ترجمة: عادل العاملقبل سنواتٍ خمس، اجتمع عدد من محبي الكتب في ركنٍ هاديء من قصر ديغي، حشد متنقل في عاصمة راجاستان، ليستمعوا إلى مؤلفين يقرأون على الحاضرين من آخر نتاجٍ لهم. و في هذا العام، كان مهرجان جيبور للأدب كبيراً جداً بحيث تخلى زوار كثيرون عن محاولة الوجود في دائرة سماع أي كتّاب و جلسوا يتناولون الكوكتيلات في محيط القصر.
و خلال الحدث الذي استغرق خمسة أيام، و انتهى في 25 كانون الثاني، كان الآلاف في ضيافة 200 كاتب، كثيرون منهم وجوه عالمية، من وول سوينكا، الكاتب النايجيري الفائز بنوبل، إلى أليكسندر ماكول سمث، المبدع السكوتلندي لـرواية ( وكالة تحرّي السيدات رقم 1 ). لكن الحدث كان في المقام الأول هو الاحتفاء بأدب جنوب آسيا، كما جاء في مجلة الإيكونومست. إن نجاح حفل جيبور للكتب، و هو أكبر احتفال للأدب الآن في آسيا، كان جزئياً بفضل شهية الهند المتنامية للكلمة المكتوبة. فحين انتعش اقتصاد البلاد، و نمت الطبقة الوسطى فيها، ارتفعت مبيعات الكتب. و ما تزال معظم الكتب في الهند تباع في حوانيت صغيرة تديرها العائلات، لكن سلاسل الكتب هذه تنتقل إلى الأسواق المتنوعة و المطارات. و قد دفع هذا النمو العديد من الناشرين الأجانب للعمل هناك، بما في ذلك هاشيت، و هاربر كولينز. و انتباهاً من الناشرين إلى أن هنالك أيضاً شهية متزايدة لأدب جنوب آسيا عبر العالم، راحوا يركزون على كتّاب الطبقة الوسطى، الناطقين بالانكليزية، الذين يميلون لإعداد رواياتهم بثبات ضمن بيئتهم المحلية الخاصة. و الكثير من هذه الأصوات الأدبية أمكن سماعها في جيبور. و كان أحد الكتّاب الأكثر احتفاءً بهم في المهرجان علي سيثي الذي يعمل أبوه مراسلاً لمجلة الإيكونومست البريطانية في باكستان. و كانت رواية ظهوره الأولى البارعة، ( صانع الرغبات Wish Maker The )، و هي قصة ثلاثة أجيال من عائلة لاهورية من الطبقة الوسطى، هي أحد العناوين الأولى التي بدأ بها الناشر هامش هاميلتون في شبه القارة.و قد كان للكتَّاب الأقل شهرة نصيب في ذلك الاحتفال، مثل أومبراكاش فالميكي، الذي تُرجمت سيرته الذاتية الهندية، ( جوثان : حياة واحد من الداليت )، إلى الانكليزية، و قرأ في المهرجان قصائد عن الحقارة الروتينية لحيوات الهنود الفقراء، و أجاي نافاريا، الذي أدهش البعض بأشعاره. و كان حضور مثل هؤلاء الكتَّاب ملائماً لحدثٍ يتباهى نفسه بالمباديء الديموقراطية. فلم يتسلَّم الكتَّاب المدعوّون مكافآت، و لا خُصِّصت غرف خاصة للشخصيات الأدبية البارزة، و بذلك اختلطوا بجمهور الحاضرين. كما لم يضع مهرجان جيبور أية رسوم دخول، كما يحدث عادة في مثل هذه المناسبات، و اعتمد على تمويل المتضامنين مع نشاطاته الثقافية. و كان الأكثر تحمساً بين المشاركين حشود من التلاميذ الهنود الأنيقين الذين جلسوا يصغون بانتباه للكتَّاب و هم يُنهون قراءاتهم، قبل أن يُحيطوا بهم راجين منهم التوقيع على دفاترهم التذكارية.عن The Economist
الكتَّاب أمام قرَّائهم
نشر في: 9 مارس, 2010: 06:16 م