زينب النعيميان اية خطة قد ترسم لتطوير امور الري في البلاد لاتتسم بالسيطرة الكاملة على المياه من خلال حجزها واطلاقها وتوزيعها وموازنتها مع الاراضي الموجودة والمعدة للاستصلاح والزراعة لاتكون فاشلة فقط وانما تجر البلاد الى الكوارث والنكبات.
والدولة العثمانية وولاتها كانوا يجهلون مثل هذه القاعدة العلمية السليمة فجلبوا الويلات والدمارعلى العراق. والفيضان في العراق يحدث من خلال الزيادة الملحوظة في نهري (دجلة والفرات) ونهر (ديالى) ويبدا فيضان نهر الفرات عادة في منتصف شهر (تشرين الاول)وينتهي منتصف شهرحزيران اما نهر دجلة فانه يسبقه بذلك من (7-8 ايام) فلذا عند فيضان نهر دجلة فان الامور لاتستقر الا بعدمرور شهر واحد وعندها فقط يعرف ما اذا كان نهر الفرات سيشارك فيضان نهر دجلة ام لا.ولم تكن هناك (محطات قياس ) لمعرفة كمية المياه في الانهر وتصريفها عند مدينة بغداد وكانت اول (محطة للقياس) انشأها السير (وبلكوكس عام 1906) في منطقة دار القنصلية البريطانية من الضفة اليسرى لنهر دجلة بعد ذلك تعاقبت عملية بناء محطات القياس لارتفاع مناسيب المياه في اماكن مختلفة من دخول مياه نهرى (دجلة والفرات) في العراق وعلى الرغم من اهمية الفيضان واخطاره في الفترة العثمانية فان الولاة العثمانيين لم يقوموا بعمل جاد لدرء خطر الفيضان سوى تقوية السدود وبطريقة (السخرة) وبطرق بدائية ومواد بسيطة (التراب والخشب) وسنستعرض اهم الفيضانات واخطرها حسب التسلسل التاريخي وبما يتيسر من المصادر.1. فيضان عام 1873 في عهد الوالي (محمد رؤوف باشا): كتبت جريدة الزوراء عن ذلك الفيضان تقول(باشرت الثلوج بالذوبان ففاض نهر دجلة بدرجة تطفح مياهه على السداد وكسرت سداد السيفية والداودية واليهودية) وكذلك كسرت سدة (الراشدية) فغدت بغداد جزيرة في وسط بحر اما عن نهر الفرات فقد كتبت (طغى نهر الفرات الى ما فوق العادة وكسر مقدار 203م) متروبات من سد الجزار وكان (فالح باشا) متصرف المنتفك جمع الكثير من الناس وذهب الى ذلك المكان لسد الامكنة المكسورة ومن بين اهم الخسائر لهذا الفيضان التي ذكرتها جريدة الزوراء قولها (انهدم في قصبة الحلة واحد واربعين بناء نتيجة فيضان نهر الفرات). 2. فيضان عام1874 في عهد الوالي (رديف باشا): زاد نهر دجلة في ذلك العام زيادة ادت الى فيضان استمر (ثلاثين يوما) مخلفا الدمار والخراب.3. فيضان عام 1884 في عهد الوالي (تقي الدين باشا): زاد نهر دجلة ذلك العام زيادة كبيرة ادى الى كسر السداد الواقعة في الجانب الشرقي لمدينة بغداد كسدة (الفرهادية) وسدة الفرحانية وسدة الفحامة وسدة المتولية في جانب الكرخ. وكان هذا الفيضان قد خرب الزرع وغطى بمياهه سهول العراق الفسيحة وبذل الاهالي جهدهم في احكام السداد وبذلك نجت بغداد من الغرق و قد استمر هذا الفيضان 30 يوما وفي الوقت نفسه طغت مياه نهر ديالى فاغرقت مناطق بعقوبة وبهرز والهويدر ونواحيهما. 4.فيضان عام 1889 في عهد الوالي (سرى باشا): كتبت جريدة الزوراء قائلة (فاض نهر دجلة بسبب مياه الامطار وبما ان الاخبار وصلت من الموصل على الزيادة فبودر بالاهتمام بالسداد وتحكيمها) ويبدو ان فيضان ذلك العام قد شاركت فيه انهر العراق وبحسب ما جاء في جريدة الزوراءفقد (فاض نهر دجلة والفرات وديالى لنزول الامطار بشدة وانكسر مقدار من سدة الراشدية فتوسع بشدة فجرى الماء الى الصحراء وقد عملواعلى تقوية السداد بالاخشاب والتراب ). ولم تذكر اي حوادث عن حصول اضرار من ذلك الفيضان.5. فيضان عام 1894 في عهد الوالي حسن باشا ازدادت المياه في نهرى دجلة والفرات فحصل كسر في السداد غربي منطقة الاعظمية فاحاط الماء جانب الرصافة كما حصل كسر في السداد الى الغرب في منطقة الكاظمية فاحاطتا لمياه بجانب الكرخ واصبحت بغداد محاطة بالمياه من جميع الجوانب واستمرهذا الفيضان في طغيانه لمدة 120 يوما وليكون اخطرفيضان في ذلك الحين تاركا دمارا يعجز عن وصفه اللسان. 6. فيضان عام 1895- 1896 في عهد الوالي حسن باشا ايضا: نتيجة للامطار الشديدة في اول موسم الفيضان ازداد نهر دجلة زيادة كبيرة وحاولت السلطة الحيلولة دون غرق مدينة بغداد وتخفيف الضغط على العاصمة فقامت بكسر سدة (ابو دالي) الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دجلة على بعد27 كم الى الشمال من بغداد فتجمعت المياه على الجهة الشرقية للمدينة كما كسرت السداد الواقعة على منطقة الايوازية- العلوازية حاليا وكسرت سداد الاورفلية في جنوب مدينة بغداد وكان في الجانب الغربي ان غرقت منطقة الكرخ لفيضان نهر المسعودي الذي هو فرع من نهر الخر حاليا فترك كل ذلك دمارا شمل الانسان، الحيوان، الزرع ويعتبر هذا من الفيضانات الخطرة جدا في ذلك الحين.7. فيضان عام 1907 في عهد الوالي (ابو بكر حازم): كان هذا الفيضان من الفيضانات الخطرة جدا والمدمرة وكانت بدايته هطول الامطار بشدة فقد ورد في جريدة الزوراء قولها: هطلت الامطار في الاسبوع الماضي بشدة وامتداد لم يسبق له مثيل فانهدمت بعض المساكن في ولاية بغداد ولكن الحمد لله تعالى لم يمت بهذا الانهدام سوى شخصين وعليه اخذت دوائر البلدية تهدم ما كان مائلا للانهدام. وجاء في العدد نفسه: (لاي
الفيضانات في العهد العثماني.. وكيف تدار أمور الري؟
نشر في: 14 مارس, 2010: 05:03 م