بغداد/ زهير الفتلاوي يعد التراث والاثار اضافة الى الفلكلور والثقافة من الموروثات الوطنية المهمة التي تساهم في استقطاب السياح واستثمار السياحة على شتى الصعد لما فيها من اعتبارات ايجابية مكملة للحياة الثقافية والشعبية. تجولنا في احد اهم الاسواق التراثية البغدادية وهو خان المدلل المعرف بسوق بغداد للانتيكات وسط منطقة الميدان وكانت لنا هذه الحصيلة.
أول المتحدثين السيد رحيم بلاسم صاحب محل لبيع الانتيكات حيث يقول نعمل منذ (20) عاماً واسعى لجمع الانتيكات من نحاس وفضة وخاصة التي صنعت قبل (100) عام او اكثر كما كنت احضر المزادات البغدادية لجلب هذه المواد الثمينة وخاصة السيوف التي تتجاوز اسعارها ال (5000) دولار كما نشتري اللوحات القديمة للفنان حافظ الدروبي وفائق حسن ونجيب يونس اضافة الى لوحات للفنانة ليلى العطار وتتجاوز اسعارها اكثر من (3000) دولار ونرى ان في العراق غبناً كبيراً كبير لهذه الاشياء والاعمال الفضية وتباع خارج العراق بأضعاف هذه الاسعار كما نعاني من ضعف كبير في التسويق من جراء توقف السياحة واهمال المسؤولين عن الاثار والتراث لهذه الاماكن التراثية والسياحية.مضيفاً ان الفضة البغدادية والبلور الروسي اضافة الى الزجاجيات وفوانيس الانارة والفضة العثمانية والساعات ذي الماركات العالمية القديمة اضافة الى الشمعدانات والهاونات النحاسية والدلال المصنوعة منذ عشرات العقود ويزورنا العديد من الفنانين والنحاتين بين فترة وأخرى. فيما يقول ابو انور البغدادي صاحب محل للانتيكات اعمل في سوق الانتيكات منذ (50) عاماً وكنت اعمل في سوق البصرة للانتيكات وانتقلت الى بغداد وعتبنا شديد على المسؤولين على هذه الأماكن التراثية والسياحية لاهمالهم الشديد لها. مضيفاً نبيع انواع اللوحات الفنية القديمة اضافة الى العملة بانواعها والحاجيات الثمينة اضافة الى الاواني المعدنية وانواع الكرستالات والاغراض المنزلية المختلفة. بينما يقول الحاج طارق الالماني (60) عاماً لا نرى أي دور للمؤسسات الثقافية والتراثية المعنية بعدم الاهتمام بهذه الامكنة الجميلة والتراثية ولا يوجد أي تخطيط للسياحة ونرى ان هناك اساءة للتراث الشعبي والامكنة التراثية وانا لدي ثلاث دور تراثية اضافة الى بعض المحلات التي تعتبر متاحف لكنها مهملة ولا يسمحون بترميمها ولا هم يرمموها والان أصبحت انقاضاً ولا هم يعرفون معنى التراث وهذه الثروة التي يهتم بها في كل العالم لكننا نجدها في العراق مهملة وغير مسلط عليها ضوء الاعلام ولا توجد عناية بالموروثات الوطنية الخالصة التي تمثل وجه العراق الحضاري.
خان المدلل .. سوق تراثي الى زواله يمضي
نشر في: 10 مارس, 2010: 06:00 م