TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك :رفقاً بالشباب

شبابيك :رفقاً بالشباب

نشر في: 9 مارس, 2010: 06:12 م

عبد الزهرة المنشداوي الشباب في اي بلد كان يعتبرون القوى التي توكل لها مهام البناء والتقدم في شتى مجالات الحياة ويعتبرهم البعض بانهم الاولى بمقدرات البلد وثرواته، يتوجب الاهتمام بهم ورعاياتهم في النواحي الثقافية والعلمية ومنحهم الاستقلال لكي يمارسوا دورهم في المجتمع. في مجتمعنا هذه الشريحة ما زالت مهملة ولاتجد من يتولى الاعداد لها. الشباب العاطل عن العمل لايجد الطريقة والوسيلة لان يعبر عن طاقاته واماله.
عتمة وفراغ ومشاكل والدولة في شغل شاغل عنها. باعتقادنا الضرورة تقتضي منحهم الفرصة وهم الاحق بها من غيرهم ،من خلال العمل على انشاء مراكز للنهوض بمهاراتهم وما يجيدونه من حرف ومهن لكي يكونوا بناة المستقبل العراقي لا ان نتركهم في اودية الضياع تسحقهم عجلات الفاقة والعوز . ما يجلب الانتباه ان البعض استغل حالتهم،وراح من فقرهم يجمع المال من خلال مقاهي الرصيف التي انتشرت في شوارع مدننا انتشار النار في الهشيم . هذه المقاهي العشوائية وسيلتها في جذب الشباب اعتمدت على شرب (الاركيلة)التي صارت مطلبا وطقسا لاغنى عنه خاصة في المناطق السكنية والفقيرة منها على وجه الخصوص وهي وسيلة لقضاء الفراغ الذي تعيشه شريحة الشباب التي فقدت فرص العمل والمدرسة والجامعة بسبب اوضاع البلد السابقة واللاحقة. هؤلاء لم يفت الوقت بعد لمنحهم فرصة اخرى يمكن ان يبنوا عليها مستقبلهم والا فأن المقهى والاركيلة التي ذكرناها ستأخذ بهم بعيدا عن عوائلهم ومجتمعهم، وهي من اولى الوسائل التي تشجع على تعاطي شتى انواع المخدرات التي لو استفحلت فأن علاجها يصعب ايجاده ويبتلى المجتمع باجيال قد تكون مضارها اكثر من نفعها. العراق وبغداد من اول البلدان التي اخذت بناصية التطور ومنذ زمن بعيد وظهر ذلك من خلال جامعاتها ونواديها ووسائل اللهو البريئة من دور سينما ونواد ومدارس أهلية عوضت الشاب عما فاته في مدارس الدولة الرسمية .هذه الامور لم تعد متاحة فأنت لو تنقلت في العاصمة بغداد من محلة سكنية الى اخرى فلا تقع على ناد للرياضة او لاية هواية اخرى يمكن ان ينتفع منها الشاب او يقضي فيها اوقاتا ممتعة اضف الى ذلك ان اعداد المدارس المسائية اخذ يتناقض يوما بعد اخر ووصل الامر الى ان بعضها يمتنع عن قبول من لديه العزم على اكمال دراسته ليخطو نحو الجامعة ،لم تتح له الفرصة والسبب يعود الى قلة هذه المدارس فهي على سبيل المثال لاتزيد على اصابع اليد الواحدة في مدينة مثل مدينة الصدر التي توصف بأنها الاعلى من حيث الكثافة السكانية وشريحة الشباب الاكثر عددا ما بين نسبة السكان. انصاف هذه الشريحة يعني فيما يعنيه بناء العراق على اسس موضوعية وعلمية فالبلد واي بلد كان طاقته تعني أبناءه من الشباب فالتفتوا اليهم قبل فوات الاوان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram