اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > بلند الحيدري وأزمة الإنسان المعاصر

بلند الحيدري وأزمة الإنسان المعاصر

نشر في: 10 مارس, 2010: 04:47 م

د. ثائر العذاري rnنص القصيدةحلم في اربع لقطات( )لقطة أولىتفترش الشاشة عينانانفرجت شفتانابتسمتلمعت عدة اسنانويغور اللون الأخضر في كل الألوان لقطة ثانية
رجلان تجوسان الليل بلا صوتالظلمة توحي بالموتتلتمع السكينتتجمع في النصل رؤى لسنين وسنين10. وبلا صوت11. تنطبق الشفتان12. ما من اثر للقبلة في الفم13. لا شيء سوى قطرة دم14. ويغور اللون الأحمر في كل الألوانrnلقطة ثالثة15. اسم المخرج... أنت... انا... هم16. اسم المنتج... انت... انا... هم17. اسم المتفرج... انت... انا... هم18. والشاشة فسحة حلم19. والقاتل والمقتول، انا20. لا شيء سوى انا21. معنى22. يتململ في قطرة دمrnلقطة رابعة تصوير من الخارج23. سقط الفلم24. فر المخرج من باب خلفي25. بصق المتفرج في كفي26. سقط الفلم27. اربع لقطات غرقت في نقطة دم28. .....29. لكني وانا المخرج30. والمنتج31. والمتفرج32. لا املك من كل الدنيا الا.. فسحة حلم33. لا املك بيتا لحنيني،34. صدرا يأويني35. لا املك مأوى في أي مكان36. ولأني37. لا املك مأوى38. لا اعرف مقهى39. ملهى40. مبغى يلقاني... ولا امرأة في حان41. سأظل هنا،42. وسانتظر الدور الثانيالصالة خالية إلا من رجل نائم ما أيسر تحديد أزمة الإنسان المعاصر، ولكن ما أصعب إيجاد حل لها. إنها تبدأ من سوق أو شارع من شوارع المدن الكبيرة، حيث تواجهنا أعداد هائلة من الإعلانات واللافتات التي لا نقرأ عليها سوى الأمر والنهي: اشرب وانتعش، استعمل، سارع، لا تفتكم الفرصة، اقتن، احجز، قف.... وما أن ندخل أية بناية كبيرة من بنايات المدينة حتى تأخذ الإعلانات والعلامات بنواصينا، فكل خطوة بحساب: ادفع، ادخل، اصعد، التدخين ممنوع، حافظ على الهدوء، لا ترم الاوساخ، عند حدوث حريق حطم الزجاجة...لماذا يوضع هذا البرنامج الدقيق لحركة الإنسان المعاصر؟ أهو الانبهار بالآلة؟ هناك رافعات عملاقة ترفع عشرات الأطنان بحركة رشيقة دقيقة، ساحبات عملاقة، آلات تحفر وتدفن، آلات تسحب وتضخ، آلات تصور، تسجل الأصوات، وتبث وتذيع، آلات تسير وتطير وتسبح، وأخيرا هناك صرعة العصر، آلات تفكر نيابة عنا وترسم لنا خطواتنا. الآلة تقوم بكل هذه الأعمال الجبارة دون أن تخطئ، فضلا عن أنها تمتاز بالدقة المثالية.بندول الساعة ابسط آلة يمكن أن نشير إليها، يتحرك يمينا ويسارا بزمن محسوب، ولا يمكن أن يخطئ بناء على قوانين الجاذبية الطبيعية التي اكتشفها نيوتن وقانون حفظ الطاقة، والبندول يقطع المسافة عينها التي يقطعها في كل ذبذبة من ذبذباته. فإذا كانت الحركة المثالية، هي الحركة التي تقطع فيها مسافة محددة في زمن محدد وتردد على فترات متساوية يكون على الإنسان المعاصر، ليكون مثالي الحركة، أن يتشبه بالآلة، وقد يكون هذا هو السبب الذي يدفع إلى أن يكون إنسان العصر كائنا مبرمجا باللافتات والأنظمة التي ترسم حركاته.وإذا كانت الحركة غير المنتظمة هي الحركة المثالية، فهذا يعني أن الأساس الذي تعمل عليه الآلة العصرية ليس نهاية المطاف وإنها يمكن أن تكون بحال أفضل إذا ما نبذت نظامها، بيد أن هذا الأمر مستحيل، لأنه يعني إلقاء كل المكائن والحاسبات في عرض البحر، والعودة إلى العتلة والمطرقة والمجرفة اليدوية. وهكذا تنبع أزمة الإنسان المعاصر من ضياع المثال والمثالي، مما يؤدي إلى السقوط في اللاجدوى وتحت الضغط النفسي الهائل لسلطة العصر الحديث.هذه الأزمة هي القضية الكبرى التي تشغل بلند الحيدري، ليس في هذه القصيدة حسب، بل في مجموعة كبيرة من قصائده نذكر منها (خيبة الإنسان القديم) و (دعوة للحذر) و (ثرثرة في الشارع الطويل) و (اعترافات من عام 1961)( ). وليس بلند أول الشعراء الذين تشغلهم هذه القضية، إذ ما أن تثار حتى يقفز إلى أذهاننا عدد من القصائد لشعراء مختلفين، لعل أبرزها قصيدة اليوت (الأرض اليباب). لكن الحيدري يتنأول الموضوع من زاوية خاصة. هذا مقطع من قصيدة اليوت:في الضباب البني لفجر شتائي،تدفق حشد على جسر لندن، حشد غفيرما خطر لي أن الموت قد أباد مثل هذه الكثرةوصعدت تأوهات قصيرة ومتقطعة،وسمّر كل امرئ عينيه أمام قدميه( )إن المتحدث هنا، صوت خارجي، لا يقف مع الأموات، بل يضع نفسه موضع العالم المشفق. أما بلند في قصيدته التي ندرسها وفي غيرها، فإنه يجعل أبطاله الذين يتكلم على ألسنتهم أناسا ممن سحقتهم عجلات العصر مثل غيرهم، وليسوا أنبياء أو مخَلّصين. إن كل ما يحدث في (الصالة) إنما يحدث، واقعيا، في نفس بطل القصيدة.تقوم القصيدة على ارتباك حياة الإنسان المعاصر وإحساسه باللاجدوى، ويتضح هذا الارتباك في بنائها الفني، فكأن الحدث غائم لا يمكن تحديده، لان العنوان يرشدنا إلى انه حلم، لكن الجملة الأخيرة من القصيدة تخلط الأوراق، فعلى الرغم من أنها تصور رجلا نائما فإنها تضعه في الصالة التي ظهرت أصلا في حلمه.وفي اختيار الشاعر صالة العرض السينمي مغزى كبير، فالصالة هي قواعد العصر وحدوده، علبة كونكريتية مقفلة يحشر فيها آلاف الناس. وشاشة العرض توحي بضياع الحقائق وارتباكها، لان ما يظهر عليها ليس حلما، بل حدث يقوم به أشخاص حقيقيون، لكنه ليس و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram