بغداد/ نورا خالد تصوير/سعدالله الخالدي اربعون صورة جسدت الآثار والدمار الذي خلفه قصف مدينة حلبجة في 16 /3 / 1988 من قبل المجرم علي الكيمياوي، وبينت الصور ما حل بالمدينة من خراب، امتزجت جثث الاطفال والنساء والشيوخ مع بقايا بيوت كانوا يسكنوها، "في المدينة التي ولدت وترعرعت فيها "، هكذا بدأ المصور الفوتوغرافي محمد عزيز الجاف كلامه عن معرضه الشخصي الثاني عشر والذي اقامته دار الثقافة والنشر الكردية بمناسبة مرور اثنين وعشرين عاماً على قصف مدينة حلبجة بالمواد الكيمياوية،
واضاف الجاف: أعد هذا المعرض رسالة الى كل العالم والمنظمات الانسانية ليروا ما جرى بحلبجة الشهيدة، ولكون حلبجة مدينتي التي ولدت فيها فاستطعت ان اوصل من خلال الصورة مأساة شعبها، فأنا أول مصور عراقي يدخل المدينة بعد ان اخفيت كاميرتي لأوثق تلك المجزرة التي قام بها النظام السابق بحق الشعب الكردي. وأشار الى ان: صوري هذه لها صدى في أي مكان أعرضها، وتجسد بحق تلك المأساة الأليمة التي أبكت البشرية جمعاء. وفي حديث خص به المدى قال مدير عام دائرة الثقافة والنشر الكردية د/ جمال العتابي عن المناسبة: لا يمحى هذا اليوم من ذاكرة العراقيين جميعا،وما زالت الافلام واللوحات معبرة وبلا زيف عن الذي حدث ولم يزل الدم حاراً يحكي مأساة شعب بأكمله ليس للاكراد فقط وانما لاطياف الشعب العراقي كلها، هذه الذكرى برغم قسوتها الا انها تبقى دافعاً مهما لدراسة الواقع الجديد وما هذا المعرض الا صورة ناطقة تتحدث بلغة واضحة يعجزامامها الكلام فهو يجمع بين الخراب والماساة التي حدثت في تلك الفترة وبين الحياة الجديدة والمتطورة التي تعيشها المنطقة.وكيل وزير الثقافة فوزي الاتروشي تحدث الى المدى قائلاً: الاستحضار اليوم هو كي تبقى هذه الجريمة عالقة في ضمير العالم وشاهدة على حقد النظام السابق وتجديداً للدعوى حتى يكون هذا اليوم يوما عالميا للسلام، ولكي نقول للعالم انها جريمة غير مسبوقة في التاريخ وهي اول مرة يقدم فيها نظام على قصف مواطنيه بهذه الوحشية، وبهذه المناسبة اجدد استنكاري للصمت العربي الذي رافق المجزرة، ولولا الفيلم التسجيلي لاصبحت هذه الفاجعة منسية كغيرها من الفواجع التي قام بها النظام السابق. اما الشاب سامان محمد والذي كان طفلاً وقت الجريمة فقد شاهد ما حل بقريته وبأقربائه عندما ذهب مع والده الى حلبجة فقال: بعد حادثة حلبجة ذهبت مع والدي لنتفقد الاهل والاقرباء وليصور والدي ما جرى بمدينته ورأيت صور الدمار وجثث الاطفال والنساء وعلى الرغم من انني كنت صغيراً وقتها الا انني ما زلت اتذكر تلك الصور فهي باقية في ذهني.
في معرض محمد الجاف ..أربعون صورة توثق مأساة حلبجة الشهيدة
نشر في: 16 مارس, 2010: 06:33 م