عبدالله السكوتيجاء احميد الفهد يضع سبابته على وجنته، ويظهر لونها البنفسجي للعيان، يتباهى انه تحدى الكثير والكثير ليدلي بصوته في الانتخابات، قلت له: ماذا تتأمل من الايام القادمة فقال: (اللي علينا سويناه، بقه العليهم) وبس لا تصير سالفتنا مثل سالفة سوادي، حين قدم الى المدينة ليرفع تظلماً الى احد المسؤولين بعد ان صادروا ارضه وتعرض لشتى انواع العذاب فجلس امام كاتب العرائض (العرضحلجي)
واخذ يملي عليه مشاكله واحدة بعد الاخرى وكاتب (العرائض) جالس على صفيحة سمن فارغة، وسوادي يستعرض مشاكله وتظلماته والرجل يكتب وعندما انتهى الرجل من كتابة كل شيء قال له سوادي: اقرأ لي ما كتبت فبدأ الرجل يقرأ وسوادي يتحسر ثم يبكي واخيرا بدأ يضرب على رأسه ويضع عليه التراب، مسكه الرجل وقال: مابك، فقال: (كل هاي المصايب جرت عليه، وانه ما ادري). قلت له: وكيف نصبح مثل (سوادي) فقال: ان الكتل التي دخلت الانتخابات والشخصيات المرشحة سلطت الضوء على مصائب مرت بنا؛ لقد استعرضوا حياتنا بهناتها امام اعيننا وعلى جميع الفضائيات، عرجوا على العوز والقتل والحرمان وسوء الخدمات حتى خيل لأحدنا انه كان يحيا في الجحيم، وكان من حق أي احد ان يعمل مثل ما عمل سوادي عندما سمع مصيبته على لسان اخر ؛ لقد تعاملوا مع قضيتنا بمنتهى الدقة وهذا جميعه ليحصدوا اصواتا اكثر او ليقدم احدهم حلاً ناجحا لما نحن فيه ؛ ثم عاد احميد الفهد ليخفف من حدة الامه وضحك وضحكت معه وقلت له: ألم يصل الامر بنا الى ان شبكنا عشرنا على رؤوسنا من الحزن وكظم الغيظ، فقال: نعم وفي عدة مرات قلت: اذن (سوادي) يحيا معنا وفي اية لحظة يمكننا ان نلعب دوره، فقال كلا نحن نمتلك الامل وما صبغنا اصابعنا الا لاجل هذا الامل الذي يمثل نقطة ضوء مشعة في داخلنا، قلت: اذن انت تتوقع الاحسن، فقال: نعم اذا مرت الامور سلامات وآمن الخاسر بخسارته بروح رياضية عالية وائتلف الفائز مع كتلة تشاركه الاهداف وتؤمن بمشروعه الوطني، فستكون الامور اهون مما سبقها وسيرى الشعب العراقي النور؛ يا أخي هذا الشعب أذهل العالم يسير في حقل ألغام حتى يصل الى صندوق الاقتراع ، ولا انسى المرأة من اهالي الكوفة التي خرجت من على احدى الفضائيات وقالت: هم يفجرون ونحن علينا شحذ الهمم (بالهوسات) ، جميع العالم يقف اجلالا لفتاة في العشرين عراقية قدمت تحمل امالها غير خائفة ولا وجلة لتلقي بصوتها، ألا تستحق هذه الفتاة الاحترام؟ وكذلك باقي افراد الشعب العراقي؛ انا احد المسنين الذين مضوا في طريق الحرية يحملون آلام الماضي وآمال المستقبل ، مستقبل ابنائهم واحفادهم، ناهيك عن المرضى والمعاقين ، الجميع آمن بحرية العراق وذهب كي يعززها. وذهب احميد الفهد بعيدا حين تذكر قصة الفلاح الذي شاهدته امه وهو مقبوض عليه في ثورة العشرين فقالت: (بس لايتعذر موش آنه)، سمعها ابنها فقال: (حطوني ابحلكه وكلت آنه) ، يعني وضعوه امام المدفع ولم يتنازل ولم يخش شيئا. لنستفد وليبق ناموسنا العراقي مرفوعا فهو مقياسنا الوحيد ؛ لقد نجحنا في الانتخابات ونريد النجاح في تشكيل الحكومة، ومن يغرد خارج السرب لايحب العراق، من قسّم ابناءه على اساس قومي وطائفي يتهم هذا ويطرد ذاك من رحمته ، ليس منا ، ولندعه يقتله الهم، لنؤلف قلوبنا في سبيل بناء العراق.
هواء فـي شبك :(كل هاي المصايب جرت عليّ، وانه ما ادري)
نشر في: 10 مارس, 2010: 08:31 م