TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (حمامة لو غراب)

هواء فـي شبك: (حمامة لو غراب)

نشر في: 14 مارس, 2010: 08:37 م

عبدالله السكوتي يحكى في قصة الطوفان ان سفينة نوح عندما رست على جبل الجودي ، ارسل نوح الغراب ليأتيه بخبر الماء، فوجد الغراب في طريقه جثة فسقط عليها وأخذ يأكل وترك ما ارسل اليه ولذا صار مقترنا بالكسل والتشاؤم، ومن ثم ارسل نوح في اثره الحمامة فعادت وهي تمسك غصن شجرة بطين احمر، فدعا نوح للحمامة بالبركة وبطوق يتوارثه عنها بنوها، فطوقت منذ ذلك الحين، اما الغراب فلعنه وقال له قولا شديدا.
على هذا كنوا عن النجاح بـ (الحمامة)، وعن  الفشل بـ (غراب)، فان ارسل شخص في مهمة وعاد، قالوا له هذا القول: (حمامة لوغراب) فان قال (حمامة) فمعنى ذلك، نجاحه في مهمته، وان قال غراب فمعنى ذلك الفشل.ونحن نتأمل ان تأتينا اخبار المفوضية بغصن الزيتون وطوق الحمامة، وتخلصنا من حالة الترقب هذه، التي طال امدها وهي تفرز اصواتها بكسل كبير، فصار الفائز خاسراً والخاسر فائزاً ولا ندري متى تحسم المفوضية الامر وتقول  قولها الفصل؟ كي لا تستمر بعض الكتل بالتشكيك منذ الان بنتائج هذه الانتخابات.الكثيرون ممن يحيط بالعراق اشخاص ودول يحاولون جاهدين ان يتعقبوا الانتخابات للتفتيش عن هنات فتكبر وان كانت صغيرة، وذلك للنيل من هذه التجربة، وتربص المتربصون وبدأ وا يؤثرون بشكل سلبي على الناس، ولذا بدأ الحديث في الشارع عن تزوير في الانتخابات بعد ان كانت ومنذ البداية من انزه الانتخابات، لكننا اعطينا للمتصيدين فرصة واسعة للتشكيك، اما السياسيون فهؤلاء مشكلة كبيرة للعراق، لا يهمهم الصوت الذي ضحى في سبيل انجاح هذه الانتخابات، ولذا نرى بعضهم ينسف هذه التجربة بقول بسيط ، ولا ادري في غياب القوات الاميركية هل سيبقى الاعتراض سلميا، ام  تكون الساحة مفتوحة لتبدأ البندقية بالظهور على وجه اللوحة.على هذا الاساس، على المفوضية ان تضاعف جهودها للانتهاء من فرز وعد الاصوات وتتراجع عن اعلان نسب القوائم الجزئية، فهذه اولى في النجف وتلك ثانية في ذي قار، وتبدأ المشاحنات ومعها يبدأ التشكيك بهذه النسب المعلنة، كثير من الكتل قالت ان الانتخابات مزورة، والمفروض ان هذه الكتل تبقى على ايمانها هذا، حتى عندما تفوز فانها تكون قد فازت بذات الاسلوب وهو التزوير، لكن الخاسرين هم من راهن على مسألة التزوير واخذوا يزمرون لها ، اما التصريحات الاخرى فمثل ما قلنا، هي لجس نبض الشارع ومن ثم نرى من اطلق هذه التصريحات التي تصب في خانة التفرقة والاحتراب قد تراجع عنها بعد ان رأى رأي الشارع فيها.وتبقى الديمقراطية في العراق ناقصة ، فهي خاضعة للائتلافات والتنازلات من قبل هذا الطرف وذاك ، وبالتالي من راهن على حكومة معينة واعطى صوته سيفاجأ ان حكومته هذه معرضة للانهيار على اساس عقد الصفقات واعطاء التنازلات؛ ومع هذا فان الحق المشروع لاية كتلة ان تختار شركاءها بنزاهة ودون مساس بمصالح الوطن، والا قطعا ستصبح هذه الديمقراطية حجر عثرة في تقدم الوطن وصيانة اراضيه.مع اختلاف الايديولوجيات، ومع ما يحمل البعض من ادران الماضي وانحطاطه، من الممكن ان تأتلف الايديولوجيات المختلفة امام فرصة الفوز بتشكيل الحكومة الجديدة ، وهذا ما يميز الديمقراطية العراقية، لانها ليست ديمقراطية اغلبية سياسية فائزة، وانما تجري مجرى كتل متحالفة، تبحث عن مصالحها وتحالفاتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram