اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > فرصة السقوط سانحة امام الجيش التركي!

فرصة السقوط سانحة امام الجيش التركي!

نشر في: 19 مارس, 2010: 05:32 م

متابعة اخبارية: في الوقت الذي أنشغلت فيه محاكم تركيا بقضايا المئات من الشخصيات العسكرية والمدنية الثقافية وتهم أنتمائهم الى خلية اعدت للانقلاب على حكومة «العدالة والتنمية»، كانت الاخيرة امرت اجهزتها الامنية بتنفيذ حملة اعتقالات جديدة لعشرات الضباط الحاليين والمتقاعدين بصدد التهمة ذاتها.هذه الانباء التي وردت ليلة الخميس الماضي من تركيا، عززت وجهة النظر القائلة بان ما يعده الاتراك ضامنا قويا لحماية النظام العلماني والدستور لن يكون كذلك بعد اليوم.
الارباك الذي حصل في صفوف الجيش التركي، بعد فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية، ربما يعزز سيناريو يفترض ضلوع العسكر بتقويض سلطة الحزب الاسلامي الحاكم، ويفسر ردة فعل حكومة أردوغان التي امتدت حملة اعتقالاتها الى تسع محافظات. الامر الذي قد يرجح صحة استطلاعات جديدة تفيد بان «العدالة والتنمية» تحظى بشعبية متزايدة.الانباء التركية الجديدة تفيد بان السلطات شنت حملة اعتقالات واسعة في تسع محافظات القت فيها القبض على 28 شخصا غالبيتهم من ضباط الجيش الحاليين وآخرين متقاعدين وبعضهم من الموظفين المدنيين.وجاءت هذه الاعتقالات في إطار الاشتباه بانضمام هؤلاء إلى خلية «إرغين ايكون» المتهمة بالاعداد لانقلاب ضد حكومة حزب العدالة والتنمية. وتجدر الاشارة الى ان هذه التوقيفات تتزامن مع محاكمة نحو مئتي شخصية عسكرية وسياسية وثقافية لانتمائهم للخلية المذكورة.ولابد من التذكير بان رئيس الوزراء التركي حذر في اواخر شهر شباط الماضي من أن «كل من يتآمر ضد الحكومة المنتخبة سيقدم للعدالة». وأضاف إردوغان قائلا أن «لا أحد في تركيا فوق القانون».وكان القضاء التركي قد أفرج إفراجا مشروطا نهاية الشهر الماضي عن ثلاثة من أكبر المعتقلين رتبة، وهم القائد السابق لسلاح البحرية الاميرال أوزدن اورنك والقائد السابق لسلاح الجو خليل ابراهيم فورتنا والنائب السابق لرئيس الاركان ارجين سايجون.وكان الرئيس التركي عبد الله جول قد تحدث عن نشوء «وضع خطير» نتيجة إلقاء القبض على هذا العدد من ضباط القوات المسلحة السابقين والحاليين.وكانت صحيفة (طرف) التركية التي نشرت تفاصيل خطة المؤامرة المزعومة في الشهر الماضي قد قالت إن تفاصيل التحرك وضعت ونوقشت في عام 2003 في مقر قيادة الجيش الاول في اسطنبول.وتضمنت المؤامرة المزعومة تفجير عدد من المساجد وافتعال مواجهة عسكرية مع اليونان تسقط فيها طائرة تركية من أجل خلق بلبلة تؤدي الى اسقاط الحكومة.المؤسسة العسكرية في تركيا بدت مرتبكة عقب اكتساح حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الانتخابات التشريعية التي جرت في تموز 2007. ونشرت صحيفة تركية الخطوط العريضة لخطة كان أعدها الجيش التركي للتعاطي مع المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد بعد تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم.ويقر الجيش في تلك الخطة بأن السياسات والدعوات القومية قد تعرضت إلى ضربة كبيرة بعد الانتخابات لأن النتائج أظهرت بوضوح أن حركة اسلامية قد حققت نصرا كبيرا.كما يعترف الجيش بنجاح من «أرادوا لتركيا أن تتحول إلى نموذج بالنسبة لدول العالم الإسلامي يمثل الإسلام المعتدل, وأصبحت فكرة الإسلام الديمقراطي أمرا واقعا يحظى بالقبول وصار من الصعب العودة بالوضع التركي إلى الوراء».وفي أعقاب النصر الذي حققه حزب العدالة والتنمية أبدت المؤسسة العسكرية تخوفا من بدء مرحلة جديدة وخطيرة سيقومون فيها بتجاوز الخطوط الحمراء وبالتطاول على القيم والمبادئ الأساسية للجمهورية التركية.وأمام هذا الوضع يتساءل الجيش التركي عما إذا كان لا يزال في استطاعة المؤسسة العسكرية التأثير في التطورات السياسية في البلاد وتوجيهها أم لا.ومن الخطوات المقترحة لتحقيق ذلك الهدف يشدد واضعو تلك الخطة على إعادة رسم الصورة المشرقة للقوات المسلحة أمام الرأي العام وإثبات أنها لا تعادي الدين، والقضاء على كل المحاولات الرامية إلى تشويه صورة الجيش.وتدعو الخطة إلى البحث عن منظمات مجتمع مدني تحمل أفكارا منفتحة ومتمسكة بمبادئ الجمهورية والعلمانية من أجل العمل معها بعد أن لوحظ أن الأطراف الداعمة للقوات المسلحة في تناقص مستمر وأن جزءا من الإعلام وقطاع الأعمال والنقابات والجامعات أصبح يعادي الجيش.الجيش التركي لعب دورا مهما وأساسيا في مجمل الحسابات السياسية التي يبدو أنها لا ولن تتخلص بسهولة من حالة الخوف من قوة العسكر الملخصة بنزول الدبابات إلى الشوارع معلنة نهاية عدة حكومات مدنية حتى الآن.يحمل الكثيرون مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية الحديثة مسؤولية الحالة الغريبة التي أوجدتها ظاهرة الانقلابات العسكرية التي لا تختلف أساسا عن الوضع في دول العالم الثالث، لأن جميع الأنظمة الديكتاتورية في هذه الدول تعتمد أساسا على دبابات العسكر وإرهاب أجهزة المخابرات.إلا أن الوضع في تركيا قد يختلف نسبيا عن هذه الدول، لأن تركيا رغم كل سلبياتها تعتبر دولة ديمقراطية بالمعايير الغربية منذ العام 1950 حيث انتقلت البلاد إلى التعددية الحزبية التي جعلت من تركيا جزءا من العالم الغربي وعضوا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعنصرا أساسيا في الحرب الباردة.ويستمد الجيش التركي قوته من دعم كبار رجال الأعمال ووسائل الإعلام واحترام المجتمع إضافة إلى التأييد الأميركي. ل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram