واشنطن/ الوكالاتاعلن مسؤولون اميركيون ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ستتصل قريبا برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في محاولة لتخفيف التوتر الدبلوماسي بين البلدين الحليفين. وقال المسؤولون ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تنتظر رد نتانياهو على اعتراضها على مشاريع الاستيطان الاسرائيلية التي اثارت اسوأ خلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل منذ سنوات. لكن في ما يدل على رغبتها في وقف تأزم الخلافات،
 وصفت الادارة ايضا القضية بانها خلاف بين اصدقاء لن يؤدي الى كسر «الرابط الذي لا يفك» بين الحليفين. وسادت شكوك حول العلاقات الاميركية-الاسرائيلية وسط توتر اقليمي متزايد، فيما جرت مواجهات بين مئات الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية في القدس الشرقية في اسوأ اعمال عنف تقع في المدينة المقدسة منذ سنوات. واندلع الخلاف حين اصدرت واشنطن رد فعل قويا الاسبوع الماضي على اعلان اسرائيل عن مشروع بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية المحتلة. وجاء الاعلان الاسرائيلي فيما كانت الولايات المتحدة اقنعت لتوها الفلسطينيين بالمشاركة في محادثات سلام غير مباشرة مع اسرائيل، وتزامن ايضا مع زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي انه يتوقع حصول اتصال هاتفي «في وقت قريب جدا» بين كلينتون ونتانياهو. واوضح مسؤول اميركي لاحقا طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الاتصال قد يحصل الاربعاء. وفي وقت سابق اعلنت كلينتون ان واشنطن ملتزمة باجراء «مشاورات ناشطة جدا» مع الاسرائيليين حول الخطوات التي ستظهر الالتزام باحياء عملية السلام. وردا على سؤال حول ما اذا كانت العلاقات الاميركية-الاسرائيلية قد وصلت الى ادنى مستوياتها منذ 35 عاما ردت كلينتون «لا اعتقد ذلك». واضافت «لدينا التزام مطلق بامن اسرائيل، ولدينا رابط وثيق لا يهتز بين الولايات المتحدة واسرائيل وبين الشعبين الاميركي والاسرائيلي». وهذه التصريحات كررها البيت الابيض حين اعلن المتحدث باسمه روبرت غيبس ان بعض الخلافات طبيعية بين شريكين. وقال غيبس «ذلك لا يكسر الرابط الذي لا يفك القائم مع الحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي حول امنهم». وبدا الاسرائيليون حريصين على تثمين التصريحات الاميركية باعتبارها في الحد الادنى تعليقا موقتا للخلافات. قال مكتب نتانياهو ان «دولة اسرائيل تثمن الكلمات الحارة الصادرة عن وزيرة الخارجية كلينتون حول العلاقات العميقة بين الولايات المتحدة واسرائيل والتزام الولايات المتحدة بامن اسرائيل». وفي هذا الوقت نفى السفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة مايكل اورين ان يكون صرح في مقابلة صحافية بان العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل بلغت اخطر ازمة لها منذ 35 عاما قائلا انه «تم تحريف اقواله بشكل فاضح» في هذه المسالة. وقال اورين في بيان ان «محادثات تجري في جو تعاون» بين البلدين. والجمعة ابلغت كلينتون نتانياهو بلهجة قوية في اتصال هاتفي بان الاعلان الاسرائيلي عن مشروع بناء وحدات سكنية الاسبوع الماضي يعتبر «اشارة سلبية جدا». واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الذي كان من المرتقب ان يزور اسرائيل، لن يزور المنطقة قبل اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط في موسكو الخميس. وشدد كراولي على ان هذه الخطوة تعتبر لوجستية وليست موجهة ضد نتانياهو الذي اعتذر عن توقيت الاعلان الاسرائيلي بخصوص الاستيطان لكنه لم يوافق على وقف اعمال البناء. كما اثار الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس جدلا حول ازمة الشرق الاوسط حين ابلغ لجنة في الكونغرس بان التوتر الاسرائيلي-الفلسطيني «يمثل تحديا واضحا لقدرتنا على دفع مصالحنا» في المنطقة. واضاف في افادة خطية امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان «النزاع يزيد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة بسبب فكرة محاباة الولايات المتحدة لاسرائيل». من جهته قال اريك كانتور المسؤول الجمهوري الثاني في مجلس النواب ان امن اميركا اصبح مهددا لكنه عزا السبب الى الدعم الاميركي غير الكافي لاسرائيل. وقال كانتور ان «الادارة تقوم بامور اعتقد انها تهدد امننا القومي لانها تتصرف بهذا الشكل المعادي مع حليفنا في المنطقة».