TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أزمــــة نـــقـــــــد

أزمــــة نـــقـــــــد

نشر في: 12 مارس, 2010: 04:47 م

عمار كاظم محمدهل نعيش حقا أزمة نقدية تتعلق بما يظهر من نتاج في الشعر العراقي الحديث ؟ هذا التساؤل طالما يطرح نفسه وسط هذا الركام الهائل من النتاجات الشعرية التي ملأت صفحات الجرائد ومواقع الانترنت وفيما يطرح في الوسط الأدبي من اسماء وتجارب شعرية عراقية في مرحلة ما بعد عام 2003 .
 واذا أردنا أن نتحدث عن هذا الكم الهائل فيما يطرح ويسمى شعرا فاننا ازاء مشكلة كبيرة هي اختفاء صوت النقد لتقييم ما يطرح من نتاج على ضؤ هذه المرحلة من جهة وعلى ضؤ التطور الفني والتقني في بنية الشعر العراقي الحافلة من جهة أخرى . الشعر العراقي بمجمل تاريخه ظل مرجعا مهما لايمكن التغافل عنه على صعيد التجارب الرائدة لكل ما يدور في حقل الشعرية العربية وعند قراءة تاريخ الشعر الحديث فاننا لا يمكن باي حال من الأحوال تجاوز تجارب مهمة مثل السياب والبياتي ونازك الملائكة وغيرهم وربما كان يحفل النقد العراقي في كل ذلك باسماء وتجارب محايثة على الصعيد النقدي وعلى صعيد اضاءة تلك النصوص وخلق توجه حديث في تذوق النص الشعري وفهم مستويات الدلالة فيه ،تلك هي كتابات د.علي جواد الطاهرو د.داود سلوم ود.عبد الاله احمد وعبد الاله الصائغ  من جيل الستينات وياسين النصير ومحمد الجزائري وطراد الكبيسي ود.شجاع مسلم العاني وفاضل ثامر  وماتلاهم من جيل د. حاتم الصكر وسعيد الغانمي على سبيل المثال لا الحصر. تلك الكتابات كانت بطبيعة الحال مرجعا مهما استفاد منه الشعراء العراقيون في ذلك الوقت في صقل وتطوير تجاربهم فيما بعد .لكن الملاحظ في ما هو موجود الآن على الساحة الشعرية العراقية هو غياب ذلك الهم النقدي الذي يحاول التماس التجارب الجديدة ومحاولة ايجاد صوت متميز يمكن أن يشكل ويضيف الى الموقد الشعري العراقي المزيد من التألق . ربما كان لتوسع قنوات الاعلام الحاصل بتعدد المنابر دور في استسهال الكتابة وغياب العين البصيرة الناقدة لتمييز الغث من السمين وطغيان الحدث السياسي على ما عداه جعلنا نعيش هذه الفوضى الشعرية والفوضى النقدية بغياب قواعد النقد المنهجي  وغياب التقاليد النقدية وهو ما جعلنا نصطدم بهذا الركام من الكلمات التي يتم رصفها في بعض الاحيان على أنها شعر وهي ليست كذلك . ان ما يكتب في حقل النقد الأدبي وخصوصا فيما يتعلق بالتجارب الشعرية الجديدة هو امر نادر الحدوث وماعداه مما هو موجود من كتابات لاتعدو كونها مجرد ملاحظات وانطباعات او مجاملات تفتقد الحس النقدي والقواعد المنهجية في الكتابة النقدية . ان الدور الملقى على الناقد الأدبي في الوقت الحالي لايتركز فقط في اضاءة النصوص ودراستها  بل هناك مسؤولية تتثمل في خلق ذائقة شعرية وحافز لدى المتلقي وهذا ما نفتقده بغياب النقد الجاد والكسل الذي اصاب ما تبقى من نقادنا في عدم متابعتهم للمشهد الشعري العراقي وما يدور فيه من تجارب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram