أربيل/سالي جودتعدسة / سعد الله الخالديفي مثل هذا اليوم لابد لنامن وقفة موضوعية , فقد امتزجت المناسبات مع بعضها , فالعراق يصوت ويحتفل بنفس الوقت بعيد المرأة العالمي , نحن هنا في العراق علينا ان نتساءل ما موقع المرأة العراقية من المجتمع , خصوصا المجتمع الكردي ؟فالمجتمع الكردي معروف منذ القدم بمنحه المراة بعض الحقوق والحريات ضمن حدود معينة
وانها بذلك كانت تتميز عن مثيلاتها من قريناتها في المجتمعات المحيطة بها ، لكنها كانت محرومة من حقوق اخرى منها حق التعلم واختيار شريك حياتها برغبتها اكثر الاحيان . وقد تغيرت الاوضاع في العقود الاخيرة واصبحت للمرأة الكردية مكانة اكبر في المجتمع ولكن دون الطموح ، فبقيت تعانى الكثير من المآسي على يد الرجل الذي كانت تدعمه الانظمة والقوانين المجحفة وتعرضت المرأة للعنف والارهاب الذكوري حتى الى سنوات قليلة مضت ومازالت حتى الان بعض مظاهره مستمرة فى بعض المناطق المتخلفة التي تسودها العلاقات الاجتماعية البالية والقديمة . فكم من النساء اختفين وتمت تصفيتهن من قبل ذويهن وابناء عشيرتهن بدوافع وذرائع غسل العار والشرف دون ان تكون هناك قوانين تحد من ذلك وما زالت نسب الانتحار بالحرق واضحة واسبابها معروفة للجميع وخاصة بين الفتيات وحتى النساء المتزوجات ولكن بنسب اقل. الآن وبعد اكثر من عقد من الانتفاضة الجماهيرية لشعب كردستان عام 1991ومرور اكثر من 13 عاما على ادارة اقليم كردستان خطت حكومة الاقليم خطوات ايجابة في هذا السبيل وساهمت الكثير من المنظمات الانسانية في بلورة افكار من شأنها ان تخدم الجهود التى تبذل فى تحرير المرأة الكردية من العبودية المطلقة للرجل وان تكون حرة وسيدة نفسها في التمتع بالعيش بكرامة وحرية وان تتزوج بملء حريتها دون اكراه او اجبار وان تمارس حقها بالتعلم والنزول الى ميادين العمل دون عوائق او حواجز. فهل نجحت المؤسسات ووسائل الاعلام والتشريعات الحديثة في برلمان كردستان بدفع حياة المرأة الكردية نحو الامام؟ هذا ما نحاول معرفته في الاستطلاع الذي حرصنا فيه على اخذ آراء عدد من النساء.تقول افيستا نمرود موظفة : المرأة العراقية بصورة عامة سواء كانت عربية او كردية ما زالت حريتها ليست ملكا لها وما زالت تعاني اضطهاد الرجل والمجتمع لها وهكذا وصل الحال الى ان تضطهد المرأة ليس من قبل الرجل فحسب بل حتى من قبل المرأة نفسها .وما نتمناه في هذه المناسبة تطبيق القوانين التي شرعت لهذا الغرض بصدق وان تكون فاعلية لهذه القوانين . وتؤكد جوان سليم معلمة ان المرأة رغم ماشرع من قوانين ظالمة ولم تأخذ حقها بالشكل المطلوب , فآراؤها لم تسمع ولا تعدو المناصب التي وصلت اليها ان تكون شكلية دون تفعيل او وجود دور حقيقي لها . وتضيف ان حكومة الاقليم شرعت الكثير من القوانين لمساندة المرأة الا ان اغلب هذه التشريعات والقوانين غير مطبقة , نتمنى في هذا اليوم ونحن مقبلون على انتخابات جديدة ان نجد من ينصف المرأة ويساندها سواء كان مرشحا او مرشحة.وتحدثت شهرزاد كاميران مدرسة قائلة : ان المجتمع الكردي منذ الازل احترم مكانة المرأة وشاركها في اتخاذ القرارات المهمة التي تخص مصير الأمة , ومنحها الثقة المطلقة , كما وان المجتمع الكردي يتقبل زعامة المرأة ولا يعارض ذلك , ويعزى هذا الاهتمام النسبي بالمرأة الكردية من قبل الرجل الكردي وثقته العالية بها الى عوامل تاريخية يتوارثها الابناء عن الاباء والاجداد , والى اسباب وتعاليم دينية صارمة اعطت مكانة مقدسة للمرأة في المجتمع الكردي, أهنئ المراة العراقية بعيدها واتمنى ان تسعى وتكافح لتثبت نجاحا اكبر والا تتنازل عن مكانتها في المجتمع الكردي.اما ما موجود من مظاهر فاعزوها الى ضعف المرأة نفسها وهي غريبة عن قيم مجتمعنا الذي تميز بالتسامح والمحبة , وربما من المناسب ان نشير ونستذكر هنا الدور الكبير للمرأة الكردية في الحركة التحررية الكردية وضرورة تسليط الضوء عليه وابرازه .شاميران عسكو ناشطة تقول : تمثيل المراة في البرلمان الكردستاني بنسبة 30% حالة متقدمة تعكس مدى تقدير الرجل والمجتمع الكردي لدور المرأة الكردية , فقد ساهمت مع الرجل جنبا الى جنب , ولها دور بارز في المسيرة النضالية . وقد اهتم الدستور العراقي بحقوق المرأة ولكننا نعتقد ان الدستور الحالي لا يستطيع ان يعالج كل حقوق المرأة ما لم تنبثق عنه قوانين جادة وعملية قابلة للتنفيذ على الارض وفي اعتقادنا ان بعض فقرات الدستور فيها مجاملة لبعض الاعراف وما زال البعض يواجه حرجا كبيرا في الخروج بقوانين واضحة لصالح مساواة المرأة مع الرجل ووضع حد لما تعانيه اما بالنسبة الى برلمان كردستان فقد شرع العديد من القوانين الا ان تنفيذها جزئي ونأمل تنفيذها بصورة كاملة , كما نسعى الى بذل الجهود لنشر الوعي في المجتمع الكردي خصوصا في الارياف والنواحي من خلال الزيارات الميدانية وورش العمل بغية النهوض بالمستوى الثقافي للمرأة . فمهما تحدثنا او كتبنا عبر كل الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة
المرأة الكردية تحتفل بعيدها فـي أجواء انتخابية رائعة
نشر في: 8 مارس, 2010: 04:48 م