بغداد/ احمد نوفل منطقة الباب الشرقي يمكن عدها القلب النابض للعاصمة بغداد ..جناحاها شارعا السعدون من الجنوب والرشيد من الشمال فيها العديد من مباني الوزارات الحكومية وفيها المحال التجارية التي لا تضاهيها متاجر أخرى ،تعج بالباعة والمتسوقين وطلاب تمضية الأوقات في مقاهيها التي لم تتعافى بعد..
اسواق مميزة بوفرة بضاعتها فنادق ودور سينما ومتنزهات شارع ابي نؤاس الشهير وحديقة الامة التي هي في سبيل استعادة ماضيها التليد بعد ان بذلت أمانة بغداد جهودا كبيرة في سبيل الباسها ثوب السندس الاخضر الذي ابلته صروف الزمان . كل ذلك يجعل من ساحة الطيران منطلق لشبكة نقل عنكبوتية تلعب سيارة الكيا وسيارة الاجرة الصغيرة دورا هاما وحيويا في توفير خدمة نقل للمواطنين تمتد طوال ساعات النهار .من ساحة الطيران هذه يمكنك التوجه إلى أي مكان تشاء بما فيها الامكنة التي خارج حدودها. المواطن هاشم سدخان(62)سنة ويعمل بائع مواد إنشائية عن هذه الساحة يقول: اعتبرها المكان الذي انتمي اليه بقدر ما انتمي للمنزل الذي اعيش فيه ،المحل الذي اتواجد فيه، كنت صغيرا واعمل فيه مع ابي نبيع (الباجة) إلى ساعات متأخرة من الليل . حينها كان الرزق وفيرا ،ولكن بعد الحرب تحولت الامور التحول الذي لم نكن نبغيه. ما اطالب به هو ان تلقى من الاهتمام بما يوازي شهرتها وعراقتها وتاريخها .فيما يذهب المواطن صالح محمد دهش 32 سنة ينحدر من مدينة الكوت ويمارس بيع الشاي على الرصيف قبالة محلات بيع المواد الانشائية المطلة على الساحة:ليس هناك ما يميزها عن بقية الساحات ان لم تكن بحالة أسوأ فخرائب الأبنية تثير الفزع خاصة عند غروب الشمس.جاءت فترة من الفترات تحولت فيه إلى ساحة لممارسة أعمال العنف التي أودت بالعديد من الذين نعرفهم خاصة من عمال البناء الذين هم من زبائني ،قبل مجيئي الى بغداد كنت احمل تصورا غير التصور الآخر عنها اعتقدت بأنها تحفل بدور السينما والملاهي والمحلات التجارية البراقة ولكن ظهر لي العكس.احمد الشمري(54)سنة يشغل محلا لتعاطي تاجير (الاسكلات)وتعني السلالم وقضبان الحديد التي تستخدم قاعدة للبنائين العاملين في بناء العمارات المكونة من عدة طوابق يقول لنا :ميزة واحدة لم تفقدها هذه الساحة الشهيرة التي تغيرت كثيرا عما كانت عليه وهي بانها ما زالت تقود كل منا الى عتبة دارة.وعندما سالناه عما يعنيه اجاب :محلي الان يقع امام موقف سيارات نقل يستطيع ان يذهب بك الى محافظة ديالى واخر الى بغداد الجديدة ومنطقة الصناعة بينما عبر الشارع يقع (كراج) تنطلق منه خطوط باتجاه الشمال والشرق نحومدينة الصدر وحي اور والحسينية والطالبية والعبيدي وليس يعيدا عنه توجد سيارات نقل نوع (كوستر) تنقلك باتجاه الكرخ الى مناطق العلاوي والبياع والكاظمية والشعلة والكرادة ،ما من منطقة اوضاحية في بغداد لا تجد من ينادي بنقلك اليها ختى يصلك عتبة باب الدار.احد المواطنين اعترضنا سبيله وهويهم بدخول احد محال مختبرات التصوير لنسأله عما تعني له ساحة الطيران قال لنا :كنت صغيرا واذكر ان البناية التي تقع مقابل الكراج الشرقي كانت دار سينما صيفية وكان هناك أيضاً نادي اعتقد بانه يعود لوزارة الداخلية مخصص لمفوضي الشرطة وكان مميزا وقتها فيه دار سينما وحديقة للاعضاء اما الان فغدا اطلالا .ما يحزنني الان هو حجب بناية كنيسة الارمن الارثوذكس بأبنية مشهورة في حين كانت الكنيسة بطرازها المعماري المميز اهم معلم من معالم ساحة الطيران ولكن ما يؤسف له ان الجهات المعنية لم تاخذ ذلك بعين الاعتبار واجازت للاخرين بالبناء العشوائي الذي افقد الساحة جماليتها. ما الذي تقترحه لتطوير الساحة سألنا المواطن ابوعمار،يمتهن بيع معدات اجهزة المساحة فقال:ما اقترحه هو توحيد كراجات النقل بكراج موحد هذا اولا اما الشيء الاخر فهو الزام اصحاب الابنية المطلة على الساحة بصيانتها باسرع وقت ممكن فهي قديمة ولم تعد ملائمة، وان تعذر عليهم ذلك فبامكان الدولة تاجيرها  ومن ثم العمل على تجديدها واستثمارها .كذلك العمل على تنظيم الاسواق التي تنتشر بلا نظام على حساب الارصفة والشوارع.