واشنطن/ وكالات يشهد العراق هذه الأيام الإستعداد للإنتخابات النيابية الثانية والتي يتم التحضير لها على قدم وساق. يتفانى فيها المرشحون في استمالة الناخبين العراقيين من كل مكان في العالم لترشيحهم للوصول إلى المجلس. وتعد هذه الإنتخابات هي الثالثة التي تتم في ظروف غير طبيعية فلا زالت القوات الأميركية مرابطة في العراق بعد دخولها عام 2003 وأطاحتها للنظام السابق.
وتكمن أهمية هذه الإنتخابات في أنها تعطي فرصة للناخب العراقي في الداخل والخارج بالمشاركة في التصويت والتعرف على أسماء المرشحين في القوائم المعروضة واختيار المرشح الأفضل لهم .وتتم عملية الفرز في الإنتخابات القادمة بإشراف المفوضية العليا المستقلة والتي هي هيئة مهنية حكومية مستقلة ومحايدة تخضع لرقابة مجلس النواب ولها المسؤولية الحصرية في تنظيم الإنتخابات والإستفتاءات وتحديد مراكز الإقتراع والإشراف عليها. وقد قامت المفوضية هذا العالم بتحديد أماكن مراكز الإقتراع في مختلف أنحاء الولايات وحددت التاريخ 5, 6, 7 مارس من الشهر الحالي لإجراء الإنتخابات وذلك لإعطاء أكبر عدد ممكن من العراقيين فرصة المشاركة واختيار من يريدون أن يمثلهم.العراق... انتخابات مصيريَّة وتحدث سربست المفتي المشرف العام على الإنتخابات في الولايات المتحدة الأميركية عن الإستعدادت والتحضيرات التي تقوم بها الموفوضية لإستقبال الناخبين أيام الإنتخاب فقال: "قمنا بتحديد 9 مراكز للإقتراع مقسمة على 6 ولايات أميركية وتشمل ميشغن وكاليفورنيا وواشنطن وتكساس وألينوي وأريزونا. وقمنا بإرسال دعوات للإعلاميين والصحفيين لمباشرة أيام الإنتخابات كما أشرفنا على عمل ندوات في بعض المدن كمدينة ديترويت وواشنطن دي سي لإعطاء الناس صورة عن سير الإنتخابات وتوعيتهم بأهمية الإنتخابات وضروة الذهاب لصناديق الإقتراع والشروط الواجب توافرها في الناخب والمستندات المطلوبة التي يجب توفيرها عند التصويت".وعن المعوقات التى واجهت المفوضية قال مفتي:"عدم القدرة على تحديد مراكز توزع العراقيين في أميركا كانت من أكبر المعوقات أمامنا حيث لا يتواجد العراقيين في كل الولايات والمدن بنفس النسب وكان لابد من وجود بحث لمعرفة أماكن تمركزهم استطعنا تحديد ذلك في بعض المدن والولايات والبعض الأخر للأسف لم نصل له وبالتالي تم تحديد أماكن مراكز الإقتراع نسبة إلى تحديد وجود أكبر عدد ممكن من العراقيين في تلك المدن". ثم أضاف: "وبالتالي عدد المصوتين يحدد عدد المراكز كما ويحدد انتشار مراكز الإقتراع".وبيّن سربست المفتي بأن مراكز الإنتخاب تتميز بالحيادية الشديدة والمتمثلة في وجود مراقبين دوليين الذين سيتابعون سير الإنتخابات مع وجود تغطية أعلامية كبيرة من الإعلام المرئي. أما فيما يخص التزوير فقد أكد بأن هناك وسائل جديدة للحد من التزوير مع عدم استبعاد وجوده ولكن بنسب قليلة.عراقيون في الولايات المتحدة وفي هذا السياق وبالرغم من الظروف السيئة والمعقدة التي يعيشها العراق إلا أنه ومن منطلق الواجب الوطني فإن معظم العراقين في أميركا متحمسون للإنتخابات حتى وإن كان الواقع العراقي لا يرضي طموحهم وحوالى أكثر من 85% من الجالية العراقية سيذهبون لمراكز الإقتراع أغلبيتهم من الطبقة المثقفة ومن مختلف الولايات وكنا قد إلتقينا عدد من العراقيين في أميركا من مختلف الولايات للوقوف على آرائهم حول الإنتخابات والمشاركة في عملية الإقتراع.السيد ضياء السعداوي 57 عاما ليبرالي مقيم في واشنطن حاصل على بكالوريوس علوم فيزيائية وصاحب مكتبة عربية تعد من أهم المكتبات العربية في أميركا قال: "على الرغم من أن العراق متخم بالجراح إلا أنه لابد من الذهاب للإنتخاب. فالإنتخاب واجب وطني على كل عراقي وعراقية وحق من حقوق المواطنة". وأضاف قائلا: "الوضع العام في العراق ليس الوضع المثالي الذي كنا نتمناه ونأمله ولكن لابديل، البديل الوحيد هو الإرهاب وحرب أهلية لذلك لابد من السير في الطريق الوحيد والتغيير سيأتي بالتدريج فالأمل موجود". أما عن الديمقراطية في العراق اليوم فرأى سعداوي أن الديمقراطية شيء جديد على الشعب العراقي الذي لم يمارسها يوما في السابق لذلك تحتاج إلى وقت كي تنضج كما يؤمن بنزاهة الإنتخابات والنتائج التي ستصدر عنها وسيقبلها كونها اختيار الشعب الذي لن يختار إلا من يريد أن يمثله. وقال: "أنني لن أختار على أساس ديني أو طائفي ولكن سأختار من يخدم مصلحة البلد والشعب أولا، لا من يخدم مصلحة الحزب". أما الدكتور لؤي بحري 75عاما ليبرالي دكتور علوم سياسية في جامعة تينيسي وموجود حاليا في ولاية فلوريدا قال أنا من المؤيدين للإنتخابات وضرورة التصوت فهي الطريق السليم لبداية التغيير، الوضع الموجود وضع صعب ولكن لابد للتغييرأن يأتي ولن يأتي بين ليلة وضحاها ولكن المسألة تأخذ وقتاً طويلاً ولن يكون ذلك إلا من خلال المشاركة في الإنتخاب لاختيار الشخص المناسب الذي سيمثل البلد ويخدم مصلحة البلد والشعب". وأيّد بحري الإتجاهات اللاطائفية واللاحزبية واللاعنصرية القائمة على خدمة مصلحة البلد وتساهم في عملية بناء البلد وتقدم خدمات لكل الشعب العراقي بكافة أطيافه. الدكتور عباس كاظم 43 عاما دكتور العلوم السياسية في جامعة
رأي عـــــــام :الانتخابات تفتح أبواب الأمل للمغتربين العراقيين
نشر في: 3 مارس, 2010: 04:54 م