TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: فضائية الجزيرة والدور المشبوه

خارج الحدود: فضائية الجزيرة والدور المشبوه

نشر في: 3 مارس, 2010: 04:47 م

حازم مبيضين تواصل فضائية الجزيرة لعب دورها التخريبي المشبوه, بوسائل متعددة تقدمها للمشاهد على أنها انتصارات صحفية تستحق على بثها الثناء والتقدير, في حين أن ما تقدمه لايتجاوز عقلية التآمر على حالة التضامن بين أي قطرين عربيين, تكتشف هذه المحطة أنهما تجاوزا خلافاتهما,
 أو التقيا عند نقطة مصالح شعبيهما, وغضا النظر عن اختلاف وجهة نظرهما تجاه قضية بعينها, وفي هذا الاطار يكمن إصرار الجزية على محاولة إيهامنا بأنها تقدم سبقاً صحفياً وهي تعيد بث تسجيل للارهابي البلوي, يتهم فيه الاردن بالضلوع في اغتيال المسؤول الامني في حزب الله عماد مغنيه في دمشق, في فترة بات فيها واضحاً التقارب السوري الاردني, الذي يبدو أنه يستفز الجزيرة دون أن نقول إنه لايرضي صانع السياسة القطرية, الذي يتعامل مع وهم اعتباره لنفسه نداً للقيادتين السورية واللبنانية, وأنه حليف لهما يساويهما في الوزن والامكانات.وإذا كان ألف باء الاعلام يقول إن بث شريط البلوي ليس انتصاراً ولا سبقاً, وأنه كان ممكناً لاي فضائية شراء هذا الشريط وبث ما فيه من مزاعم لايمكن التحقق من صحتها لانها تتحدث فقط عن الاموات, فان الجزيرة بادرت لاستضافة من تصفهم بالمحللين السياسيين والخبراء الامنيين, لتلقي في وجوههم بالسؤال الخبيث عن مصلحة الاردن في الضرب في قلب دمشق, مع أن المعروف أن أجهزة الامن الاردنية لم تلجأ يوماً إلى مثل هذه الأساليب, وأنها تمتلك من الشجاعة ما يدفعها لعدم إنكار دورها في أي عملية أمنية تخدم أمن وطنها ومواطنيها, وفي هذا الاطار يمكن فهم دورها في تصفية الارهابي الزرقاوي الذي وظف سذاجة بعض العراقيين للهجوم على فنادق عمان وكأنها معسكرات أميركية, وقتل الآمنين من الاردنيين وكأنهم صهاينة يجب الانتقام منهم.نعرف ويعرف دهاقنة الاعلام في فضائحية الجزيرة, أن دور هذه المحطة ينحصر في التغطية على السياسات الحقيقية للمشيخة التي ترعاها وتنفق عليها, وأنها تحاول تضخيم أي إشاعة عن أي بلد عربي لتخفي حقيقة ما يدور فيها, وليس بعيداً عن أذهاننا إصرارها على أن قطعات عسكرية أميركية شاركت في الهجوم على العراق, دون أن تقدم دليلاً واحداً وإن كان شديد الضعف على مزاعمها, وتجاهلت أسراب الطائرات المنطلقة من القواعد الاميركية في قطر وهي تحلق باتجاه العراق, مثلما تتجاهل الدور الامني والعسكري لتلك القواعد في منطقة الشرق الاوسط, ولن يكون مستهجناً أو غريباً أن نكتشف أن فقاعة مزاعم البلوي التي تسعى الجزيرة لتضخيمها ليست أكثر من محاولة بائسة للتغطية على دورها في الكثير من القضايا التي يمكن القول إنها سقطات إعلامية وسياسية بامتياز.ليس سراً أن الاردن يسعى لعلاقات طيبة ودافئة مع قطر, من منطلق سعيه لمثل هذه العلاقات مع الاقطار العربية كافة, وليس سراً أن فضائية الجزيرة تخرج عن السياق, وهي تحاول توتير هذه العلاقات كلما لاح في الافق أنها تسيرفي الطريق الصحيح, وليس سراً أن قطر تتمتع بعلاقات غير عادية مع الولايات المتحدة, كما أنه ليس سراً أن الجزيرة تحاول الايحاء بغير ذلك, بافتعالها حروباً دونكيشوتيه مع الدول العربية المعتدلة, ابتداءً بالسعودية ومروراً بمصر والسلطة الفلسطينية وليس انتهاءً بالاردن الذي سيظل رغم ذلك أكبر من كل هذه الضغائن الرخيصة والمكشوفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram