يوسف فعلألقى المشهد السياسي الذي تشهده البلاد بعد الانتخابات البرلمانية بظلاله على الواقع الرياضي واثر بشكل كبيرعلى تغيير بوصلة قرار تجميد اتحاد الكرة بعد أن كانت اللجنة الاولمبية الوطنية تتباهى بأنها أصدرت القرار لمصلحة اللعبة ومستقبلها عادت الى المربع الأول وألغت قرارها السابق للسبب ذاته المتعلق بتصحيح انحراف عمل اتحاد الكرة عن مساره الصحيح فضلا عن الخوف على مصير اللعبة من المجهول ورافقت اصدار القرارين المتناقضين مواقف مختلفة من الوسط الكروي.
 ووسط تلك التجاذبات عاشت الأندية فوق أمواج الاشادة والمباركة للقرارين في صورة تدعو للأسف والإزدراء من غياب المنهجية والموقف الشجاع والرأي السديد من أهل الكرة حيث كانت المصالح الشخصية تحرك هذا الطرف او ذاك.وقد استغلت اللجنة الاولمبية انشغال الجميع في المعركة الانتخابية وأصدرت قرارها في الوقت الذي رأته مناسباً لتمريره من دون منغصات وحسب قراءتها للمشهد الرياضي المقبل ، وهذا يعطينا بصورة لا تقبل الشك ان الاولمبية بحاجة الى الكثير من  العمل الجاد والتجارب للخروج من صيرورة التعلم كي تقف على قدميها بثقة لاجتياز الضعف الاداري وتسيير مركب الاولمبية  بمهارة وسط بحر متلاطم الامواج لاسيما ان اعضاء اتحاد الكرة اعلنوا اكثر من مرة ان الاولمبية لا تستطيع التقرّب منهم او إزاحتهم من مناصبهم  وقرار التجميد مصيره الفشل لعدم إلمام من اصدره بمثياق وقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أعطى للاتحادات الوطنية قوة معنوية هائلة ومنحها الاموال المادية اللازمة لتمشية امورها سيما تلك التي تربطها معه العلاقات الوثيقة في السراء والعلن .وما حصل درس بليغ لجميع العاملين في اللجنة الاولمبية للافادة منه في قوادم الأيام لاجل التمحيص والتدقيق واخذ الدروس والعبر قبل التفكير في اصدار أي قرار مهم ودراسته من جميع جوانبه وتأثيره على الشارع الرياضي وذلك من خلال تشكيل لجنة من اصحاب الاختصاص والخبرة في العمل الاداري ترتبط بالمكتب التنفيذي واجبها اعداد القرارات المهمة وصيغتها من النواحي الادارية والقانونية والتشريعية ثم رفعها الى المكتب التنفيذي لإقراره ، لاجل ان تحترم القرارات التي تصدر من الاولمبية وتبعدها عن الارتجالية وكي تقف رياضتنا على ارض صلبة راسخة وليست هشة  تتلاعب بها الأقدار والأمزجة الشخصية التي اضرت برياضتنا في السنوات السابقة وحولتها الى بقرة حلوب ، وما انعدام البنى التحتية للملاعب والقاعات والازمات المادية الخانقة التي تعيشها الاندية إلا دليل على ضعف الاهتمام بالجوانب الفنية والتدريبية والتنظيمية من المؤسسات الرياضية.ليس عيباً ان نتراجع عن قرارات اتخذت سابقا ولكن من المعيب ان نستمر في ارتكاب الاخطاء من دون محاسبة الضمير على اقل تقدير سيما ان اتحاد الكرة بلغت اخطاؤه حداً لا يمكن السكوت عليها وابرزها التأخير في اعلان موعد الانتخابات وتبقى الجماهير الكروية ترنو بابصارها الى المستقبل بعين متفائلة بانتظار ما تسفر عنه الأيام المقبلة من مفاجآت بشأن الانتخابات الموعودة التي اصبحت مثل وعد عرقوب!yosffial@yahoo.com