اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > هل تسقط الولايات المتحدة الأميركية بعد صعودها قوة عظمى؟

هل تسقط الولايات المتحدة الأميركية بعد صعودها قوة عظمى؟

نشر في: 14 مارس, 2010: 06:57 م

ترجمة / المدىيتذمر نائب الرئيس جو بايدن من انه يكاد لأن الكثير من الناس يراهنون على انتهاء اميريكا. والتقارير عن ذلك الموضوع لا تبالغ فقط بل إنها تثير الضحك. وهو مثل الرئيس اوباما، لن يتقبل» مركزاً ثانياً للولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من الميزانية المشلولة العاجزة وثقل الديون، فهو ينفي ان البلاد قد تقرر لها مسبقاً لتحقيق « نبوءة تقول:
أننا سنكون اكبر دولة فشلت لأننا فقدنا السيطرة على اقتصادنا وتوسعنا بشكل مبالغ فيه.» وكان جو بايدن يشير بشكل خاص الى الكتاب المهم ، « صعود وسقوط القوى الكبرى» تأليف بول كينيدي ، وهو مؤرخ بريطاني وأستاذ في جامعة ييل ، طبع عام 1988 . ويناقش الكتاب صعود الدول والإمبراطوريات  ويعزوها الى تضاعف مصادر الثروة لديها. وان تلك الثروة التي تستند السيادة اليها تتآكل بفعل نفقات الجيش الضخم الذي لابد منه للمحافظة على القوة الوطنية الامبريالية، مؤدية بالتالي الى التدهور والسقوط . وهذا البحث يبدو مخططاً بسيطاً ، ولكن البروفسور كيندي يجعله منطقياً بحجج مدهشة. وفي أي مناقشة حول تطور الولايات المتحدة ، يبدو المرء ميالاً الى الوقوف مع آراء المؤرخ لا الى ما تطرحه الأحزاب السياسية. ولأسباب عدة تنبأ المؤرخ البريطاني ، ا. ج. تيلر، من ان الحرب العالمية الثانية ستصل ذروتها في الميناء الاسباني فيكو. وكان فرانسيس فوكوياما بدوره قد توصل الى ان الحرب الباردة هي نهاية التطور الأيدولوجي ، أو بمعنى آخر» نهاية التاريخ». ومع ذلك فان الانغماس في تنبؤات بول كيندي، قد برهنت ايضاً تعرضها للخطأ. ففي كتابه، قال ان اليابان لن تركد وان روسيا بالتزامها المنهج الشيوعي ، لن تزدهر اقتصادياً مع حلول الأعوام الأولى من القرن الحادي والعشرين . وبطبيعة الحال فان كيندي لم يعتمد في أبحاثه أو تنبؤاته على حركة النجوم، بل وازن مابين الادلة والاستقراءات أو التطورات المحتملة الوقوع. الماضي يخطط للمستقبل وعبر التجربة الإنسانية متوقفاً عند الحاضر، ولكنه لا يقدم احساساً واضحاً للاتجاهات. ان التاريخ لا يعيد نفسه، ولا مثلما قال آرنولد تويونسبي يتقدم بدورات متناغمة . فالاحداث تقاوم الاتجاهات.ومع ذلك فان التاريخ هو مرشدنا الوحيد. ومن الطبيعي استيحاء الدروس منه عن مسار القوى العظيمة السابقة، وخاصة عندما يبدأ الاقتصاد الامريكي يترنح وقد التجأ السياسي البريطاني جوزيف شامبرين الى هذه الخطة في عام 1902 . وكانت بلاده قد تلقت ضربة موجعة إثر حربها في جنوب أفريقيا وبفعل توسعها العالمي، وأصبحت مهددة من قبل منافسين أقوياء في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، ومع ذلك فان الإمبراطورية البريطانية كانت آنذاك في أوجها.ومن التناقضات ان الدول الكبرى كلما نمت قوة، تزايد قلقها حول إمكانية سقوطها. وقد كتب روليارد كيبلنغ (شاعر البلاط) ، في احتفال بريطانيا باليوبيل الماسي للملكة فكتوريا ، عام 1897 ، قصيدة تتحدث عن اندحار السفن وزوال مظاهر الغطرسة التي كانت، كما حدث سابقاً لنينوى قديماً . وقد حكمت الظروف استعادة أبيات الشعر تلك بعد قرن، عندما اضطرت بريطانيا الى التخلي عن مستعمرتها، هونك كونك، وكتبت الصحف آنذاك : ان الولايات المتحدة قد اصبحت وريثة روما. أما اليوم فان تجار النهايات يستحضرون التناظرات الرومانية والبريطانية من اجل تتبع انهيار السيطرة الأمريكية. وبعملهم هذا يتجاهلون ما حذر منه غيبون من خطورة المقارنة مابين دورات زمنية متباعدة عن بعضها البعض. ومن الواضح في هذا الشأن احتمال الحصول على بعض الظواهر المتشابهة مابين مأزق روما وواشنطن ( لأن المدينتين ارادتا ان تكونا عاصمة العالم) . إن الاتساع المبالغ فيه عامل مشترك بينهما، وعلى سيبل المثال : ان روما صانت حدودها على نهر دجلة ، الدانوب والراين. أما الإمبراطورية الامريكية( غير الرسمية) فقد سيطرت دبلوماسياً وتجارياَ وعسكرياً في العالم. ومع ذلك فات الاختلافات واضحة. إن الاقتصاد الروماني اعتمد على الزراعة ، في حين نجد في أميركيا قاعدة صناعية متينة، تنتج تقريباً ربع بضائع العالم، وتسيطر ايضاً على الاكتشافات الجديدة لخدمة الاقتصاد . وكانت روما معرضة لنزاعات مهلكة، في حين ان أميركا مستقرة دستورياً . وكانت روما تستحق من قبل البرابرة ، بينما القوات الأمريكية المسلحة قوية جداً ، ولها السيطرة التامة، في جعل أحلام الآخرين تتهاوى. وحتى اليوم في مرحلة الإرهاب والقوة النووية، يبدو صعباً لقوة ما بالهجوم عليها. وبشكل مشابه، كانت الإمبراطورية البريطانية ضعيفة. وقد حكمت الهند، وتوسعت في افريقيا، وكل ذلك بعدد محدود من القوات العسكرية و أعلى رتبة فيها كان، بدرجة زعيم ( كولونيل). وهكذا يندحر الخط الأبيض النحيل تحت القوة الضاغطة.وقد خسرت بريطانيا جيلاً كاملاً من بناة الإمبراطورية في خلال الحرب العالمية الاولى ، وقد افلست عمليا في الحرب الثانية. وقد دعمتها الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة  وحافظت على بقاء الإمبراطورية البريطانية – من اجل ان تكون قوات إضافية لها . ولكن هذه الحالة تغيرت في عام 1956 ، عندما لوح الرئيس ايزنهاور بسوطه وأوقف الغزو الانكلو – فرنسي على مصر ، في خلال ازمة السويس. وتهاوت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram