بغداد/ المدىضيف اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، الناقد صالح زامل الذي قرأ بعضا من أطروحته الموسومة ( مناهج الفكر الأدبي في العراق )، أدار الجلسة الناقد بشير حاجم قائلا: الناقد صالح زامل سوف يلقي علينا محاضرة وهي عبارة عن تلخيص عن أطروحته التي نال من خلالها شهادة الدكتوراه بدرجة جيد جدا، المحاضرة بعنوان – مكونات الفكر النقدي في العراق –
واصل هذه المحاضرة هي –مناهج الفكر الأدبي في العراق – من عام 1980 الى عام 2005وقد نوقشت هذه الأطروحة عام 2008رحبوا به بينكم أيها الزملاء. ثم تحدث الناقد صالح زامل عن تجربته النقدية والمناهج التي يؤمن بها او هي مكونات النقد سواء كان ذلك النقد أكاديمي او خارج هذه الأطر المنسوبة الى الأدب والثقافة، والنقد الأدبي العراقي الحديث الذي يمتد من اوائل القرن الماضي الى يومنا هذا، وعلى مدار السنوات تقريبا من 1980الى يومنا هذا في غزارة الإنتاج، وهذه الغزارة بنوعية والنوعية ضمن شروطها التي أنتج بها، حينما أريد ان أتكلم عن النقد الأدبي في العراق وعن مكوناته الفكرية لابد من توصيف لهذه النقدية، في اوائل القرن الماضي نستطيع ان نلمس فيها ملامح جملة منها سيادة النقد اللغوي في أول القرن، وهذا النقد له حاضنة تراثية بحكم ما ورث من تراث نقدي يعتمد أصلا على اللغة وليس على المنهج، وإنما يركز على اللغة بذاتها وهو يتعامل مع النصوص، المنحى الثاني الذي نستطيع ان نكتشف في الدراسات النقدية التي كانت سائدة في اوائل القرن الماضي غلبت سجاليا على هذه النقود، والسجالية وصلت بها الى هذا الاصطراع مثل صراعات الرصافي والزهاوي، والمجالس الادبية التي كانت تحتضن تلك الصراعات، وهذه الصراعات ما كانت فقط مابين شخصين اللذين هما الرصافي والزهاوي وانما تمتد الى شخوص آخرين والذين هم مناصرون لهؤلاء، وهكذا كانت الدائرة تتسع، وهذه الصراعات انتجت لنا نموذج رائع وهو كتاب المرحوم علي الوردي - صورة الادب الرفيع - ويضعه بعض النقاد ومنهم الغذامي على انه خطوة أولى كانت في مجال النقد الثقافي وهو نقد يمثل النقود ما بعد الحداثية فتعريجة علي الوردي –صورة الأدب الرفيع– وفي سجالاته كانت فيها الكثير من الانفتاح وفيها الكثير من آليات النقد.وأضاف ان الاتجاهات التي نجدها في النقدي العراقي في الكثير من الكتابات في مجال القراءات مثل تجربة حاتم الصكر لقد حاول في مشروعه النقدي ان يركز على القراءة وان كان مفهومه للقراءة مفهوم بسيط، وقد حاول ان يطور وعيه في مفهوم القراءة بطريقة اتجاه نظرية التلقي، مثلا كتابه –أصابع– القراءة تكون بمفهومها النقدي أكثر من مفهومها بالمعنى النصي، لكن في كتبه التالية نجد وعياً أكثر في المفهوم أو المصطلح. وأضاف الناقد علي حسن الفواز على ان المعطيات كثيرة المعطى السياسي والثقافي والأكاديمي والإعلامي والمعطيات الخطيرة التي ارتبطت بالمنعطفات السياسية في الحياة العراقية، وفي المقدمة التاريخية في تشكلات النقد العراقي وهي لا تختلف عن اي تشكلات عن اي بلد وان العراق لايختلف عن أي بلد آخر وفي منتصف الخمسينات حينما عصفت التحولات السياسية بالحياة العراقية ومع تجربة الرواد السياب ونازك والبياتي وما رافق هذا التحول ايضا من ظواهر نقدية، حينما بدأت الترجمات الهائلة التي عاشتها اللحظة العربية والتحول الخطير في هذه المنطقة، والملاحظة التي اود التحدث عنها النقد الأكاديمي في العراق، هناك نقد يشتغل على مناهج معينة وهناك نقود او ما تسمى بالنقود التي يكتبها نقاد وصحفيون متخصصون بإنتاج مقالة ثقافية التي عادة ما تكتب في المجلات والجرائد والتي تعنى بالمتابعات وملاحقة الظواهر. وأشار الناقد فاضل ثامر الذي قال كنت متحفظا من تقديم مداخلة لقد اطلعت على الكثير من الطروحات والدراسات ومع اعتقادي ان دراسة متكاملة عن النقد العراقي لم تظهر لحد ألان لكني اؤمن بان هذا المشروع الذي قدمه الناقد صالح زامل قد استطاع ان يسد ثغرة كبيرة، وما تتميز به هذه الأطروحة ان الدكتور صالح يعي جيدا أسرار العملية النقدية بعض زملاؤنا من الباحثين في الأكاديمية من حملة الماجستير والدكتوراه كانوا يقدمون أشياء تعتمد على التلخيص اما هنا فكنت ألاحظ الناقد المستقل المتوقد الذي يستطيع ان يميز الأشياء لأنه كان قد بدأ ناقدا وتدرب بهذا المجال ولهذا قد سررت بالوضوح المنهجي.
الناقد صالح زامل فـي اتحاد الأدباء..النقد الفضاء الأكثر ازدحاما فـي التأويل
نشر في: 12 مارس, 2010: 04:48 م