كاظم الجماسيمرة اخرى، على رغم انوف الحاقدين من المجرمين واعداء العملية السياسية في العراق وتجربته الفتية المشعة ببريق الامل الانساني العظيم، يعطي العراقيون بما لايقبل الدحض البرهان على البديهة القائلة( اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر) وقد تبدت امس ارادتهم في عشقهم للحياة حين جرت قوافلهم نساء ورجالا ،فتيات وفتيانا، اطفالا وشيوخا،
نحو صناديق الاقتراع التي زرعت في طول العراق وعرضه، لكأنها (صناديق دنيا) راح العراقيون يستشرفون من خلال فتحاتها بساتين زهر فواحة، وانهار خير تتمرأى على سطوح مياهها شموس محبة واقمار أمل.. مرة اخرى، يندحر الملوثون بنتانة الشر والظلمة، والكارهون لنسغ الحياة الذي مافتئ يجدده العراقيون بدمهم الزكي ولوعات الثكالى من العراقيات النجيبات ونواح يتاماه المحرومين من المباهج ومكابدات اسطورية للشظف والمرض والعيش العسير، ليتوجوا كفاحهم اخيرا بإصرار قل نظيره بخيار الحياة، وايمان فريد في عمقه بمستقبل وضاء مقبل لامحالة، يكاد يشخص امام عيونهم، من بعد ما لبث طويلا في جوانح قلوبهم.. ومرة اخرى ايضا، يعتلون مرتقى المجد قدوة ومثالا لكل شعوب الارض، في النضال المرير والطويل ضد عسف المستبدين وظلم الجائرين، وحيازة كنز البشرية الاسمى، كنز الحرية الذي لايدانيه في فرادته وغلائه كنز آخر في الكون، على الرغم من مخالب قوى الشر التي تلفظ انفاسها الاخيرة هذه الايام والتي ماأنفكت مرة تلو الاخرى تجرب النيل من مكسب العراقيين العظيم مكسب الانعتاق من القيود البغيضة للديكتاتورية المتهاوية وقد امست أثرا بعد عين. لقد ظن المجرمون الحاقدون ان(طقطقات) العابهم الشيطانية اللئيمة، حين فجروا عبوة هنا او اصبع ديناميت هناك، واغتالوا روحا بريئة لطفل او امرأة هنا او هناك، ان أفعالهم الخائسة تلك يمكن لها ان تهز خلجة واحدة من خلجات قلب أي عراقي او أية عراقية، وتثنيهما من ثم عن الادلاء بصوتيهما في صناديق مستقبل اطفالهما، صناديق الاقتراع التي شهدت امس معانقة حشود من الساعين اليها وارواحهم في اكفهم هازئين ضاربين عرض الحائط بمرامي الشر والاشرار. امس حين هب العراقيون هبة رجل واحد، متكاتفين متضامنين، عابرين كل احتمالات المخاطر التي تهدد ارواحهم بادوات الفناء المجرمة، يحدوهم امل عظيم بتحقيق ماضحت من اجله قوافل الشهداء عبر تاريخ العراق المعاصر سيما دعاة المستقبل من القوى التقدمية التي ديفت دماء شهدائها بتراب الأرض العراقية، امس سكن ارواح العراقيين هاجس عظيم اجتمعت فيه كل امانيهم بالتغيير وهم قبالة صندوق الاقتراع وشعروا بجلال اللحظة الفاصلة، آملين بدورة انتخابية جديدة لاتشبه الدورة السابقة عليها والتي كانت قد نكأت جروح العراقيين الغائرة، في بعض من ممارساتها، بمهاميز الفساد والفتنة والارهاب والافتقار الى سياسة خدمات حتى في حدودها الدنيا.. العراقيون اليوم يتمنون من شغاف قلوبهم المثقلة بالهموم قبل الجراح، ان يصدق المرشحون الفائزون بما وعدو الناس به، وان يحتكموا لا الى ولائهم الحزبي او الجهوي أو مصلحتهم الشخصية، بل يحتكموا الى ولاء المواطنة العظيم الذي غيبته عهود الاستبداد البغيضة، بل هشمته شعورا راسخا في قرارة روح الشخصية العراقية الفائضة بعنفوان الطيبة والمحبة، وان يتباروا في منح المواطن خدمات وحقوق واقعية وملموسة تعيد اليه انتماءه لهذا الوطن الذي ينابز اوطان الارض جميعا بعظم تاريخه مثلما ينابزها بجبال مكابداته.
انتخبوا وغيّروا :هواجس لحظة فاصلة
نشر في: 8 مارس, 2010: 09:18 م