علي النعيمي أربعة عقود خلت ذقناها معاً بحلوها ومرّها حيث سكنت معنا أفراحها واتراحها تلتها سبعة اعوام عصيبة حملت معها رياح التغيير لكنها لم تغير شيئاً من نصبنا الأثري الخالد (ملعب الشعب)! توالت الحكومات تباعاً ولم تبن خلالها غير ثلاثة ملاعب في العمارة وكركوك ونادي الصناعة
واليوم سمعنا بمشروع المدينة الرياضية في البصرة الذي هوالان قيد التنفيذ في حين راح المسؤول السابق والحالي يغلف جمل أعذاره بأكاليل التبريرات الجاهزة تارة بالخطة الخماسية وتارة بالمجهود الحربي وأخيراً بمخاض ولادة العراق الجديد واخشى ما أخشاه ان يأت حفيدي بعد عقود ماسكاً قلمه ليبرر لجماهيره لحظتها أسباب عدم هدم ملعب الشعب لإقتراب كوكب زحل من الأرض وأدى إلى خلق زاوية استقطاب إشعاعي باتجاه المدرج رقم 7 بيد أن الجماهيرالبغدادية سئمت من كثرة الوعود في بناء ملعب جديد ولكثرما قدم إليها من نماذج مجسّمة لملاعب حديثة اقترح احدهم بفتح معرض (كاليري) في ملعب الشعب تعرض فيه كل هذه النماذج التي تجاوزت الـ 28 مجسماً مصغراً! بل أن لسان حالهم يقول وبالضرس القاطع : لا أمل مرجو من ذلك في الأفق القريب وتبدو ان المبادرة الكريمة لرئيس حكومة اقليم كردستان السابق نيجرفان بارزاني قد اثبت هذه الفرضية بصفته راعٍ لفكرة التحديث والتأهيل .على هذا الأساس نتوجه اليوم باقتراح آخر نحث فيه الجميع على بناء الفضاءين المكشوفين ما بين المقصورة والمدرج المكشوف مكان البوابتين الحالتين وربطهما ببعض بحيث يمكن الاستفادة منهما بجعلهما مدرجين مخصصين للوقوف أسوة بالملاعب الأوروبية وسيزيد ذلك من سعة الملعب بحدود من 8-10 آلاف متفرج مع بناء نفقين تحتهما أي على جانبي الملعب لغرض عمل بوابتين تسمحان بحركة السيارات والإسعاف، كما نأمل في هذا المقترح أن يتم تشييد ثلاثة أبراج حديدية مرتفعة مخصصة لوضع الكاميرات التلفزيونية من فوق المقصورة وعلى طرفي الملعب وكذلك من الجهة المقابلة في حالة بيع المباراة إلى شركات وقنوات اعلامية أخرى لعرض دعايتها كما هو المعمول به في فرنسا واليونان والبرتغال أو في المحطات المشفرة عندما نشاهد المباراة نفسها على كذا قناة، لكن مرة يظهر لنا احد الفريقين من اليسار وفي محطة أخرى على اليمين بسبب بيع المباراة لشركات آخرى مع تغيير زاوية التصوير(المعكوس) كونها سوف تساعدنا في التحليل لحالات اللعب وتقييم الأخطاء ورصد التسلسل.إننا ندرك أن هكذا اقتراحات تبدو غريبة على ذهنية المسؤول لأنه اعتاد على النهج الكلاسيكي في التطوير واختزل هذا المفهوم بالطلاء ودهان الملاعب بالألوان الزاهية ونثر السماد على أرضيته المتهرئة فقط لكن ما شاهدناه مؤخراً من هذه الخطوة التأهيلة يدعونا للتفاؤل من أن نرسل بهذه المقترحات مجدداً يحدونا الأمل بأنها ستصل إلى إسماع الداعمين للمشروع ، فالذي تبرع بالمال لن يبخل أبداً بأي جهد ثانٍ من شأنه أن يعيد البهجة لجماهيرنا الرياضية الوفية التي لا تزال تمني النفس بملعب مهيب مجهز بمرافق حديثة لا يقل خضاراً عن ملاعب دول الجوار لا غير وهو ليس بمستحيل!
رؤى بلا حدود: (كاليري) ملعب الشعب
نشر في: 9 مارس, 2010: 05:23 م