابات هي الاسلوب الناجح والحقيقي لانتصار القوى السياسية الوطنية والتي يختارها الناخب بنفسه، وهي التي ترسم مشروعا وطنيا مدنيا يحقق الامال والاماني والتطلعات الى غد بهي. ليس المهم من سيفوز في الانتخابات، لكن الاهم ان تنجح هذه التجربة، وتؤسس سلوكا جديدا في الحياة العراقية، نحو تغييرات جذرية اساسها الاول والاخير احترام المواطن وضمان حقوقه المشروعة. jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض :خطوة نحو التغيير
نشر في: 2 مارس, 2010: 06:39 م