جلال حسنثمة من يدرك ان النجاح الحقيقي ليس في صناعة الفوز، انما بالحفاظ عليه، الحفاظ الذي يحتاج الى ديمومة قبض مقومات النجاح الدائم بتغذية روح التجدد من نجاح الى نجاح آخر أكبر منه، بالمنجزوالبذل والعطاء، وايجاد منافذ واسس التقدم والبناء. إن الانطلاقات تبدأ دائما بالسرعة القصوى نحو الهدف، تبدأ بالوثبة الواعية نحو احتلال منطقة العقل بالبراهين والادلة والحجج الموضوعية،
وتحقيق غايات سامية هدفها العام خدمة الناس، بما يملأ القناعات بمساحات الخير والسعادة، والاطمئنان، والسلام. سباق الانتخابات انتهى، ووصل المتسابقون الى نهاية الشوط النهائي، ليس المهم من يقص الشريط الاول، وأيا كان كتلا او كيانات اوائتلافات، نخبا او فرادى. بل الاهم من ذلك ماذا يعمل الفائز الاول لآمال الجماهير التي صفقت بأرواحها وتحدت قنابل وهاونات الظلاميين. وبكل تأكيد يمكن القول: ان جميع الذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع كان يحدوهم امل واحد وهدف واحد هو العراق بغده المشرق الجديد، العراق بأطيافه واديانه وتنوعه وتآلفه، وتسامحه، وتقارب القلوب بنبض واحد. أهمية هذه الانتخابات عززت الثقة بالديمقراطية كأسلوب حرك الجو السياسي بالتناقس الحر، واستطاعت ان تسخن كثافة المرشحين، بالتنوع الذي اتاح خيارات كثيرة للناخب العراقي، في ان يختار من يتميز بمواصفات، تستطيع ان تقنع الناخب والاشارة اليه بعلامة صح. إن بلدا كالعراق بحاجة ماسة الى تمتين الثقة بالديمقراطية كخيار افضل في تداول السلطة، وتعزيز الوسيلة الانتخابية باعتبارها صمام امان للوصول الى الحكم على اسس التعددية في تكريس تقاليد واعية وموضوعية مبنية على مبدأ المساواة والعدالة. ان ما يجعل الاطمئنان واردا ومدعاة للارتياح وحقا طبيعيا هو ان جميع الفائزين في الانتخابات ملزمون بقوانين وتشريعات لا تتجاوز اطار الدستور العام الذي صادق عليه جميع المواطنين، بل هو الفيصل الاول والاخيرالذي لا يمكن لأي كان ان يتجاوزه. امام الفائزين اهداف وتطلعات جماهيرية، ومسؤوليات وطنية وجهود محلية واقليمية وبناء واعمار ومعالجات جذرية، ورسم صورة مستقبلية لتوجه المواطنين ورسم سياسة البلاد، وخلق مناخات جديدة من التفاهمات والالتزامات والمعطيات، والسعي نحو بلورة الافكار والبرامج من التي رفعها المرشحين وا قنعت الناخبين بها . لا نريد ان نعيد تجربة اربعة اعوام انقضت بذاكرة ماضوية، وما انطوت عليه من لا أبالية وتهميش وخذلان احيانا ،الان اختلفت المعادلة لأن المسؤولية تحت خيمة العراق الجديد بعد الانتخابات الاخيرة تتطلب محاسبة المقصر وفق ما اباح به واعلنه في برنامجه الانتخابي ، لان النتائج سيتحملها الناخب وحده لانه الذي سمح بصوته مرورمن لا يرتقي الى المسؤولية الوطنية، وبهذا يستطيع الناخب ومن حقه ان يحاسب او ان يبارك. jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض :بعد الانتخابات الأخيرة المسؤولية الوطنية
نشر في: 8 مارس, 2010: 05:28 م