كريم محمد حسين ليس المهم ان نتبادل الأنخاب ونذهب بعيدا بفرح التجربة الديمقراطية، ونقنع بعضنا البعض بأننا اجتزنا كل المراحل المهمة في هذه التجربة، بل نريد نريد شيئا يملأ هذه القلوب والعقول التي تبحث عن معنى الاستقرار في حياة هي الآن اشبه بخليط من كلمات فوضوية لا معنى لها سوى قولها.
من هذه التجربة ربما ننطلق نحو احلامنا ونتذكر دائما يوم كنا مؤجلين على الضفاف ونحدق بأفق الحرية ،وأتى الحلم حقا بلحظة انفراج تسونامية، كأنه حط علينا قادما من عوالم بعيدة، عند هذا انخفضت الافكار مع هول الحلم وحقيقته النشوى ،من هنا يتوجب علينا ان نقبض على الحلم ونذهب به الى حلم آخر الى ان نتحصن ضد اليقظة التي كانت مُرة، ونتحصن ايضا ضد الاحزان، كوننا نخوض داخل محيط من دكتاتوريات تعض اصابعها غيضا من عراق مني بالاحلام، وحتى نتأكد بأننا لسنا بحالمين علينا ان نتمسك بالحقيقة العراقية، وليس بمقعد برلماني هنا وحظوة آنية هناك، ونترك الحلم نهبا لطلاب اليقظة المرة، ونفرغ مساحة الحرية لمحط رحال الغرباء، كي تكون شوارعنا مهراقا لدمائنا.فآتيات ايام البرلمان الجديد حبلى بالأزمات والاختناقات والتصحيح والمعالجات، وعلى النواب الجدد ان يحصنوا انفسهم من كل الآفات ،فالمسؤولية هي ليست كرسيا هزاز ومزيدا من نعمة، بل هي تحقيق احلام كانت مؤجلة، واحلام فرسان الحرية الذين ابتلعتهم رمال الجنرالات المتحركة، وأحلام آخرين تاهوا في يباب زعامات تكلست على مقاعدها الوثيرة.نعم هي أحلامنا وفرصنا فلا نبددها في التجريب السياسي، على حساب وعينا وحرماننا وحزننا، ويجب ان تكونوا مؤهلين لتحقيق الاحلام -وان كنتم غير ذلك- فهناك آخرون يحققون ماعجزتم عنه، فالعراق يغص بالمغيّرين ،انها اوقات التغيير ودورات البرلمان صارت (ماطورونية) وليست دورات نزوية لهذا وذاك، لانها مسيرة حلم ودورة حياة لثلاثين مليون حلم، ومعنى واطياف ضحايا تحوم في أروقة الوطن، وقيمه العليا التي بني عليها منذ آماد بعيدة وموغلة في القدم.في هذا المنعطف الكبير والخطير للتجربة الديمقراطية للعراق ينتظر المواطن العهود التي قطعت من قبل كل المرشحين غير مبال باللون والعرق والطائفة، بل ينظر الى الاسهام الحقيقي للبناء والتنمية الحقيقية، حتى يغادر عتبات الحيرة والحسرة على مافات وأُهدر، وتذكروا فلا حصانة تنفع امام مقتنا لكم ان تخاذلتم.
كلام ابيض : حكاية حلم
نشر في: 9 مارس, 2010: 06:36 م