TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > الناصرية .. بناها ناصر باشا السعدون ... وصممها بلجيكي

الناصرية .. بناها ناصر باشا السعدون ... وصممها بلجيكي

نشر في: 21 مارس, 2010: 04:46 م

من مراسلنا الخاص مدينة الناصرية هي مركز لواء المنتفك، حديثة البناء، يرجع تاريخها الى عام 1869 ميلادية وسميت بالناصرية على اسم الشيخ ناصر باشا السعدون في زمن مدحت باشا والي العراق انذاك وقد خططها المهندس البلجيكي جولي تلي فخطط المدينة المفتوحة تخطيطا عصريا بأن جعل لها شوارع عريضة متقاطعة تقاطعا هندسيا جميلا ثم شرع في اقامة صرح فخم للحكومة فكان اول بناية اقيمت فيها..
 وكانت هذه البناية لاتزال قائمة حتى عام 1950 حيث هدمت واستعيض عنها بسراي حديث. وتبلغ مساحة لواء المنتفك 38.700 كيلو مترا مربع وعدد نفوسه في الوقت الحاضر (357.728) نسمة. وتقوم مدينة الناصرية على ضفة الفرات اليسرى في موقع يبعد بالقطار عن بغداد 387 كيلو مترا باتجاه الجنوب وعن شمال البصرة 212 كيلو مترا ويصلها بالسكة الحديد الممتدة بين هاتين المدينتين فرع حديدي يمتد من خرائب اور وينتهي في جانب البلدة الايمن ، وقد تقرر انشاء جسر حديدي ثابت، وبوشر بالعمل على اعداد الموقع ويبلغ طول هذا الجسر (7/179) متر وعدد فتحاته ثلاث، اما العرض فيبلغ سبعة امتار للسيارات مع رصيفين جانبيين للسير، ويتكون سطح الجسر من روافد فولاذية وسقف من الخرسانة المسلحة وتقدر كلفته بأكثر من ستمئة وستين الف دينار، ويتوقع انجازه في وسط عام 1959.والفرق واضح بين حالة لواء المنتفك منذ سنوات وما آلت اليه حاله من التقدم في الوقت الحاضر، فقد كانت اعمال التسوية في هذا اللواء من العوامل الفعالة التي اشاعت الهدوء وأبعدت التأخر والجمود في الاعمال، وأصبح الوضع الزراعي في اللواء في تحسن مستمر وتحسنت حال الفلاح وتضاعفت الارشادات التي يتلقاها من دوائر الزراعة، ولما كان المورد الزراعي في هذا اللواء وهو المورد الوحيد – معتمداً في ذلك على مجرى الفرات وشط الغراف وبالنظر لقدم تنظيم الري هناك ارتأت الدوائر اعادة تنظيمه وفق الحاجات الجديدة.  وقد تمت دراسة التنظيم على اساس انشاء نواظم قاطعة على مجراه لأرواء الاراضي المجاورة العالية وذلك لاستغلال مساحات اوسع، مع انشاء مبازل على ضفتيه، اما المجرى الثاني فهو الفرات وقد اتجهت النية الى تنظيم الارواء عليه وذلك بانشاء سداد على جانبيه كي تقي المزارع من الغرق اثناء الفيضان وانشاء خمسة نواظم في صدر الانهر التي تتفرع منه، والعمل في هذه يوشك على الانتهاء. ويزرع الفلاح في المنتفك الزراعة بنوعيها الشتوية والصيفية وقد انتج اللواء خلال موسم عام 1956 الماضي من الحنطة 68871 طناً، ومن الشعير 77152 طناً، ومن الرز 151525 طناً، ومن الذرة 1680 طناً، ومن السمسم 50 طناً، ومن الماش 250 كناً، ويقوم مجلس الاعمار الان بدراسات واسعة لتنظيم الري وتجفيف المستنقعات وتجفيف منطقة الاهوار ، فهذه عند تجفيفها ستيسر حوالي مليوني مشارة تستغل في الزراعة الشتوية والصيفية ، وسينظر في امر اعادة مجرى الفرات ضمن هذه المنطقة بحيث يكون صالحا للملاحة بين الجنوب والمنطقة الوسطى في جميع الفصول. وهناك مقترحات ما تزال في دور الدراسة وهي اولا: انشاء سداد على ضفتي الفرات، ثانياً: انشاء نواظم لجميع المنافذ المتفرعة من نهر الفرات. ثالثاً: اعادة مجرى الفرات ضمن منطقة الاهوار، رابعاً: تجفيف منطقة الاهوار.خامساً: انشاء مبازل ضمن المنطقة التي ستنحسر عنها المياه نتيجة لتجفيف الاهوار. سادساً: اعادة تنظيم الري في الفرات وذلك على اساس انشاء نواظم قاطعة عليه ومبازل على جانبيه. ومن مشاريع مجلس الاعمار الاخرى انشاء عشر دور للموظفين في مختلف انحاء اللواء وبناية سراي لناحية "سويج الدوحة" وبناية مدرستين ذات 12 صفاً وواحدة ذات تسعة صفوف واخرى ذات ستة صفوف.وقد أولت الادارة المحلية الناحية العمرانية والثقافية الكثير من اهتمامها فكان لما فتحته من المدارس ولما هيأته لها من المعلمين والمعلمات ولما قدمته للطلاب والطالبات من مساعدات مادية كالتغذية والاكساء وفتح مراكز مكافحة الامية اثره في رفع المستوى العلمي في لواء المنتفك.  وخلال عام 1956 تمت الاعمال التالية: بناء روضة اطفال في الناصرية، انشاء اربعين بيتاً للمعلمين والمعلمات في النواحي، بناية مدرستين ذات ستة صفوف، بناء ثماني مدارس ذات ثلاثة صفوف ، بناء اربعة مستوصفات صحية في النواحي والقرى، وانشاء مخزن للمدارس الابتدائية وبناء 12 قنطرة في مختلف انحاء اللواءز ومن المشاريع التي انجزتها بلدية الناصرية خلال السنة الماضية: تبليط شوارع وارصفة بكلفة تزيد على مئة وخمسة وتسعين الف دينار، وانشأت كذلك قسماً بلدياً في المحلة الشرقية وكراجاً للبلدية وسوقاً للجزارين وباعة المخضرات وبنت بهواً للبلدية وثماني دور لصغار الموظفين ومشاريع اخرى كلفت 66 الف دينار. ولعل الناصرية سائرة في الطريق التي مضت فيها اور، جارتها التاريخية، الى حيث التقدم والرخاء. مجلة العاملون في النفط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram