اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > انتاج منخفض، أشجار مثمرة تهلك وأخرى تستغيث

انتاج منخفض، أشجار مثمرة تهلك وأخرى تستغيث

نشر في: 15 مارس, 2010: 04:50 م

رصدها/ حسين الهاشم أكد أصحاب البساتين في ضواحي مدينة بغداد وجود جملة مشاكل تؤثر سلبا على انتاج هذه البساتين التي تمثل المصدر المالي الوحيد لعدد كبير من العوائل الريفية ، فضلاً عن انها ترفد الاسواق المحلية بكميات كبيرة وانواع مختلفة من محاصيل الفاكهه . فاصحاب البساتين مازالو يتخذون موقف المتفرج تجاه بساتينهم التي بحاجه الى اعمال كثيرة ومتواصلة لفترة تتجاوز الشهرين للقيام بالأعمال الضرورية .
حسين محمد صاحب بستان قال: منذ فترة طويلة اعمل في هذا البستان الذي لم يبق منه إلا عدد محدود من الاشجار المهملة والمهجورة بعد ان كان عامرا باشجاره المنظمة والتي تنتج افضل انواع المشمش والرمان، ولكن بعد عام 2003 بدأت مشاكلنا واول ما تعرضنا له تقليل حصصنا المائية التي تصل البساتين  لكثرة التجاوزات وعدم وجود رقيب على من يخالف نظام المراشنة الذي كان معمولا به قبل العام المذكور، الأمر الذي جعل هذه البساتين تتعرض الى العطش والتيبس ثم هلاك كثير منها كون البساتين بحاجة الى الماء بشكل دوري بحيث لا تتجاوز فترة اسبوع من الزمن بين عملية ري واخرى ولكن بعد عام 2003 طالت الفترات الى اكثر من ستة اسابيع خلال ايام الصيف وهذا ما قاد الى إصابة اشجار المشمش بمرض التصمغ الذي يصيب هذا النوع من الاشجار ويؤدي الى موتها اذ لم يعالج بالمبيدات والادوية الخاصة وهكذا فقدت اكثر من 65% من اشجار البستان الذي املكه والى اليوم نحن نعاني من شحة في مياه ري البساتين وما تبقى من الأشجار في البستان هو مهمل ولا يحصل على الماء بشكل منتظم وتجد اشجارا نصفها متيبس والنصف الاخر اخضر ! اما سلمان غازي صاحب بستان قال: اننا في حيرة من امرنا فبعد ان زرعنا هذه البساتين منذ سنوات عديدة وبذلنا جهوداً كبيرة وانفقنا مبالغ مالية طائلة خصوصا على بساتين العنب التي تحتاج الى رعاية خاصة وذلك برفع اغصان العنب عن مستوى الارض لمسافة متر ونصف المتر كون هذا الامر يساعد على عدم ملامسة محاصيل العنب الارض لان ذلك يؤدي الى تلف ثمار الاعناب . مبينا ان هذه العملية تكلف اصحاب البساتين مبالغ مالية طائلة لشراء اعمدة حديدية وتقطيعها الى مستوى معين بقياس واحد وهذا يتطلب توفير أيدٍ عاملة تقوم بتنصيب هذه الركائز وربطها باسلاك خاصة على شكل شبكة ثم توضع فوقها اغصان العنب وتترك ممرات لتنقل العاملين داخل البستان للقيام بالعمليات المختلفة على مدار السنة . وفي هذا الوقت من كل موسم نقوم بقطع الاجزاء المتيبسة من كل شجرة عنب وفق قياسات علمية بارشادات من قبل مهندسين زراعيين يقدمون لنا التعليمات،  وكذلك نشرع الى تنظيف انهر البساتين التي يملؤها الطمأ ومخلفات الاشجار  كالاوراق المتكسرة من موسم ماضٍ ، لافتا الى ان بساتين الرمان التي عادةً تكون في اغلب مناطق بغداد مشتركة مع بساتين العنب، رعايتها لا تتطلب جهوداً مشابهة لما تتطلبه اشجار الاعناب وإنما يقتصر على تنظيف انهر هذه البساتين مع قطع الاجزاء المتيبسة وتكون قليلة في هذه الاشجار ولكن تتطلب ايدي عاملة اجرها كبير حيث يصل اجر العامل الواحد يوميا إلى 20 الف دينار ونحن بحاجة الى 15 عاملا يوميا على اقل تقدير لفترة تزيد على الشهر، وخلال العام الماضي تكبدنا خسائر مادية لم نكن نتوقعها كون اسعار السوق لم تخدم اصحاب البساتين ..وتابع الحديث قاسم سلطان محمد صاحب بستان في منطقة التاجي بضواحي مدينة بغداد : خلال هذه الفترة تحتاج جميع البساتين الى عمليات تنظيف انهر السقي التي تمرر الماء الى الاشجار وقطع الاجزاء التالفة من الاشجار حسب انواعها  اضافة الى ذلك تسميد اشجار البساتين بالسماد الحيواني وهذا الامر يتكرر كل موسم حيث توضع الاسمدة الحيوانية قرب جذور الاشجار . لان ذلك يساعد على مضاعفة الانتاج ونمو سريع للاغصان ، كما ان هذه الاستعدادات للموسم الجديد تحتاج الى تكاليف مالية كبيرة في وقت لا يوجد اي دعم لاصحاب البساتين من قبل وزارة الزراعة او الدوائر المختصة بالبستنة التابعة لها . والايدي العاملة التي يجب ان نوفرها للقيلم بالعمليات المختلفة داخل البساتين ارتفع اجرها الى مستويات عالية وكذلك الاسمدة الحيوانية هي الاخرى ارتفعت اسعارها خصوصا بعد رفع اسعار  الوقود كون اغلب هذه الاسمدة يتم نقلها من المحافظات وتعتبر امرا ضروريا يجب ان يتوفر للاشجار، ويبقى صاحب البستان لا يستطيع وضع حسابات دقيقة يستطيع من خلالها معرفة نسبة الايرادات التي يمكن ان يحصل عليها في نهاية الموسم عند جني ثمار الاشجار لان السوق المحلية تعرض مختلف انواع الفاكهه وهذه الالية لا تناسب المزارع العراقي لانها تكبده خسائر كبيرة في ضوء ما انفقه من مبالغ مادية على عمليات التحضير وصولا الى جني الثمار . وفي هذه الحالة يكون الانتاج لا يغطي ما انفق على عمليات الاستعداد المختلفة وهذا الحال حدث العام الماضي وكانت الاسعار تتراوح ما بين 500ـ700  دينار للكيلو غرام الواحد لمحصول العنب  في مراكز البيع بالجملة . اما المشاكل الاخرى التي تواجه اصحاب البساتين تتمثل بصعوبة عمليات نقل المحصول . فبعد ان يتم قطف الثمار وتحضر للتسوق نفاجأ بقطع الطريق او خطر للتجوال، الامر الذي يعرض المحصول الى التلف . وحقيقة هناك صعوبات كثيرة تجعلنا لانعرف ماذا نعمل ونحن في حيرة من امرنا فلا نستطيع ترك ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram