متابعة: باسم عبد الحميد حموديكيف يفهم العلماني الدين ؟ كيف يعرف المتدين العلمانية ؟ هل هناك علماني متدين ؟ أين تتواجد ظاهرة الشك, بل أين تتواجد اساسيات اليقين؟ كيف تتدين الحداثة وتتخلق بدلا من التدين؟ أسئلة مثل هذه – وسواها – يحاول العددالجديد -41-42 -من مجلة (قضايا أسلامية معاصرة)
الإجابة عليها عبر عدة دراسات جديدة شارك فيها مفكرون من أمثال رضوان السيد وادريس هاني وابراهيم العبادي وعبد الجبار الرفاعي (رئيس تحرير المجلة) وريجس دوبريه وسواهم.مجلة قضايا أسلامية معاصرة, خصصت عددها الجديدللدراسات الخاصة بـ(رهانات الدين والحداثة) بطريقة تجمع بين الهدوء العلمي الذي يناقش الظواهر واصولها وطرق التعديل والاضافة عليها دون تشنج ولا حساسيات ، بل هو قبول متوافق عليه اعتنت باظهاره النخبة الدارسة من شتى الاتجاهات.تقدمت العدد كلمة التحرير للاستاذ أدريس هاني تحت عنوان هو المفتتح للعد : ( تديين الحداثة ام تخليق الحداثة - النزعات السلفية المقنعة في الفكر العربي المعاصر ) وقد جاء فيها تناول ذلك الصراع الافتراضي بين الحداثة والتدين باعتبارهما تجربتين متعاكستين وقد اعلن هاني : ( أن احساس الانسان المعاصر بمسؤولية أحترام الاخر وتدينه واختياراته في إطار ثقافات حقوقية وسياسية حديثة هو ما لم تشهده البشرية في كل أطوارها تحدث عن غلبة الشذوذ على السلوك السوي, وعن اعتبار الشذوذ –بمعنى من المعاني مجرد وجهة نظر , ويشير الباحث الى جوانب اخرى من هذا الشد بين التحديث والتدين أذ يقول : (في المجتمعات الغربية ينقسم المجتمع الى قسم محافظ وآخر غير محافظ وهناك على الهامش حركة شذوذ تتمتع بآخر سقف والحقوق التي تتمتع بها ... المجتمع الحديث يمنحك الحق في أن تحمي معتقدك بقوة القانون و في مجتمع تعدديَ يدرك كل طرف فيها حدوده) ثم يتحدث عن قوة المجتمعات الحديثة وحمايتها لاعضاء مجتمعها ومعتقداتهم دون اساءة لاحد من اطراف المجتمع وهو يتحدث هنا وفق اجتهاد معرفي يبحث في تجربة وثانية , تجربة الحداثة وتجربة الدين حبث لابجد الباحث ذلك الشد بل هو افق لمشروع التبنى الحضاري والتجديد الجذري للتفكير الديني حيث يدرس الكاتب المفهومين من منظور سلفية الفكر العربي بعد ذلك يأتي بعد ذلك حوار المفكر ريجس دوبريه مع الكاتبين لينوار وشوارز الذي ترجمه الدكتور حسون السراي بعنوان ( ما يوحدنا يتجاوزنا نحو الافضل كما نحو الاسوأ ) . وقد جاء فيه ان التضامن البيئي عقلاني تماما فنحن جميعا مسؤولون عن المستقبل وربما كان الطابق العلوي في سلّم النوع البشري في طريقه الى الاكتمال غير ان ذلك لم يمنع لمدة طويلة من الزمن حدوث مجازر في الطابق السفلي وهو هنا يعلّق على ذلك التنوع بين طوباوية المثقف عبر العصور وصراع الدهماء والجهلة والمتعصبين.البحث الآخر بعنوان ( الدين منتج للمعنى ) وقد حاور فيه حسن بن عثمان الدكتور عبد المجيد الشرقي في عدة محاور منها عن لغة القرآن باعتبارها لغة ذات موقع استثنائي لها صفة القداسة وهو يدعو الى لون من التديّن غير التقليدي الذي يمنح المرء حريته الذاتية ومسؤوليته الفردية التي لاتعفيه من الواجبات كأي مواطن اخر , وهو يعلق على الاسلام الجهادي باعتبار ان خطاب الحركات الاسلامية المتطرفة جاءت بنوع من الاختيار غير الصائب وهو ضمن حواره يعلن ايمانه بالديمقراطية كمفكر اسلامي حديث .من بحوث المجلة ايضا بحث الدكتور رضوان السيد ( من الاصلاح الى الاحياء ) وبحث المفكر الفرنسي اوليفييه روا عن حداثة وعلمانية وعودة الديني , حيث يتحدث عن النظريتين اللتين جابهتا المجتمع العالمي في الربع الاخير من القرن العشرين الاولى التي ترى ان العلمانية اجراء لايمكن تجنبه من حيث كونها شرطا للحداثة ونتيجة لها والثانية التي تمجد عودة الديني بوصفه احتجاجاً على حداثة مستعبدة , وهو يشرح ذلك تأريخيا وصولا الى العصر الحديث.الدراسة الاشمل كتبها الدكتور عبد المجيد الشرفي تحت عنوان ( الثالوث الصعب ... الاسلام والحداثة والعلمانية ) حيث ناقش فيه الظواهر الثلاث في بحث مطوّل تجلى فيه ذلك التباين والتشابك بين كل هذه المفاهيم , فيما ناقش الدكتور طارق رمضان ( المسلمون في ظل العلمانية ) تبعه بحث الدكتور عبد الرزاق بلعقروز ( نحو امكان حداثي متوازن ) وبحث الدكتور محسن جوادي عن ( الايمان والعقلانية ) وهما يصبان في نفس اتجاه التعاون والتلاقح بين التدني والعلمانية يأتي بعد ذلك بحث رئيس التحرير الدكتور عبد الجبار الرفاعي عن ( أزمة التحديث في ايران بين عامي 1800 – 1979 ) وهو بحث تاريخي تناول تطورات ومراحل التحديث داخل المجتمع الايراني الذي مر بخمس مراحل اولاها مرحلة الاكتشاف والاقتباس والتقليد وخامسها الدين كأيديولوجيا للثورة أو لاهوت التحرير.
رهانات الدين والحداثة فـي "قضايا إسلامية معاصرة"
نشر في: 12 مارس, 2010: 04:50 م