كوبنهاغن / رعد العراقيلا أريد ان ادخل في متاهات المشهد المتأزم لمصيرالكرة العراقية من باب المسبب او الدافع ولا من جانب ان كان القرار صائباً في حل الاتحاد وإعلان المصادمة المباشرة مع الاتحاد الدولي حتى يفي رغبة اللجنة الاولمبية العراقية بإعلان سلطتها على جميع الاتحادات المنضوية تحتها.
لكن ما يهمني هنا ان اتحدث يث عن مشاهد ما بعد المواجهة الحاصلة الان وخلالها التي يبدو الموقف يشير الى انها ستأخذ زمناً طويلاً كنا نظن ان اللجنة الاولمبية قد اعدّت العدة والوسائل اللازمة لإنهاء حالة التجميد بأسرع وقت ممكن وخاصة هي تعلم علم اليقين بأن الامر لن يمر بسلام وسهولة وهي تجابه أعتى امبراطورية عرفها التاريخ في التزمّت والإنفراد بالسلطة الكروية بكل انحاء العالم. وبعد ان تبين ان أجندة الاولمبية العراقية لا تتضمن اي مبادرة سواء دبلوماسية ام قانونية لثني (فيفا) عن قراره وان المسألة لا تتعدى انتظار انسحاب الاتحاد المنحل من المواجهة كحل وحيد ينقذ سمعة الكرة العراقية ويعيد لها الروح خارجياً وهو ما لم يحصل ايضا حتى الان حتى إشعار آخر قد يطول اكثر من الحسابات المتوقعة ، من هنا فأن حسابات الجماهير الرياضية وتساؤلاتها يجب ان تلقى جوابا شافيا الان وليس بالمستقبل كما تعودت ان يكون كل اخفاق اداري يصيب الكرة العراقية بمقتلها لا يكون هناك تشخيص إلاّ برمي الاتهام وتحميلها إما لأموات او مَن هم خارج البيت الرياضي! وعليه يجب أن يدرك الجميع بأن ما يحدث الان يسبب عواقب وخيمة قد يكون امتدادها زمنا طويلا حتى بعد رفع الحظر أولها حرمان الجماهير الرياضية من المتنفس الوحيد لها في متابعة فرقها الكروية من المنافسات الخارجية كأحساس بالوطنية ومشاركة الدول الأخرى وبدلا من سقوط دمعة وهي ترى العلم العراقي يرفرف عاليا سواء بالمنافسة ام الانتصارات سوف تذهب الدمعة الى حيث الحسرة والشعور بالخيبة والانعزال! اما الثاني هو الاعلان عن خسارة جيل كروي للاحتكاك واكتساب الخبرة بالتدرج بالفئات العمرية في وقت تشهد الساحتان الآسيوية والدولية الكثير من البطولات المهمة المؤهلة الى النهائيات العالمية وهو مايؤثر على صورة منتخباتنا بالمستقبل عندما تعود الى عقدة فقدان ميزة التعوّد على خوض البطولات كما حصل لنا في السابق ومنح الفرق الاخرى فرصة تخطينا نفسياً وتكتيكياً واصبح اللاعب العراقي يفرح بالفوزعلى أضعف المنتخبات الآسيوية وكأنه عانق كأس العالم! تلك المصاعب والنتائج السلبية لابد هناك مَن يتحمل مسؤوليتها ويدرك خطورتها على المدى البعيد وان مَن إتخذ القرارعليه إما أن يجد الحلول سريعاً او انه سيكون على قدر كبير من الشفافية والجرأة ليقول الآن انه مهندس ومخطط الوضع غير المحسوب الذي ستؤول اليه حال الكرة العراقية وجماهيرها المظلومة مَن دون ان نسمع كالعادة تبريرات ترمي بالأسباب الى من هم خارج الحدود وتغلق القضية على رفوف الأرشيف!.
جماهير مظلومة وأجيال كروية تائهة.. مسؤولية مَن؟
نشر في: 9 مارس, 2010: 05:24 م