بغداد/ أفراح شوقيتمتاز منطقة السيدية ( غربي بغداد) بكثافة عدد ساكنيها وتنوع أطيافهم، وبرغم الاستتباب الأمني الذي ساد المنطقة بفضل انتشار القوات الأمنية وإحكام السيطرة على مداخلها ومخارجها ، لكن ساكنيها شكوا في الآونة الأخيرة من بعض حوادث الإرهاب والسطو وعمليات الخطف التي اعادت الى الأذهان حالات الخوف وعدم الاستقرار التي سادت المنطقة في عامي 2006-2007.
(المدى) استطلعت آراء عدد من المواطنين بشأن تلك الضغوطات والمشكلات التي يواجهونها، ومعرفة رأي القوات الأمنية المسؤولة عن امن المنطقة بشأنها، يقول أبو احمد (سائق تاكسي): في كل يوم تقريباً نواجه مشكلات من نوع جديد في المنطقة حيث يتم إغلاق الطرق الرئيسة والفرعية ومنعنا من التوقف في أي مكان، ما يعرقل عملنا ونحن نفتح بيوتنا على الوارد اليومي لعملنا، علماً اننا حصرنا عملنا في المنطقة ذاتها بسبب إجراءات الدخول والخروج التي تستنفد الوقت كله، زميله ابو نادر(صاحب أسواق تجارية) قال: المنطقة لا تزال تعاني ضعف الجانب الأمني فيها، ولا تزال هناك مخاطر من الممارسات الإرهابية التي صارت اليوم تتغطى برداء خطف الأطفال والسرقة والترهيب، ونحن نخشى ان يزداد الأمر سوءاً، ونعود الى السنوات الماضية التي أثقلت على الجميع كما تعلمون. اما أم تبارك التي صرحت بخوفها الكبير على أطفالها وهي تخشى ان يغادروا المنزل لأي سبب وقامت بإحكام غلق الأبواب خشية تعرضهم الى حالات الخطف التي حصلت مؤخراً، وأضافت: نسمع عن حصول عدد من حالات الخطف التي أربكتنا كثيرا وصارت تقض مضاجعنا ولا نعرف ماذا نعمل إزاءها سوى بذل المزيد من الحيطة وإيصال أولادنا الى المدارس وانتظارهم وقت العودة منها. وانتهزنا فرصة تجوال آمر فوج مغاوير السيدية المقدم احمد في المراكز الانتخابية في يوم الاقتراع العام بمعية أفراد من الفوج. وسألناه عن رأيه بالخروقات الأمنية التي شهدتها بعض المناطق القريبة من المراكز الانتخابية والآليات المتبعة للسيطرة على المنطقة، فقال: كنا حريصين على ان تجري الانتخابات بنسبة امان كبيرة والحمد لله تحقق ذلك ، حيث قمنا بحملات تمشيط لجميع الأحياء القريبة من المراكز الانتخابية لتأمينها، وكذلك حملات تفتيش دقيقة للدور السكنية القريبة واخذ تعهدات من العوائل بأهمية مراقبة ما حول دورهم لإحباط أي عملية قد تهدف الى تعكير مستوى الأمن الذي نرمي اليه في يوم الاقتراع، وقد تمكنا من إحباط عمليات كثيرة لاستهداف المدينين في هذا اليوم والأيام التي سبقتها بلغت في مجملها تفكيك ثماني شبكات إرهابية خلال الشهرين الماضيين ما يمكن تسميته بالخلايا النائمة التي طالما شكلت مصدر خوف وقلق لساكني المنطقة، ومازال القليل منهم ممن ننتظر صدور مذكرات قبض بحقهم من قبل القضاة لغرض إلقاء القبض عليهم، وما يجب ان يقال هنا هو مستوى التعاون الكبير الذي نلمسه من قبل المواطن الذي غالباً ما تقودنا معلوماته الى إلقاء القبض على المفسدين والإرهابيين، كذلك عثرنا على ثماني قاذفات وعتاد وأسلحة متنوعة مخبأة في هيكل إحدى الدور المتروكة ، وعن واقع الامان المتحقق في منطقة السيدية بعد الشائعات الكثيرة التي تتردد حولها بانتشار عصابات الخطف والقتل مؤخراً قال: ان الكثير من تلك الأقاويل مصدرها شائعات المغرضين ممن لا يروق لهم ان تنعم السيدية بأمان ولكننا نتصدى لهم. وان شاء الله نحن قادرون على التغلب عليهم بهمة الغيارى من القوات الأمنية وتعاون الأهالي الاصلاء معنا. وهناك الكثير من المحاولات التي أحبطت بفضل تعاون المواطنين معنا ولكننا نقولها بصدق ان عيوننا مفتوحة لأجل ان نصد أي مخطط إرهابي وما نحتاجه هو صبر العوائل معنا وهي تعبر الحواجز او تمشي قليلاُ لتخطي شارع مقطوع مادام الهدف يقضي إلى تقويض العناصر الإرهابية.
السيدية.. بين مخاوف المواطنين وتطمينات المسؤولين
نشر في: 14 مارس, 2010: 05:08 م