بغداد/ المدىاحتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء وعلى قاعة ألجواهري، بالناقد علي حسن الفواز بمناسبة صدور كتابه النقدي (الشعرية العراقية..أسئلة ومقترحات ) قدم الاصبوحة الشاعر جاسم بديوي قائلا : اليوم نفتح سفرا آخر للنقدية الشعرية العراقية التي تؤرخ أزمنة وتواريخ محددة وواضحة في التفاصيل
وتؤشر لعقود مرت وتركت بصمات واضحة في جسد الثقافة العراقية، التي سلط عليها الضوء، وسوف يكشف لكم هذا المعنى عبر اسئلة ومقترحات.ثم تحدث الناقد علي حسن الفواز عن حيثيات النقد وفتح الصناديق المغلقة في الشعرية العراقية، وهو يحاول قدر الامكان ان يحرك قدرة الضوء النقدي وقال :اني متأكد جدا ان اية كتابة هي مسؤولية لان النقد الادبي والنقد الثقافي وكل اشكال النقود بقدر ماهي شهادة هي ايضا عملية فحص، خاصة وان التاريخ الثقافي العراقي ليس بريئا، وان نمو الجسد الثقافي العراقي، ليس نموا طبيعيا وهو على عرضة دائمة للانتهاكات والخروقات وكل التجاوزات التي أصابت الجسد الثقافي تاتي من خارجه ، لذلك ظل المثقف العراقي مطرودا منبوذا ميالا الى صنع الزوايا وصنع المنافي، ومن يقرأ الكثير من الكتابات والكثير من السيّر الشعرية والفردية، التي كتبها المثقف العراقي شاعرا وكاتبا، تجد هذه الحيوات تصطخب لذا وجدت نفسي امام مسؤولية تاريخية ومسؤولية ادبية امام المشهد الذي يتحول بسرعة ويتحول برعب واحيانا يتحول ببطء،وكأنه امام مصدات كثيرة، مسؤولية الناقد هو انه يرصد هذه المصدات، وكثير من الذين اشتغلوا في النقد ربما تحولوا الى نقاد فاعلين، وانا لااخفي ان هذا الكتاب فيه شيء من التوصيف، واعتقد ان التوصيف مازال مشكلة الثقافة العراقية وهي مشكلة النقد العراقي لان الظواهر الثقافية التي عشناها او عشنا بعضها مازالت للاسف تحتاج الى الكثير من الوصف، فانا حينما اتحدث عن جيل الرواد لم يكن ظاهرة فنية مبرزة بقدر ماهو جزء من مخاضات سياسية ومخاضات تاريخية. مرحلة الستينيات مرحلة مصدومة وصادمة في آن بفعل المعطيات السياسية بفعل روح الصراعات التي عصفت بالروح السياسية في الستينيات وبفعل ما انتجته من فوبيا التي اصابت الحياة العراقية.و أضاف الفواز الى عدة امور حدثت بالتطور النوعي الذي حدث في النقد وقال: انا لااريد ان اكتب ماذا فعل السياب او البياتي او نازك الملائكة وحتى الجواهري وانا في تقديري ان هؤلاء تحولوا الى دوائر اغلقت بموتهم وان القراءة هي التي تحرض ولااقول على الكشف الجديد لكنها تحرض على وضع هؤلاء في السياق التاريخي لتطور الشعرية العراقية. وواصل الحديث عن الكتاب الناقد بشير حاجم قائلا: هذا الكتاب يخلد الشعراء ولايخلد علي الفواز بمعنى انه اذا كانت به اضافة فهي اضافة للمكتبة الشعرية وليست لعلي الفواز، وانا حقيقة اتمنى على صديقي علي، وهذا هو كتابه الرابع لانه لديه كتاب –انطولوجيا شعراء البصرة – اتمنى في كتابه القادم ان يفصل رؤيته الشعرية عن النقدية ويظهر لنا بكتاب نقدي يخلد الفواز ولا يخلد الاخرين.وعلق الشاعر عمر السراي عن هذا الكتاب وقال: انا اقف مع الناقد بشير حاجم ببعض المؤشرات التي اشار اليها ولكني قرأت الكتاب قراءة متمعنة وادعي اني اواكب الحركة النقدية، خصوصا مابعد التغيير من عام 2003فهو كتاب مهم لا لأن علي الفواز استطاع ان يكسر رتابة النقد، فهناك اكاديمية في النقد العراقي، وشبه املاءات على الناقد، ودائما ما يقال ان المنطق الذي في القصيدة هو اللامنطق، الا ان النقد يجب ان يتحلى بمنطق معين، وليس بمنطق ساذج متزمت بصورة كبيرة، علي الفواز له منطق معين يقول كل الطروحات الكبيرة من المستحيل ان تتآلف فيما بينها، لذلك هو صاحب بصمة من كونها اكاديمية منتمية، الى فضاءات اخرى اكثر اتساعا في الرؤية النقدية التي كانت ممنهجة. واكد الناقد جاسم محمد جسام في حديثه الذي اشار الى بعض النقاط منها :من خلال الجوانب الفنية في الشعرية العراقية، وانا اختلف مع زميلي بشير وعمر في غياب المنهجية، ويخيل لي ان الفواز يؤسس الى منهجية جديدة، ربما لم تكن واضحة وهو يدخل مساحات جديدة في النقد وهذا التأسيس يحسب لعلي الفواز، وهو يلاحق الظاهرة الشعرية. وكان مسك الختام في الحديث للناقد فاضل ثامر الذي اشار الى تاريخ مصطلح الشعرية الى –ارسطو – في كتابه- فن الشعر -،وهذا المفهوم، نعرف انه في اوربا كانت له ضجة كبيرة حول مفاهيم الشعرية، الشعرية تنطلق ليس الى الشعر او الرواية وانما تنطلق الى مجموع النظريات الادبية النقدية التي تحاول ان تمنح متنفس للنصوص الادبية، وهو لغة ثانية وليس لغة اولى،لان لغة الشعر كما يسميها رولان بارت هي لغة اولى، ولغة النثر هي لغة على لغة، فلهذا عندما نقول مفهوم انه برزت البنيوية ولكن تميزت عنها البنيوية الفرنسية، ونعني بها ان مجموع الاطروحات التي جاء بها –رولان بارت &nda
الـفـواز في نـادي الـشعر..فضاءات متسعة فـي النقدية الشعرية
نشر في: 9 مارس, 2010: 06:15 م