بغداد / احمد نوفل على الرغم من الغلاء الفاحش في مجال التعاطي ببيع قطع الأراضي السكنية وكذلك الاعتماد في البناء على المواد الإنشائية المصنعة في الخارج وارتفاع أسعارها والثمن الباهض الذي يتوجب توفيره من اجل سد نفقات اجور العمل، لكن هناك البعض من المواطنين يشرع في البناء في مناطق عديدة من تلك التي يحصل فيها على قطعة ارض بمبلغ مرتفع جدا .
ابو ناطق موظف حكومي ويسكن حي الصحفيين الواقع شرقي مدينة بغداد يعمل جاهدا على اكمال بناء داره التي اشتراها مؤخرا في هذا الحي يقول :حصلت على قطعة ارض بمساحة مئة متر مربع مقابل خمسين مليون دينار هذا المبلغ جمعته من خلال بيع دار لي في منطقة الحسينية شرق العاصمة بغداد بمبلغ (40) مليون دينار وبمساحة مائتي متر.تركت الحسينية لبعدها عن مكان عملي إضافة الى كونها غير مكتملة الخدمات._لكن المنطقة التي انت فيها الان ليست بأحسن حال.- ذلك واضح ولكن باعتقادي ان مستقبلها افضل من الأخرى .المواطن ابو على من (أسطوات) البناء المرموقين سألناه وفق ما يراه من تعامل معه في هذا المجال. عن مدى النشاط في مجال البناء اجاب :لا بأس به الطلب على البنائين وعمال البناء مستمر واعتقد بأن موسم هذا الصيف سيكون متميزا إذا ما تم بالفعل تسليف المواطنين سلفة العقار المقررة بمائة راتب . وعن مقدار الاجر اليومي الذي يتقاضاه ذكر لنا بأنه يتقاضى يوميا خمسين الف دينار ويتعهد بالعمل من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة. وعن مقدار اجرة العامل اجاب حاليا يتقاضى العامل اجرا قدره عشرون الف دينار يوميا ورب العمل يحتاج الى ما يقارب من أربعة الى خمسة عمال ولكم ان تحسبوا الكلفة التي يتحملها من يشرع ببناء دار له.الحاج عبود زيدان صاحب محل لبيع المواد الإنشائية ويختص ببيع قضبان الحديد سألناه عن الأسعار التي يبيع بها فقال : نبيع حديد التسليح حسب النوعية والمنشأ .لدينا من حديد التسليح عدة انواع منها الصيني والتركي والبلجيكي والمصري وكل له سعره الذي يباع به ، وفي كل الأحوال يتراوح بيع الطن الواحد منه ما بين 900000 دينار و 1300000. وعن حال التداول اجاب هناك اقبال على الشراء ولم يعد المواطن يلجأ الى البناء القديم (العكادة) ما جعل الطلب على حديد التسليح في تزايد مستمر .الى جانبه يقع محل لبيع السمنت سألنا صاحبه عن الاسعار التي يباع بها فأجاب :السمنت يباع بالطن والطن يعني عشرين كيسا سعة خمسين كيلو غراماً اسعار البيع تتصاعد من 160000الف دينار حتى تجتاز المائتي الف ايضا للسمنت انواع لكن اكثر ما نتعامل به هو انتاج اقليم كردستان او ما يطلق عليه سمنت (طاسلوجه).ابو اكرم مواطن يمتهن عمل بياض الجدران (خلفة بياض)سالناه عن الأجر اليومي الذي يتقاضاه فاجاب : لااعمل بالاجر اليومي بل اعمل بسعر المتر فاذا طلب بياض جدار أتقاضى عن كل متر مربع اربعة الاف دينار هذا اذا تطلب مرحلتين مرحلة الطلس بالجص ومرحلة بياض(البورك).اما صاحب ماكنة تنعيم البلاط (الكاشي) وهو شاب في العشرينيات من العمر يقول انه يتقاضى عن تنعيم الكاشي (6000)الاف دينار للمتر الواحد ولكن العمل في هذا المجال اخذ بالتراجع بسبب نزوع المواطنين الى استخدام كاشي(السيراميك ) او المرمر الذي لا يحتاج الى عملية (جلي).وفي ساحة بيع الطابوق في شرق العاصمة بغداد سالنا عن سعر الطابوق فكانت الإجابة ان الطابوق من النوعية الجيدة والذي يطلق عليه(الجمهوري) يباع بسعر مليون دينار وهناك طابوق من نوعيات اخرى يباع باقل من هذا السعر .وما عرفناه بأن هناك نوعيات رديئة من الطابوق يميل لونه الى الاحمرار يباع باسعار متدنية لكن المواطن يعزف عن شرائه لتفتته لمجرد ملامسته الماء .كذلك لم يفتنا سؤال احد باعة طابوق (البلوك) المعمول من السمنت وتشتهر معامل في منطقة كردستان بإنتاجه وعرفنا بان الالف طابوقة منه تباع بمبلغ يناهز (700) ألف دينار . النتيجة التي خرجنا بها من هذه الجولة ان بناء منزل يكلف المواطن فوق طاقته ويستدعي الدولة الى دعمه من خلال القروض الميسرة التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الحلم الذي كثيرا ما يراود مخيلة من لا دار له .وان مسألة الإقراض العقاري لو نفذت فأنها ستحدث تحولا حادا باتجاه كلفة بناء قد تتضاعف اضعافا مضاعفة مالم يتم ضبط السوق المختص ببيع المواد الإنشائية.
بنـــاء دار ســكن.. مهـمـة معـقــدة
نشر في: 13 مارس, 2010: 04:31 م