عبدالله السكوتيكان متجهما يلقي الكلمات بعصبية مفرطة ، ويلف عباءته على كتفيه ويهدر هدر الجمال وكأنه يطلب احدهم ثأرا ،(احميد الفهد) صديقي الذي علمني كيف اضع النقاط على الحروف، وكيف اميز بين الشر والشر فاعلم ان بعض الشرين اهون ، كان مهموما قلت له ما الامر؟ اراك في مزاج متعكر، فقال هؤلاء يتنازعون على اصواتنا وكأننا ميراث لهم ،
لقد كتبنا بدمائنا واغلقنا صناديق الاقتراع بانتظار ان يتوج هذا العمل بحكومة نحن اردناها، ولم ندر ان المسألة ستصبح هكذا ، اتهامات بالسرقة والتزوير ومعارك كلامية وتهديدات ونعرات، هدأته قليلا وقلت له: لاتدع هذه الامور تأخذك بعيدا فهي اختلافات وحسب ولايمكن لها ان تتطور الى شيء آخر، فقال ضاحكا: (يعني مثل ربابة المفلس) ، قلت: وماهذه الربابة فقال: اعتاد بعض المتسولين على التكسب بالعزف على الربابة حيث يجلس الواحد منهم امام باب احدى الدور، ويسأل احد المارة عن اسم صاحب الدار ، ثم يبدأ بالعزف والتغني ليطري صاحب الدار شعرا ، ويستمر هكذا حتى يخرج له اصحاب الدار لاعطائه شيئا من النقود ، من بعد ذلك ينتقل الى دار اخرى ويفعل كما فعل من قبل ، ويستمر حتى يمر على جميع الدور؛ قلت: أتعني ان مايجري حاليا من سجالات، هي، مثل ربابة المفلس؟ رد احميد الفهد نعم هذه هي: تصريحات تصب في خانة الانانية وحب الذات وانتظار المنافع، مرة دعاية للقائمة واخرى دعاية للشخص، يحاولون جس نبض الشارع عن طريق اعوانهم ومن ثم يناغون مشاعر الناس البسطاء بتصريحات نارية لاتصب في مصلحة الشعب ولاهي من عوامل الدفع باتجاه الاحسن، انهم يتصارعون ونحن ارضيتهم الجيدة التي تستوعب جميع انفعالاتهم واهواءهم الشخصية ؛ بالامس رأيت حفلا لقائمة تتهم الاخرين عن طريق ترديد الاهازيج بالتزوير وتنادي بأخذ ثأر اصواتها ، مع العلم ان الاصوات لم تفرز بعد، انهم يشحذون مداهم للتشكيك بالانتخابات، ليقتلوا فرحة العراق بنجاحها، يتهاترون ويكثرون من الاتهامات والسباب، ولايعلمون كم هو طويل الليل الذي يمر علينا ونحن ننتظر نتائج هذه الانتخابات ولايعلمون حجم التوجس الذي يعانيه الشعب (ومثل ماكال الشاعر):(حبيبي لاتظن كلبي مسالاك ودادك ضيّج ابعيني مسالاكمسه اليمسي علي ريته مسالاك وتشوف اشطول ليلي ايمر عليّه) لندع الاتهامات والتخوين وننتظر المفوضية لاكمال عملها ولانحاول ان نذكي نار الاحقاد، ونجعل من الانتخابات حجة للتخاصم والتراشق؛ لقد كانت عرسا عراقيا جميلا ، لنمضي في هذا العرس ونتوج الفائزين، ونجعل تداول السلطة السلمي احد مميزات تجربتنا الخاصة بها (ومانصير مثل دواي) قلت ومن دواي هذا ؟ فقال رجل من العمارة كان يسكن بجنبه ملاصقا له رجل يهودي اسمه شمعون، وحين حدث ماحدث في (فرهود اليهود) رحل شمعون الى اسرائيل ، وصادف ان ذهب دواي الى فلسطين جنديا في احد الالوية ، جمعتهما الحرب ليصبح الفصيل الذي يخدم فيه دواي بمقابل فصيل شمعون وعرف الاثنان ذلك.اخذ دواي يشتم شمعون في كل يوم منذ الصباح ينادي عليه يقول بصوت عال: (شمعون ياشمعون) يجاوب الرجل نعم فيرد دواي (اعوينت ابيك اعوينت اخيك) ، سئم شمعون من هذا واراد ان يرد عليه بالمثل ونهض من الصباح الباكر وصرخ باعلى صوته (دواي.. يادواي ) فرد عليه دواي قائلا : (ياهو...؟) فقال شمعون (انه شمعون) فصرخ دواي (اعوينت ابيك اعوينت اخيك).
هواء فـي شبك :(ربابة المفلس)
نشر في: 13 مارس, 2010: 07:48 م