بغداد/ احمد نوفلمع مرحلة الانفتاح الاقتصادي على منتجات دول العالم وخاصة دول شرق آسيا بما فيها الصين كثرة أعداد الباعة من الذين يتخذون من رصيف الشارع مكانا لعرض بضاعتهم، وممن أطلق عيهم أصحاب البسطات .هؤلاء لا تجد زاوية من زوايا مدننا تخلو منهم. يشكلون جيشا جرارا تراه صباح كل يوم، ينادي على الزبون في عرض الشارع.
الملفت للنظر انهم صارت لهم استخداماتهم وطرقهم في المنادات على الزبون المنتظر.لكن في هذه الاوقات توحدت طرقهم. على سبيل المثال تسمع صوتاً يطرق مسامعك ويتكرر دونما توقف وتشعر ان الصوت غير الصوت الذي كنت تسمعه من قبل .(حاجة بربع اربعة بالف ..حاجة بربع اربعة بالف ..حاجة بربع أربعة بالف ) دون توقف او استراحة يتكرر تكرارا تأنفه اذن السامع (كيلو كليجة ثلاثة آلاف..مشكل ثلاثة الاف.. كيلو كليجة ثلاثة آلاف.. مشكل ثلاثة الاف او (فانيله بألف ..لباس بالف ..فانيلة بألف... لباس بالف) وهكذا الى ما لانهاية من كون البائع استفاد من توفر مكبرات الصوت وراح يعيد شريطاً مسجلاً من خلالها بمناداته ويجلس جانبا او يدخل في مساومة مع زبون اجتذبه مسجل الصوت الصغير.في المناطق السكنية تختلف الحال عنها في مراكز المدن فبائع النفط يمكن ان يعلن عن نفسه وبضاعته من خلال الطرق بقضيب حديد على ما يطلق عليه (ويل سيارة فولاذي)وهو صوت مميز جدا ولايمكن لمعلن غيره استخدامه وقد شاركه فيه او قل استعاره منه بائع قناني الغاز لاسيما وان استخدام النفط لدى العائلة سبق استخدام الغاز.الان ونحن على مشارف الصيف نتظر الصبيان الذين يمتهنون بيع المثلجات (الموطا) انهم يختلفون بأساليبهم للاعلان عن بضاعتهم التي يحتفظون بها في صندوق من الفلين يعلقونه برقبتهم ويمسكون ايضا بمكبرة صوت لكنهم لا يستخدمون مسجل الصوت بل يرتجلون لازمتهم ويرددونها ملحنة تستهوي السامع (هاي الموطا برِِِد برد هاي الموطا برد برد) من خلال اصواتهم ولا زماتهم اللحنية تجد لهم زبائن فيما بين المحلات السكنية وربما دفع البعض من الكبار لأصواتهم رجالاً ونساءً دعوتهم لكي يشتري منهم لا لحاجة بضاعتهم بقدر ما اراد الاستماع اصواتهم.البعض منهم يحظى بتعاطف وجماهير من الاطفال تتبعه لتردد معه (هاي الموطا برد برد) الحديث يطول ولكن نشعر وكاننا لم نستورد البضاعة وحدها بل استوردنا ايضا طريقة صوتية مزعجة بينما فقدنا صناعتنا المحلية والحان باعتنا القدماء التي تشنف لها الآذان.
من الشارع ..أصــوات الـبــاعــــة
نشر في: 19 مارس, 2010: 04:34 م