ترجمة: نجاح الجبيليتحكي رواية "شارعنا" لـ"يان باترسون" القصة الحقيقية للمقاومة اليسارية ضد ألمانيا الفاشية في الثلاثينيات. وتدور أحداثها في "فال شتراسه" في منطقة شارلوتنبرغ التابعة لبرلين خلال الفترة قبل أن يصبح هتلر مستشاراً حتى الأيام المبكرة من الحكومة النازية.
والرواية هي نسخة متخيلة للأحداث لتجنب الانتقام من أولئك الذين ما زالوا يعملون في السر في ألمانيا وتصف العنف المسلط على ساكني الشارع انتقاماً لمقتل جندي في قوات العاصفة. وتستهل بطبع أسماء 18 فرداً من الضحايا في " قائمة شارلوتنبرغ للموت".إن باترسن هو شيوعي وضع اسمه مرتين في القائمة السوداء للغستابو وأنهى المخطوطة عام 1934 وصنع نسختين منها أرسل إحداها إلى هامبورغ و كان يفترض أن تؤخذ إلى انكلترا عن طريق جندي ألماني لكنها ألقيت في البحر لتجنب اكتشافها في اللحظة الأخيرة. وحاول أصدقاؤه تهريب النسخة الثانية إلى تشيكوسلوفاكيا ومرت شهور ولم يصل خبر عنها لهذا قرر باترسون أخذ النسخة الثالثة – والأخيرة إلى براغ بنفسه. وقام بوضع المخطوطة داخل كيكتين ولبس ملابس التزلج ليعطي انطباعاً بأنه ذاهب في عطلة وقام بتهريبها متجاوزاً حراس الشرطة الألمان. وأخبر باترسون حراس الكمارك قائلاً:" حسن، أتعرفون أي امرأة هي؟ أخبرتُ زوجتي بأني راحل لمدة ثلاثة أيام لكنها ذهبت وصنعت لي كيكتين ضخمتين ويتطلب مني الأمر أسبوعين كي آكلهما. انظروا لحجمهما" فسمحوا له بالخروج.وقد نشرت ترجمة إنكليزية لرواية "شارعنا" عام 1938 من قبل نادي الكتاب اليساري في "كولانتس" وتقوم دار نشر "فابر آند فابر" الآن بطبعها مرة أخرى من خلال مشروعها "اكتشافات فابر" - طباعة عند الطلب. وقال المحرر جون سيتون :" بالنسبة لي، الشيء المدهش في الكتاب هو الجرأة في كتابته ونشره".وقالت ابنة باترسون "بينخن أوهلي" بأن قصة أبيها في تهريب الكتاب في كيكة هي "حقيقة مطلقة" وأضافت:" كان أبي رياضياً ومقتنعاً بدور التنزه على الأقدام. كان أيضاً جذاباً جداً وبإمكانه أن يقنع أي شخص بوجهة نظره". ووصفت الكتاب كونه" وثيقة تاريخية مهمة ذات قيم إنسانية قوية".وأضافت:" على الرغم من مآسي وخسارات الحياة والفظائع إلا أنه يحمل معتقداً مركزياً متفائلاً بالخير لدى الإنسان. كنت اعتقد بأنه دائماً وصف فريد من منظور مطلع على جهود المقاومة في ألمانيا. العديد من الناس يظنون أن الشعب الألماني برمته كان يؤيد هتلر وهذا شيء غير صحيح إطلاقاً. العديد من الشباب اليوم ليس لديهم تصور عن الصعاب التي خبرها والشجاعة التي أظهرها العديد من الناس الذين كانوا جاهزين للتضحية بأنفسهم من أجل منع صعود الفاشية – لا في ألمانيا فحسب بل أيضاً في العالم".وأشارت إلى أن بترسون هاجر إلى سويسرا وفرنسا ثم إلى إنكلترا أواخر الثلاثينيات وحرم من جنسيته الألمانية لكنه عاد إلى ألمانيا الشرقية بعد الحرب حيث نال عدداً من الجوائز الأدبية. وكان سيكون في منتهى السعادة لو أنه علم بأن روايته "شارعنا" قد أعيد نشرها وأنها ستصل إلى "جيل الشباب الجديد الذي ربما لا يمتلك أحياناً القيم الأخلاقية نفسها لجيله".وختمت بالقول:" حين نشرت الرواية في حياته بيع منها أكثر من مليون نسخة حول العالم. واعتقد أنه سيأمل أن تكون له مقروئية جديدة واسعة من الناس الذين سيجعلون من الحياة أفضل للآخرين نتيجة لقراءة هذا الكتاب".
شارعنا لـ"يان باترسون ..إعادة نشر رواية مهربة في "كيكة "أثناء الحكم ال
نشر في: 13 مارس, 2010: 05:14 م