اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > الحملة قدرت بأكثر من 300 مليون دولار بواقع 9 آلاف لكل مواطن

الحملة قدرت بأكثر من 300 مليون دولار بواقع 9 آلاف لكل مواطن

نشر في: 15 مارس, 2010: 05:04 م

تحقيق/ ليث محمد رضاحملت الدعاية الانتخابية المنتهية لمرشحي مجلس النواب القادم بعداً اقتصادياً واضحاً فيما شرعت الشركات الاعلانية بعمل الملصقات والدعايات بشكل متباين بين مرشح وآخر وبين قائمة وأخرى في مشهد غير واضح المعالم . رؤوس الأموال وبقية عوامل إنتاج  تلك الحملة تفاوتت بين المرشحين  الذين استخدموا شتى الطرق لتقديم انفسهم للناخبين  وباكثر من طريقة فمن الزيارات التفقدية!
و اللقاء المباشر بالمواطنين الى (البوسترات) بمختلف تصاميمها و حجومها و اشكالها و انواعها  التي ملأت شوارع الطريق و اسطح المنازل  و العمارات الشاهقة و السيارات و ملابس المواطنين وكتبهم   ناهيك عن الحملات الاعلامية للمرشحين في مختلف وسائل الاعلام من صحف وقنوات فضائية و أذاعات و وكالات الانباء بالاضافة الى مواقع الانترنت ، ناهيك عن الاموال و السلع التي قدمت للفقراء في السر و العلن كصدقة في سبيل صوت الناخب و قرباناً للكرسي العجيب!ولعل المشهد الابرز هو مامثلته الملصقات والبوسترات  التي ولدت حراكاً اقتصادياً انعش مهناً عدة و فتح معامل مغلقة وتشغيل عاطلين عن العمل و لكن الى جانب ماسجل من حراك اقتصادي يسجل سؤال مفاده ما الجدوى الاقتصادية على المستوى الشامل للاقتصاد الوطني لكل تلك الاموال الطائلة؟ وهل كان صرف تلك الاموال ضروري لتعزيز تلك الممارسة  الديمقراطية؟  لقد شكلت الحملة الدعائية لانتخابات مجلس النواب ظاهرة اجتماعية سياسية ذات بعد اقتصادي مهم جداً .rnتكاليف الصور الدعائية:كان من ابرز معالم الدعايات الانتخابية (الفلكسات) و هي كناية على لوحات جلدية طبعت عليها صور دعائية للمرشحين  ملئت الشوارع و درجت موضة استخدام الفلكس المؤطر بالحديد... (المدى الاقتصادي) تجولت و تابعت تكاليف الدعاية الانتخابية و اسعار اللوحات والدعايات حيث ان سعر الفلكس المؤطر بالحديد هو ستة دولارات للمتر المربع الواحد و ان المرشحين قد تباينوا  خلال حملاتهم الدعائية و استعملوا أشكالاً متعددة من الفلكس فمن الجداريات الضخمة حجم 6م في 3م او اكثر او اقل التي مثلت استثاء للقاعدة الغالبة و هي ان اغلب المرشحين استخدموا فلكس مؤطر بالحديد من حجم متر في متر ونصف والذي يبلغ سعره 9 دولارات و قد تباينت الحملات الدعائية بين المرشحين فمن حيث السقف الاعلى تجاوزت صرفيات بعض المرشحين المليون دولار بينما كان السقف الادنى لبعض المرشحين الذين لم يصرفوا شيئاً على حملتهم الدعائية غير مبلغ  زهيد لطبع عدد محدود من بطاقات التعريف زهيدة الثمن و بين الحد الاعلى و الادنى تراوحت حملات المرشحين الآخرين،وعلى هذا الأساس اعتبرنا معدل صرفيات المرشح الواحد خمسين الف دولار و لو ضربنا هذا المبلغ بعدد المرشحين البالغ 6100 مرشح تكون لنا مجمل تكاليف الدعاية الانتخابية قرابة 300 مليون دولار  والتي لو قسمناها على عدد المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب فقط و البالغ عددهم زهاء تسعة عشر مليون نسمة سيكون لكل ناخب نحو 16 ألف دولار و لو قسمنا مبلغ الدعاية على نفوس الشعب العراقي البالغ تعداده حوالي اثنين و ثلاثين مليون نسمة  ستكون حصة كل مواطن عراقي زهاء تسعة الاف دولار و بهذا يكون معدل تكلفة الناخب  الواحد للمرشح الواحد ثلاثة دولارات و يكون معدل تكلفة المرشح دولار  لكل مواطن .rnحركة سوق فاعلة:تعددت أساليب الحملة الدعائية و تعددت بذلك المهن التي دخلت في صناعة تلك الحملات حيث لم يكن الفلكس المؤطر بالحديد الشكل الوحيد للصور العدائية، بل هناك مرشحين  استخدموا الفلكس بالاطر الخشبية او  ربط الفلكس بحبال من دون اي اطار بالاضافة الى بعض المرشحون الذين استخدموا البوسترات الورقية اللاسقة بحلتها القديمة و لكن بلسقها على قطع قماش بعد  قرار منع وضع الملصقات على الجدران بالاضافة الى القطع القماشية التي خط عليها باليد ناهيك عن بطاقات التعريف زهيدة الثمن ، كثيرة هي المهن التي دخلت في الدعاية الانتخابية و التي شهدت تحسناً و نشاطاً كبيراً فحركة المطابع كانت كبيرة فحتى ان بعض المطابع اوقفت عملها و توجهت بكامل جهدها للحملة الدعائية حيث تقوم المطابع بطباعة البوسترات ذات  الورق اللماع و الذي بلغ سعره 100 دولار للبند الواحد بحسب عبد العباس موسى صاحب مطبعة الناجي بالاضافة الى طباعة الفلكس و البطاقات التعريفية كما ان الخطاطين ازداد الطلب عليهم حيث قال الخطاط ابو حسام الذي يقوم بالعمل في حديقة المنزل حيث يقوم بخط مخطوطات عدة في آن واحد و يستمر بالعمل الى ساعة متأخرة من الليل معللاً عمله في المنزل الى ان دكانه لم يكف للعمل و قال انه جعل الدكان لاستلام و تسليم طلبات الزبائن فقط و اضاف ان عمله في السابق كان سيئاً جداً حيث كان يقتصر على قطع واجهات المحال التي لم تكن مربحة كثيراً و قال انه و منذ تحسن الوضع الامني تراجع عمل قطع الوفيات التي كانت عمله الاساس ايام الانفلات الامني الا ان الفترة التي تلت تحسن الوضع الامني شهدت فتوراً في عمل الخطاطين حتى جاءت الانتخابات التي مثلت قارب النجاة لتلك المهنة على حد قوله . سوق الاقمشة هو الاخر لاقى رواجاً بفضل الحملات الدعائية حيث قال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram